01 - 07 تشرين الثاني/نوفمبر 2023
الأربعاء 8 تشرين الثاني 2023 - 3:56 م 1347 135 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
01 - 07 تشرين الثاني/نوفمبر 2023
إعداد: علي إبراهيم
القدس بين حصار الأقصى واعتقال الفلسطينيين
والاحتلال يرتكب مجازر في غزة تُعد الأفظع منذ عام 1948
استمرت في أسبوع الرصد الإجراءات المشددة التي تفرضها قوات الاحتلال أمام أبواب المسجد الأقصى وفي أزقة البلدة القديمة، فيما تفتح المجال أمام المستوطنين لاقتحام المسجد بشكلٍ شبه يوميّ، وشهدت هذه الاقتحامات أداء المستوطنين للصلوات اليهوديّة العلنية في ساحات الأقصى الشرقية. أما على الصعيد الديموغرافي فقد شهد أسبوع الرصد تصاعدًا في شن حملات الاعتقال، والتي طالت أسرى محررين ونشطاء في القدس المحتلة، وبلغ عدد المعتقلين من المدينة المحتلة في شهر تشرين الأول/أكتوبر نحو 384 فلسطينيًا، من بينهم نساء وأطفال، تعرضوا إلى اعتداءات جسدية ونفسية. أما على صعيد الهدم، فقد وثق مركز معلومات وادي حلوة 22 عملية هدم في القدس المحتلة، في الشهر الماضي، نصفها أُجبر أصحابها على هدمها ذاتيًا بضغطٍ من سلطات الاحتلال. أما في قطاع غزة تتابع آلة القتل الإسرائيلية في استهداف المدنيين، وقد كشفت مصادر حقوقية بأن قوات الاحتلال ارتكبت أكبر مجزرة منذ تأسيس الكيان عام 1948، ليل 6/11، الذي شهد غارات جوية عنيفة بالتزامن مع قطع الاتصالات عن القطاع، ما أدى إلى سقوط أكثر من 1500 فلسطيني ما بين شهيد وجريح، إضافةً إلى تدمير مئات الوحدات السكينة فوق رؤوس قاطنيها.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال فرض العراقيل أمام وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، إذ تشدّد قوات الاحتلال من إجراءاتها الأمنية أمام أبواب المسجد، وفي أزقة البلدة القديمة، ولا تسمح إلا لكبار السن القاطنين في البلدة القديمة من الوصول إلى الأقصى. ومع استمرار هذا التشديد، توفر عناصر الاحتلال الأمنية الحماية لمقتحمي المسجد الأقصى، ففي 1/11 اقتحم الأقصى 134 مستوطنًا، تجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازي وأدى بعضهم طقوسًا يهودية علنية. وفي 2/11 اقتحم الأقصى 163 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهودية علنية قرب مصلى باب الرحمة، بحماية قوات الاحتلال. وفي 3/11 فرضت قوات الاحتلال إجراءات أمنية مشددة، ونصبت عشرات الحواجز في الطرق المؤدية إلى الأقصى، ولم يستطع أداء صلاة ظهر الجمعة في المسجد سوى 5500 مصلٍ، معظمهم من سكان البلدة القديمة.
وفي 5/11 اقتحم الأقصى 137 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 6/11 اقتحم الأقصى 108 مستوطنين، تجولوا في ساحات المسجد بحماية عناصر الاحتلال الأمنية. وفي 7/11 اقتحم الأقصى 61 مستوطنًا، أدى بعضهم طقوسًا يهوديّة علنية قرب مصلى باب الرحمة.
التهويد الديموغرافي
تشنّ قوات الاحتلال حملات اعتقال بشكلٍ شبه يومي في القدس والضفة الغربية المحتلتين، وتتضمن هذه الحملات مداهمات لمنازل الأسرى المحررين، وتخريب محتوياتها، وفرض العقاب الجماعي على أسرهم، ففي 1/11 دهمت قوات الاحتلال منازل 10 أسرى محررين، وإضافةً إلى اعتقالهم سرقت عناصر الاحتلال خلالها أموالًا ومركبات ومجوهرات. وفي 6/11 شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في مخيم شعفاط وبلدة عناتا بالقدس المحتلة، وتضمنت تفتيش المنازل وتحطيم محتوياتها والاعتداء بالضرب على السكان الآمنين، وبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين من الضفة الغربية والقدس المحتلتين منذ بداية عملية "طوفان الأقصى" نحو 2280 فلسطينيًا، وخلال أسبوع الرصد كشفت مصادر عبرية بأن سلطات الاحتلال استخدمت السجناء الجنائيين الإسرائيليين للمشاركة في تنكيل الأسرى الفلسطينيين.
وعلى صعيدٍ منفصل، كشف تقرير لمؤسسة أوروبيون لأجل القدس تصاعد اعتداءات الاحتلال وأذرعه بحق القدس والمقدسيين بشكلٍ كبير خلال شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ورصدت المؤسسة نحو 1515 اعتداءً نفذتهم أذرع الاحتلال، وهو ما يشكل ضعف الاعتداءات في الأشهر السابقة، ومما رصده التقرير:
- رصد نحو 57 عملية إطلاق نار واعتداء مباشر من قبل قوات الاحتلال في أحياء القدس المحتلة، ما أسفر عن استشهاد 15 فلسطينيًا، من بينهم 5 أطفال، وإصابة 22 آخرين.
- نفذت قوات الاحتلال نحو 559 عملية اقتحام لبلدات وأحياء القدس.
- اعتقلت قوات الاحتلال نحو 384 فلسطينيًا، من بينهم 33 طفلًا و23 امرأة.
أما على صعيد الهدم، فقد وثق مركز معلومات وادي حلوة 22 عملية هدم في القدس المحتلة، في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، نصفها عمليات هدم ذاتي بضغطٍ من سلطات الاحتلال وتجنبًا لدفع الغرامات الباهظة، وبحسب المركز فإن معظم عمليات الهدم طالت منازل مأهولة بالسكان.
المقاومة في القدس
على الرغم من إجراءات الاحتلال المشددة، ومحاولة فرض رقابة أمنية شرسة في القدس المحتلة، إلا أن المدينة المحتلة تشهد مواجهات شبه يومية بوجه قوات الاحتلال، ففي 5/11 ارتقى 3 شهداء في بلدة أبو ديس، على أثر اندلاع مواجهاتٍ عنيفة واشتباكات مسلحة، على أثر حصار قوات الاحتلال للمطارد نبيل حلبية، الذي اشتبك مع قوات الاحتلال لسبع ساعات، استخدمت فيها الأسلحة النارية الثقيلة، واستهدفت المنزل الذي تحصن فيه الشهيد حلبية بصاروخ محمول على الكتف ما أدى إلى ارتقائه، ثم احتجزت قوات الاحتلال جثمان الشهيد.
وفي 6/11 نفذ الفتى محمد فروخ (16 عامًا) عملية طعن قرب باب الساهرة في البلدة القديمة، أدت إلى مقتل مجندة في قوات حرس الحدود، وإصابة مجند آخر، وارتقاء المنفذ.
العدوان على غزة
تستمر آلة القتل الإسرائيلية في استهداف المدنيين في قطاع غزة، فعلى وقع استمرار تصدي المقاومة البطولية لمحاولات التوغل البري في عددٍ من النقاط في قطاع غزة، كشفت مصادر حقوقية بأن قوات الاحتلال ارتكبت أكبر مجزرة منذ تأسيس الكيان عام 1948، فبحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان فإن ليلة 6/11، شهدت غارات جوية عنيفة بالتزامن مع قطع الاتصالات بشكلٍ كامل عن القطاع، وبحسب المرصد أدت هذه الغارات إلى سقوط أكثر من 1500 فلسطيني ما بين شهيد وجريح، إضافةً إلى تدمير مئات الوحدات السكينة فوق رؤوس قاطنيها، وبحسب مصادر فلسطينية في غزة، فمنذ بداية العدوان على القطاع، توقف 16 مستشفى من أصل 35 عن العمل، وأغلق نحو 51 (أكثر من 75%) من جميع مرافق الرعاية الأولية في جميع أنحاء غزة، ما يفاقم المعاناة الطبية في ظل استمرار الحصار وإغلاق معبر رفح، بينما تجاوز عدد الشهداء 10 آلاف شهيد، وأكثر من 26 ألف جريح.