09 -15 أيلول/سبتمبر 2015
الأربعاء 16 أيلول 2015 - 3:50 م 16044 1444 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
09 -15 أيلول/سبتمبر 2015
الاحتلال يستهدف الأقصى بمكوناته البشرية تمهيدًا لإحكام السيطرة عليه
ازدادت حدة الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى تزامنًا مع الأعياد اليهودية، وقد وصل تدنيس المسجد لمستويات خطيرة وسط صمت عربي مطبق وغياب أي تحركات مؤثرة يمكن أن تستهدف الاحتلال داخل فلسطين وخارجها.
التهويد الديني:
ازداد استهداف الاحتلال للأقصى، وأظهرت التطورات الأخيرة محاولته تقسيم المسجد زمانيًا عبر اعتداءاته على المصلين، وعلى رأسهم المرابطين والمرابطات، لتثبيت الوضع القائم على الاقتحامات الصباحية للمسجد. ففي تطور لافت أصدر وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون في 8/9 قرارًا بحظر باعتبار المرابطين والمرابطات "تنظيمًا إرهابيًا" بعد توصيات من جهاز "الشاباك" ووزير أمن الاحتلال جلعاد أردان. وبرر يعلون قراره بالمحافظة على السلامة العامة والنظام داخل المسجد الأقصى، زاعمًا أن المرابطين يتسببون بأعمال الشغب ويضايقون المستوطنين وعناصر شرطة الاحتلال. ويأتي هذا القرار في سياق تفريغ المسجد الأقصى من العنصر البشري الأساس في صد الاقتحامات وعرقلة فرضها أمرًا واقعًا، ومن جهة أخرى يجعل هذا القرار من الاحتلال المتحكم بالأقصى على ضوء ممارساته على أبواب المسجد.
ألحق الاحتلال هذا القرار بهجمة شرسة امتدت على مدى 3 أيام من الاقتحامات والاعتداءات، فاستمر في فرض القيود على دخول المصلين إلى المسجد، وبشكل خاص النساء، مع الاعتداء على موظفي الأوقاف والمرابطات الممنوعات من دخول الأقصى قرب باب السلسلة.
واشتدت وتيرة الاقتحامات صباح الأحد 13/9، وكان من بين المقتحمين وزير الزراعة أوري أريئل، فيما حاصرت قوات الاحتلال المصلين في المسجد القبلي، وأطلقت عليهم قنابل الغاز والرصاص المطاطي مما أدى لإصابة 35 مصليًا بجراح متفاوتة.
وفي 14/9 اقتحم الأقصى أكثر من 200 جندي إسرائيلي من الوحدات الخاصة، واعتدوا على المعتكفين داخله مع إطلاق الرصاص وقنابل الصوت والغاز، وأقدمت قوات الاحتلال على تحطيم عدد من أبواب المسجد القبلي والشبابيك الزجاجية والجصية ذات القيمة التاريخية الكبيرة. وتكرر الاعتداء خلال اليوم مع اشتعال عدد من النقاط الساخنة قرب أبواب المسجد الأقصى وفي أزقة البلدة القديمة.
وفي 15/9 تابع الاحتلال اقتحاماته للأقصى واعتداءاته على المصلين، حيث أصيب 26 مصليًا بجراح متفاوتة خلال اقتحام ما يزيد على 250 جنديًا إسرائيليًا من القوات الخاصة، وبعد تحطيمها لبوابات المصلى القبلي قامت هذه القوات بتدنيس داخل المصلى حتى وصلت لمنبر نور الدين (المعروف بمنبر صلاح الدين)، ودارت اشتباكات مباشرة مع الشبان المرابطين، وقد احترق أجزاء من سجاد المصلى خلال الاقتحام. وكان لافتًا استهداف جنود الاحتلال للمصورين والصحفيين في محاولة لمنعهم من توثيق الأحداث لدورهم في توثيق الاعتداءات الصارخة بحق النسوة والشبان على بوابات الأقصى. وعلى الرغم من حرص الاحتلال على الحد من وجود المرابطين في الأقصى إلا أنه فشل في جعل اقتحاماته تسير بشكل هادئ، وهو ما يسجل للمرابطين على قلة أعدادهم في عرقلة، ولو جزئية، لهذه الممارسات.
ويبدو من التطورات المتلاحقة في المسجد أن الاحتلال يحاول الدفع نحو السيطرة على المسجد بشكل كامل، وهو هدف أعلنه عدد من الشخصيات الرسمية وغير الرسمية في مرات عدة، أما مناقشته على صعيد الحكومة فهو التطور في اتساق الخطاب الإسرائيلي مع مطالبات "منظمات المبعد".
التفاعل مع القدس:
أمام الهجمة القاسية من قبل الاحتلال على المسجد الأقصى، تتضح حالة الترهل العربي التي لا تزال تستشري ظواهرها مع كل تطور جديد في الأحداث الجارية، مما يتيح للاحتلال التحرك من دون قيود أو تحركات رسمية قادرة على لجم سعاره نحو الأقصى. فمع ما يعانيه الأقصى وأهل القدس خرج أمين عام الجامعة العربية بدعوة العودة للمفاوضات للتوصل إلى "السلام"، في انسلاخ واضح عن الواقع والابتعاد عن أي مبادرة مؤثرة.
وضمن المواقف العربية التي باتت مستهلكة صدر عدد من بيانات الشجب والاستنكار لممارسات الاحتلال في الأقصى، عن السلطة الفلسطينية والأردن ومصر وتونس، وعدد من الهيئات والمنظمات التابعة للجامعة العربية. وفي غزة أصدرت فصائل المقاومة بيانًا يتضمن الدعوة لجعل يوم الجمعة القادم يوم غضب تجاه ما يحصل في المسجد الأقصى.
وفي الأراضي المحتلة عام 1948 نظمت الحركة الإسلامية مهرجان "الأقصى في خطر الـ20" شارك فيه الآلاف نصرة للمسجد الأقصى وحضره العديد من الشخصيات البارزة داخل الأرض المحتلة عام 1948، من الأطر والتوجهات الدينية والسياسية والاجتماعية كافة، وقد ألقى الشيخ رائد صلاح كلمة خلال المؤتمر شدد فيها على أهمية شد الرحال إلى الأقصى، ومضاعفة الرباط فيه؛ نصرة له من مؤامرات الاحتلال الذي يسعى لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، وأعلن عن إطلاق حملة "ألف مشروع لنصرة القدس والمسجد الأقصى".