23 - 29 أيلول/سبتمبر 2015
الأربعاء 30 أيلول 2015 - 4:33 م 15239 1344 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
29-23 أيلول/سبتمبر 2015
إعداد: علي إبراهيم
"الكابينيت" يحاول إجهاض الحراك المقدسي
رفع الاحتلال من سقف اعتداءاته على المسجد الأقصى ويستخدم أدوات جديدة في القمع والاقتحامات، ويرتفع العنف الذي يستهدف المرابطين مع محاولة الاحتلال فرض قوانين تعسفية لكبح جماح الحراك المقدسي تستهدف أرواح المقدسيين ومن ثم وجودهم في المدينة المحتلة.
التهويد الديني:
يتابع الاحتلال اعتداءاته المتتالية على المسجد الأقصى، ويصعد من محاولات فرض سيطرته الكاملة على المسجد وترسيخ وجوده فيه كأمر واقع. وقد جرت عادة الاحتلال بمنع الاقتحامات خلال الأعياد والمناسبات الإسلامية، ولكنه سمح في يوم عرفة باقتحام مجموعة من المستوطنين وهم يرتدون لباس الكهنة محتفلين بما يسمى "يوم الغفران"، تزامن هذا الاقتحام مع منع دخول المصلين دون سن الـ40، وإغلاق عدد من أبواب الأقصى وفتح ثلاثة فقط لحصر دخول المصلين من هذه الأبواب.
وبعد هدوء خلال الأيام الثلاثة الأولى من عيد الأضحى عادت موجات اقتحام المسجد الأقصى خلال اليوم الرابع من العيد، ففي الأحد 27/9 قامت قوات الاحتلال باقتحام المسجد مع إطلاق الرصاص وقنابل الصوت بشكل عشوائي، وقد استعد المرابطون منذ الليل لهذا الاقتحام حيث عمَره العديد من الشبان كما شارك عدد من الشخصيات المقدسية في الرباط لهذا اليوم مما يؤكد أهمية تكاتف جميع شرائح المجتمع المقدسي لمواجهة الاحتلال وأطماعه في الأقصى. وقد عاد الاحتلال في نهاية هذا اليوم لفرض القيود على المصلين والتحكم بإغلاق بوابات الأقصى.
مسار الاقتحامت المتصاعد يترادف مع استهداف حالة الرباط وفرض دخول المستوطنين بالقوة، حيث قامت قوات كبيرة من الاحتلال يوم الاثنين 28/9 باقتحام المسجد لإخراج المرابطين بالقوة واشتعلت المواجهات وأدت لإصابة عدد من الشبان المرابطين، ومن الشواهد على تطور نسق الاقتحامات الأدوات التي تستخدمها الشرطة خلالها فهي تتنوع بين الأعيرة النارية وقنابل الصوت والغاز وكتيبة القناصة، واستخدمت شرطة الاحتلال حائطًا مصفحًا متنقلًا لاقتحام المصلى القبلي والضغط على المعتكفين لاعتقالهم. كما استخدمت آلات حفر كهربائية لتدمير نوافذ المصلى القبلي الشرقية، حيث تمركز القناصة عندها. هذا التعسف في الضغط على المرابطين ينتج عنه ارتفاع ملحوظ بعدد الجرحى بُعيد كل اقتحام حيث أصيب أكثر من 15 مرابطًا، هذه التطورات تمثل تطورًا في نسق العنف الذي انتهجه الاحتلال ولم تعد مهمته حماية المستوطنين فقط، بل أصبح يصعد من الاعتداء على المرابطين وتدنيس المسجد متعمدًا إلحاق أكبر ضررٍ ممكن في أبنية المسجد ومعالمه ورواده.
كما بات من الملاحظ أن الاحتلال أصبح يعرقل وصول قوافل البيارق قبل أن تصل إلى المسجد الأقصى، حيث يحتجزها في مراكز الشرطة في القدس أو يمنعها قبل أن تخرج من المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948، وهي محاولة لتفريغ الأقصى من جزء مهم قادر على عمارته خلال أوقات الاقتحامات الصباحية خاصة.
التهويد الديمغرافي:
أصبح التغيير الديموغرافي في القدس هاجسًا لدى الاحتلال يسعى لتفريغ المدينة بكل ما أوتي من قوة وقوانين من سكانها العرب والمسلمين مع زيادة في عديد اليهود وبؤرهم الاستيطانية، فقد كشفت صحيفة "كول هعير" العبرية يوم الثلاثاء 29/9 عن إصدار السلطات الإسرائيلية رخص بناء لمئات الوحدات الاستطيانية، سوف تقام على أراضٍ في مدينة القدس المحتلة. وقد بدأت بعض الشركات بتسويق هذه الوحدات في عدد من المستوطنات. هذه الرخص الكبيرة تترافق مع مشروع كبير تنفذه شركة "موريا" التابعة لبلدية الإحتلال في القدس المحتلة، بقيمة تفوق الـ 19 مليون دولار لتطوير وتحسين الخدمات البلدية في مستوطنة جبل أبو غنيم "هار حوما". وأوضحت الصيحفة بأن اتفاقًا جرى بين بلدية الإحتلال في القدس ووزارة البناء والإسكان الإسرائيلية، على نقل مسؤولية تطوير وصيانة المستوطنة من الوزارة إلى البلدية، وكلفت البلدية شركة "موريا" للقيام بهذه المهام.
كما واصلت سلطات الاحتلال حملتها المحمومة لاعتقال المقدسيين وشملت مناطق مختلفة من المدينة ليصل عدد المقدسيين المعتقلين في شهر أيلول الحالي الى 270 مقدسيًا، وجميعهم على خلفية المشاركة في مواجهات الغضب نُصرة للمسجد الأقصى.
قضايا:
يحاول الاحتلال جاهدًا إجهاض الحراك المقدسي، ومع أن الأدوات التي يمكلها المقدسيون بالغة البساطة فإنها تستطيع إحداث إرباك لدى الاحتلال، هذا الأمر يظهر بكيفية علاج الاحتلال لهاجس ملقي الحجارة من الأطفال المقدسيين والمحتجين على سيارات الاحتلال، فقد برزت تسريبات إعلامية بأن أحد وزراء الاحتلال سيتقدم بمقترح يحتوي مجموعة من العقوبات الانتقامية لعائلات الأطفال الذين يشاركون في الاحتجاج. ويوم الخميس 23/9 أقر مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر "الكابينيت" خطة خاصة، لاتخاذ "تدابير وإجراءات عقابية أكثر صرامة" ضد الفلسطينيين المحتجين بالحجارة والألعاب النارية والمولوتوف، وأفاد موقع "واللا" العبري بأن الخطة تشمل تغيير قواعد الإشتباك وفرض عقوبات بالسجن بين 4 إلى 20 عامًا، ويتضمن القرار إمكانية فرض عقوبات على عائللاات القاصرين من الغرامات الباهظة وأحكام السجن، كما سمح للجنود بفتح النار عند "شعورهم بخطر حقيقي". وأكد نتنياهو، أن حكومته ستواصل العمل لبسط "سيطرتها الأمنية" في المسجد الأقصى، زاعمًا أنه لا يوجد أي خطة لتغيير الواقع الموجود في المسجد.
التفاعل مع القدس:
تنوع التفاعل مع المسجد الأقصى واتسعت مروحته أمام الاعتداءات الكبيرة التي يتعرض لها. ففي رسالة للشيخ العلامة يوسف القرضاوي رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية وجهها إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، طالب القرضاوي أردوغان بتوظيف علاقاته وإمكانات دولة تركيا في حماية المسجد الأقصى المبارك، وممارسة الضغط على حكومة الإحتلال لوقف تجاوزاتها.
وطالبت مصر، يوم الإثنين 28/9، بوقفة قوية من جانب منظمة التعاون الإسلامي والأسرة الدولية، لوقف التعديات الإسرائيلية في القدس المحتلة، وضرورة ضمان عدم تكرارها.
وقد عمّ الإضراب الشامل يوم الثلاثاء 29/9 مدن الضفة الغربية تضامنًا مع القدس ونصرة للمسجد الأقصى، وشهدت مدن جنين ونابلس ورام الله وقلقيلية، إضرابًا تجاريًا شاملاً أغلقت فيه المحلات التجارية والمؤسسات الرسمية، بدعوة وجهتها قوى وفصائل وطنية وإسلامية لإعلان إضراب تجاري شامل يمتد على مدى ساعتين من الثانية عشرة وحتى الثانية بعد الظهر. وانطلقت المسيرات الطلابية في عدد من القرى والبلدات تنديدًا بالعدوان على الأقصى والمقدسات، فيما أصيب عدد من الشبان بأعيرة مطاطية إضافة لإصابة العشرات بالاختناق في مواجهات اندلعت بالقرب من حاجز "بيت إيل" شمال رام الله، في أعقاب المسيرة التي شارك فيها المئات نصرة للمسجد الأقصى.