02 - 08 كانون الأول/ديسمبر 2015
الأربعاء 9 كانون الأول 2015 - 3:36 م 11987 1331 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
02 - 08 كانون الأول/ديسمبر 2015
إعداد: علي إبراهيم
الاحتلال يوثّق إرهابه للمقدسيين والمستوطنات قبلة الدعم الخيري الأميركي
يجد الاحتلال أنّ القمع الذي يقوم به لكبح الانتفاضة لم يجدِ نفعًا، فيرفع من سقف استهداف المقاومين وعوائلهم عبر تفجير منزل الشهيد إبراهيم العكاري وبث صور إرهابه، كما يعزز من مسارات التهويد والاستيطان بالقدس عبر عمليات الهدم المتتالية ومئات الوحدات الاستيطانية التي سيقيمها في مستوطنات القدس.
التهويد الديني:
في متابعة للتطورات المتتالية في القدس، وإصرار الاحتلال على المضي قدمًا في مساقات التهويد، وعلى رأسها اقتحام المسجد الأقصى وتثبيت سيطرة الاحتلال على جزء من الوقت خارج أوقات الصلاة، نشرت أحدث التقارير الإحصائية عن عدد المستوطنين الذين اقتحموا المسجد الأقصى خلال شهر تشرين ثانٍ/ نوفمبر الماضي، وقد بلغ عددهم 1160 مستوطنًا، اجتهد الاحتلال في مقابلها على التضييق على المرابطين والمصلين لمنعهم من التصدي للاقتحامات.
كما أشار التقرير لأبرز مسارات التهويد خلال هذا الشهر، ومن بينها قيام الاحتلال بنقل صلاحية إدارة منطقة القصور الأموية جنوب الأقصى إلى جمعية "إلعاد" الاستيطانية، وهي إشارة لاستمرار الحفريات في هذه المنطقة، وازدياد عمقها ووتيرتها في المرحلة القادمة، نتيجة لإشراف هذه الجمعية على عدد كبير من المشاريع الاستيطانية في مدينة القدس المحتلة. ومن الخطوات التهويدية أيضًا، ما أشرنا إليه في القراءة السابقة عن مصادقة الاحتلال على مشروع "بيت الجوهر- بيت هليبا" التهويدي، غرب المسجد الأقصى، بإيعاز مباشر من رئيس حكومة الاحتلال.
هذه الاقتحامات المتتالية، بالترافق مع سياسة كسر الإرادة التي يتبعها الاحتلال عبر مرافقة المقتحمين للأقصى بقوات عسكرية كبيرة لمنع المرابطين من التّصدّي للمستوطنين، تأتي بالتّزامن مع نشاط إعلامي لمنظمة "عائدون إلى جبل المعبد" التي نشرت على صفحتها في "فيسبوك" مقطع فيديو تمثيليًا بعنوان "الحانوكا- القصة الحقيقية"، يتضمن دعوات صريحة لهدم المسجد الأقصى و"تطهيره من الخبث والأغيار"، ويحتوي المقطع على مشاهد تمثيلية تظهر محاربين يهودًا يتقدمون للأقصى لهدمه، مع قتل حراس الأقصى.
التهويد الديمغرافي:
يمعن الاحتلال في ملاحقة المقدسيين في تفاصيل حياتهم، وليس لدى الاحتلال أسهل من سياسة الهدم وتوزيع الإخطارات بذلك كلّ حين على الفلسطينيين في القدس التي أصبحت مرارة معاشة. فخلال هذا الأسبوع وزعت سلطات الاحتلال عددًا من إخطارات الهدم طالت منشآت سكنية وتجارية في بلدة سلوان، والحجة هي عدم الاستحصال على رخص لها، وبعض هذه المنشآت يعود بناؤها لأكثر من 17 عامًا، وتضم العديد من العائلات الفلسطينية.
هذا التغوّل الإسرائيلي في هدم منازل الفلسطينيين في القدس، يقابله هجمة أخرى على صعيد الاستيطان، فقد كشفت صحيفة "هآرتس" في 2/12 عن مشاريع استيطانية جديدة، وستنفذ هذه المشاريع ومخططات البناء في مستوطنة "جيلو" شرق القدس، ويتجاوز عدد الوحدات الاستيطانية 2230 وحدة.
وكان لافتًا هذا الأسبوع ما كشفه تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" في 8/12/2015 عن دعم أميركي للاستيطان في مناطق الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، بأكثر من 220 مليون دولار خلال السنوات الخمس الماضية، وذلك من خلال "منظمات وجمعيات خيرية". هذا التدفق المالي الهائل وصل بين عامي 2009 و2013 عبر حوالي 50 منظمة وجمعية خيرية أميركية لدعم البناء الاستيطاني والتعليم ودعم المدارس الدينية، إضافةً لشراء المنازل الفلسطينية في القدس والضفة، وتقديم الدعم المالي لعائلات الإسرائيليين المدانين بارتكاب أعمال إرهابية بحق الفلسطينيين. وبحسب القانون الأمريكي الذي يعفي أموال التبرعات من الضرائب فإن هذه الأموال يتم تحويلها من غير مساءلة قانونية، ولا يعرف بالضبط أوجه الصرف التي تذهب إليه، وهو ما عده البعض غض طرف مقصود من قبل الإدارة الأميركية عن الاستيطان.
انتفاضة القدس:
يتابع الاحتلال مجريات انتفاضة القدس بعين مترقبة وخطوات عقابية متلاحقة، فمع امتداد أيام الانتفاضة وتنوّع أشكال المواجهة خلالها يسعى الاحتلال لإرهاب الفلسطينيين عبر الخطوات الانتقامية والضرب، على حد تعبيره،ـ "بيد من حديد"، ففي 2/12 أقدمت قوات الاحتلال على تفجير منزل الشهيد إبراهيم العكاري في مخيم شعفاط، وقد اقتحم المخيم عدد كبير من قوات الاحتلال بلغ 1200 جندي وشرطي إسرائيلي، مع إغلاق تام لجميع مداخله ومنع المواطنين من الدخول والخروج. ومع أن الشهيد العكاري نفذ عمليته في العام الماضي فقد جاء التفجير في سياق ما يسمى الردع الإسرائيلي. ونتج عن التفجير وما تبعه من اشتباكات بين شبان المخيم وقوات الاحتلال إصابة 43 شخصًا بجراح مختلفة.
ونشر الاحتلال مقطعًا يظهر اللحظات الأولى لدخول مئات الجنود إلى المخيم، ومداهمة منزل الشهيد العكاري وبدء تفخيخه بالمتفجرات، فالتفجير يأتي ضمن قرار الاحتلال بتصعيد العنف ضد منفذي العمليات في الأراضي المحتلة، ونشر التصوير يأتي ضمن هذا السياق، حيث نشر الشريط رسميًا من قبل شرطة الاحتلال، وهي رسالة لإرهاب المقدسيين لمنعهم من تنفيذ عمليات أخرى.
ليس التفجير هو محاولة الردع الوحيدة لدى الاحتلال، فقد نص مشروع قانون جديد قدمته وزيرة القضاء في حكومة الاحتلال على مصادرة ممتلكات منفذي العمليات بالإضافة للهدم، ويأتي القرار بحسب الوزيرة لـ " تعزيز قدرة إسرائيل على محاربة الهجمات الفلسطينية، لا سيما عمليات الدهس والطعن"، الأمر الذي يؤشر لازدياد عمليات القمع في المرحلة القادمة وجعل تهمة تنفيذ عمليات في القدس مدعاة لتفريغ المدينة من سكانها وطرد عوائل منفذي العلميات بعد مصادرة أملاكهم.
التفاعل مع القدس:
في رصد لأهم التصريحات الداعمة والمؤازرة لانتفاضة القدس، جاء تصريح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل يوم الأحد 6/12، حيث قال بأن لدى الحركة قرارًا بالاستمرار بالانتفاضة، كما اعتبر أن الانتفاضة أعادت القضية الفلسطينية للواجهة، وطالب بعقد اجتماع للتفاهم على استراتيجية واحدة لإسناد الانتفاضة وإتمام اتفاق المصالحة.
وحول الانتفاضة صرّح القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر الطاهر، بأن "انتفاضة القدس انطلقت، ولن تتوقف إلا بتحقيق أهدافها"، ودعا الطاهر الفلسطينيين جميعًا إلى دعمها.