29 حزيران/ يونيو - 05 تموز/يوليو 2016
الأربعاء 6 تموز 2016 - 3:31 م 12180 1938 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
29 حزيران/ يونيو - 05 تموز/يوليو 2016
عمليّات الخليل تذكي انتفاضة القدس
والاحتلال يغطّي عجزه عن وقفها بالحصار والإجراءات الأمنية والتهويد
أعادت العمليات التي نفذها فلسطينيون الأسبوع الماضي خلط أوراق انتفاضة القدس في حسابات الاحتلال وبيّنت أنّ كل إجراءاته "الردعية" والعقابية، والمماطلة في تسليم جثامين الشهداء وهدم منازل منفذي العمليات وفرض المزيد من الحواجز ونقاط التفتيش والاحتياطات الأمنية لم تنهِ الانتفاضة، بل يمكن القول إنّها ساهمت في استمرارها. ومجددًا، يحاول الاحتلال زيادة التضييق والعقوبات على الفلسطنيين عبر الحصار والمداهمات فيما يتوعد نتنياهو بتدابير غير مسبوقة لإنهاء العمليات. وفي التهويد الديموغرافي، صادق الاحتلال على مخطط لبناء 800 وحدة استيطانية في القدس ومحيطها وذلك ضمن سياسة تعزيز الوجود اليهودي في القدس فيما واصلت قوات الاحتلال ملاحقة المرابطين والتضييق على الفلسطينيين ومحاولة عرقلة وصولهم إلى الأقصى عبر حاجز قلنديا.
التهويد الديني:
بعد محاولة الاحتلال السماح بالاقتحامات في العشر الأواخر وحالة التأهب التي أبداها المرابطون لمنع الاحتلال من المضي في هذه الخطوة، تبدو الشرطة أكثر ميلاً إلى التهدئة في المسجد ولا يزال قرارها بإغلاق باب المغاربة بدءًا من 28/6/2016 ساريًا. وقد ظهرت خلال الأسبوع المنصرم دعوات من "منظمات المعبد" لاقتحام المسجد في 28/6 "انتقامًا لمقتل مستوطنة في مستوطنة كريات أربع"، وقد تجمّع عدد من المستوطنين عند باب المغاربة يوم الأحد الماضي ولكن الشرطة لم تسمح بالاقتحامات. وغالبًا، سيستمر الحظر حتى انتهاء عيد الفطر حين تعود الاقتحامات مجددًا، وتتصاعد مع الاقتراب من "ذكرى خراب المعبد"؛ الأمر الذي يستدعي البقاء على حالة التأهب والاستعداد لمواجهة هذه الاقتحامات والتصدي لها.
وفي سياق الإبعاد عن الأقصى، قضت محكمة إسرائيلية على 10 فلسطينيين بإطلاق سراح مشروط حيث ألزمت ثمانية منهم بدفع غرامات مالية مع إبعادهم عن الأقصى حتى 22/7 فيما منعت اثنين من دخول المسجد لمدة 15 يومًا. كما قضت المحكمة بطرد 3 أتراك من القدس بدعوى رفعهم العلم الفلسطيني في المسجد الأقصى. وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت باتجاه حشود من المصلين كانوا يحاولون عبور حاجز قلنديا قبل ظهر الجمعة مما أدى إلى استشهاد مسن نتيجة الاختناق وإصابة العشرات من الفلسطينيين في وقت منع الاحتلال من هم دون الـ45 من اجتياز الحاجز إلى القدس ضمن الإجراءات التي فرضتها منذ بداية شهر رمضان.
التهويد الديموغرافي:
صادق رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الجيش أفيغدور ليبرمان في 3/7/2016 على مخططات بناء 800 وحدة استيطانية تشمل 560 وحدة في مستوطنة "معاليه أدوميم"، و140 وحدة استيطانية في "راموت" و100 وحدة أخرى في "هار حوما". وقد رحّب "لوبي أرض إسرائيل" في "الكنيست" بهذه المصادقة ودعا إلى جعل المستوطنة جزءًا من "إسرائيل" فيما أطلق حملة بالتعاون مع بلدية مستوطنة "معاليه أدوميم" بعنوان "حان الوقت لفرض السيادة". ودعا وزير شؤون القدس، زئيف إلكين (ليكود)، نتنياهو إلى المصادقة على البناء في مستوطنة "جفعات هماتوس" التي تشكل قيمة استراتيجية لتطوير القدس، وفق إلكين. كما صادق نتنياهو وليبرمان السبت على بناء 42 وحدة في مستوطنة "كريات أربع بالخليل". ودعا وزير المال موشيه كحلون (كلنا) إلى استئناف البناء الاستيطاني في القدس.
وقد وضع البعض المصادقة على البناء الاستيطاني في إطار "الرد" على عمليات نفذها فلسطينيون خلال الأسبوع في سياق مقاومة الاحتلال، لكنّ العمليات ليست إلا غطاء لتمرير المصادقة من دون إثارة ضجة حولها بينما توسيع البناء في المستوطنات وتعزيز الوجود اليهودي فيها هو في صلب سياسة الاحتلال، سواء مع عمليات أم من دونها.
انتفاضة القدس:
شهد الأسبوع الماضي زخمًا في العمليات التي نفّدها فلسطينيون في الأراضي المحتلة وكان أبرزها عمليتان في الخليل إحداهما في مستوطنة "خارسينا" وأدت إلى قتل مستوطنة، والأخرى في مستوطنة "عتنئيل" التي أدّت إلى قتل وإصابة ثلاثة آخرين بجروح. وفرض الاحتلال حصارًا على الخليل وقال نتنياهو إن حكومته اتخذت قرارًا بممارسة أساليب ووسائل هجومية لم تستخدمها سابقًا لإنهاء العمليات. واقتحمت قوات الاحتلال بلدة بني نعيم شرقي الخليل فجر الثلاثاء، وسط مواجهات عنيفة مع الشبان، وحاصرت منزل الشهيد محمد الطرايرة، منفذ عملية مستوطنة "خارسينا" وسلمت عائلته إخطارًا بإخلاء المنزل تمهيدًا لهدمه في وقت لاحق. وقد شدد الاحتلال الحراسة على عضو "الكنيست" يهودا غليك المقيم في مستوطنة "عتنئيل"، خشية استهدافه، لا سيما بعد انتشار مقطع فيديو تمثيلي بعنوان "غليك أنت التالي".
وعلى ما يبدو فإنّ عمليات الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى عملية الثاني من رمضان في "تل أبيب"، أعادت، وبشكل قوي، حالة القلق في صفوف الاحتلال الذي يتوقّع مواجهة تطول حيث قال وزير الطاقة يوفال شتاينتس للقناة العاشرة العبرية إنّه "ما من حلول سحرية لمواجهة الإرهاب، وعلينا النضال من أجل وجودنا هنا وضد الإرهاب، أسابيع وأشهرًا وسنوات".
أما في ما يتعلق بجثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال، فقد طلبت المحكمة العليا للاحتلال من النيابة العامة مناقشة القضية مع المستشار القضائي للحكومة للبت فيها، وأمهلتها حتى 11/7 لتقديم ردها.
وكشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في تقريرها نصف السنوي أن الاحتلال اعتقل 3445 فلسطينيًا منذ مطلع عام 2016 وحتى نهاية حزيران/يونيو، وبلغت النسبة الأكبر من الاعتقالات، والتي تُقدر بنحو 71% في محافظات الضفة الغربية، يليها القدس المحتلة بنسبة 25,1%، كما شملت الاعتقالات 113 فلسطينيًا من قطاع غزة، والباقي من المناطق المحتلة عام 1948، وتجاوز عدد الاعتقالات منذ اندلاع انتفاضة القدس في تشرين أول/أكتوبر 6730 حالة. ويشار إلى أنّ سلطات الاحتلال شكلت الخميس الماضي وحدة لتنفيذ الاعتقالات في القدس مقرها مركز القشلة في البلدة القديمة.