17 - 23 آب/أغسطس 2016
الأربعاء 24 آب 2016 - 12:26 م 12233 1431 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
17 - 23 آب/أغسطس 2016
القدس فريسة مشاريع تهويدية ضخمة، والحياة فيها تنافس أغلى مدن العالم
شهد الأسبوع المنصرم معلومات عن مشاريع تهويدية عديدة، من مشروع "بيت الجوهر" التهويدي في منطقة البراق، إلى أنفاق جديدة أسفل الأقصى، ومشاريع تغير وجه المدينة العربي والإسلامي كالقطار المعلق ومدخل المدينة الجديد من الجهة الغربية. كما يتابع الاحتلال من عمليات هدم منازل المقدسيين والعطاءات الاستيطانية، وتم الكشف بأن العقارات في القدس تعتبر من الأغلى في العام. وعلى صعيد التفاعل أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقريرها السنوي "عين على الأقصى" في الذكرى الـ 47 لإحراق المسجد الأقصى.
التهويد الديني:
خلال هذا الأسبوع قام عدد من المنظمات اليهودية من بينها حركة "ريغافيم"، بقديم التماس إلى محكمة الاحتلال العليا طالبت فيه رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الأمن الداخلي بالعمل على تحجيم دور الأوقاف في الأقصى، والعمل ضد مسؤوليها لمضايقتهم في اقتحامات المستوطنين للأقصى، وعرقلة سير الزيارات في المسجد. وهي خطوة تستكمل تجريم الرباط وحصار المرابطين لتحجيم دورهم.
وفي سياق متصل بالتهويد أقرت المحكمة المركزية الإسرائيلية للشؤون الإدارية مشروع "بيت الجوهر" التهويدي، حيث رفع قاضي المحكمة المركزية الاعتراضات الموجهة للمشروع وأقر البناء لأهميته لساحة البراق، وقد اعترض على المشروع جهات وشخصيات إسرائيلية، كونه يقلص المساحة المخصصة للزوار والمصلين اليهود. ويحتوي المشروع على صالات تعليمية وقاعات للحفلات ومركز للدراسات، تخدم الرواية التلمودية، وقد ظهر خلال الحفر لأساسات المشروع العديد من الآثار العثمانية والعباسية والأموية التي قام الاحتلال بإتلافها.
ومع استمرار الاقتحامات شبه اليومية للأقصى، كشفت مصادر إعلامية عن خفر الاحتلال لنفق تحت الأرض يربط بين الأقصى وعين سلوان، وجاء هذا الكشف في تقريرٍ لسلطة الآثار الإسرائيلية، ويمتد النفق لـ 580 مترًا وتموله جمعية "إلعاد" الاستيطانية، ويضاف هذا النفق لعشرات الأنفاق والحفريات الأخرى، وقد أصدرت مؤسسة القدس الدولية تقريرها "عينٌ علَى الأقصى" العاشر، وفيه تسليط للضوء على تطور الحفريات أسفل الأقصى كما يضم خرائط توضح انتشارها ومساراتها.
وفي إطارٍ تهويدي آخر، أقرت وزارات الاحتلال وهي الأمن الداخلي والأديان والسياحة بالتعاون مع بلدية الاحتلال ودوائر أخرى، مشروع "القطار الهوائي" الذي سيربط بين باب المغاربة وجبل الزيتون، ويشمل المخطط مرور القطار في عدد من مناطق القدس المحاذية للأقصى، إضافةً لبناء محطات استقبال وتوسيع الطرق بنفس الاتجاه وباتجاه منطقة باب النبي داود وباب الخليل. ويأتي هذا المشورع ضمن 19 مشروعًا استيطانيًا تهويديًا، تعكف وزارات الاحتلال على تنفيذها، والتي تتركز معظمها في المنطقة الجنوبية من البلدة القديمة، بتكلفة تزيد عن 400 مليون دولار عند اكتمالها في عام 2030.
ولا يقف التهويد عند البلدة القديمة، حيث كشفت معلومات بأن بلدية الاحتلال في القدس، تتقدم بمخطط ضخم لتغيير المدخل الرئيس للقدس من الجهة الغربية، والذي سيطمس الوجه العربي والإسلامي للمدينة. وتحت عنوان "وجه القدس – المدينة الحديثة"، سيتم إقامة المدخل الأضخم في دولة الاحتلال، بتكلفة تقدر بـ 1.4 مليار شيكل (حوالي 348 مليون دولار أمريكي). يركز المخطط على تشييد أبنية ضخمة تطمس المعالم العامة في القدس، ويحتوي على مراكز تجارية، وفنادق ومراكز ترفيه وتسلية، وأخرى ثقافية ومنطقة صناعية متعددة الأهداف.
التهويد الديمغرافي:
يتابع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين في القدس، ففي 17/8 اقتحمت طواقم "الإدارة المدنية" التابعة لسلطات الاحتلال تجمّع "أبو النوّار" شرق مدينة القدس المحتلة، وسلّمت ثلاثة مواطنين إخطارات بهدم مساكنهم، وهي منازل متنقّلة.
وفي مقابل الهدم ينشط الاستيطان، فقد كشفت "كول هعير" العبرية، بأن "إدارة أراضي الدولة العبرية" وبالتعاون مع الشركة الاقتصادية لتطوير مستوطنة "معاليه أدوميم"، نشرت أربعة عطاءات مختلفة لبناء فندق، ومناطق تجارية، ومنطقة لتصنيع المحركات ومكاتب في المستوطنة. وتأتي هذه العطاءات لتحويلها لمركز سكاني ولجذب المزيد من المستوطنين إليها عبر الخدمات وفرص العمل التي تتوفر فيها.
وفي سياق التضييق على المقدسيين، يأتي عدم اكتراث بلدية الاحتلال لمعاناة السكان في بيت حنينا، والمجاوربن للمنطقة الصناعية في "عطروت" شمال القدس المحتلة، حيث تنتشر روائح كريهة وحشرات ضارة من مصنع تدوير النفايات، منذ أكثر من عام، وعلى الرغم من تقديم الشكاوى للبلدية ووزارة البيئة لم تحل المشكلة. ويفيد الأهالي بأن إعطاء الترخيص للمصنع في منطقة سكنية فلسطينية يظهر استهتار بلدية الاحتلال بالفلسطينيين؛ حيث لا يمكن أن تُعطى في حيّ يسكنه يهود.
ومن المؤشرات التي تظهر الأعباء الهائلة على المقدسيين، ما كشفته إحدى الشركات الدولية في مجال الاستشارات، ديلويت/Deloitte، بأن القدس من أغلى مدن العالم في العقارات، بعد المقارنة بين 50 مدينة في 19 سوق عقارات في أوروبا، حيث تكلف شقة بمساحة 39 مترًا حوالي 200 ألف يورو (حوالي 225 ألف دولار أمريكي)، وبهذا تصل الدولة العبرية إلى المرتبة الثالثة من حيث السعر (700 يورو/ متر بناء).
التفاعل مع القدس:
عقدت مؤسسة القدس الدولية مؤتمرًا صحفيًّا في بيروت في 23/8 لمناسبة الذكرى السنوية الـ47 لإحراق المسجد الأقصى المبارك. وأطلقت المؤسسة في المؤتمر تقريرها السنويّ العاشر "عين على الأقصى" الذي يرصد تطورات الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد، بالإضافة إلى المواقف وردود الفعل المختلفة ما بين 1-8-2015 و1-8-2016.
وتحدث في المؤتمر، الذي حضره لفيف من المسؤولين السياسيين والعلماء والإعلاميين والمثقفين، الأستاذ بشارة مرهج نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة والأستاذ ياسين حمُّود مديرها العام والذي قدّم في كلمته أبرز ما خلص إليه تقرير "عين على الأقصى" والتي تشمل على أهم مضامين التقرير، ويمكن تحميل الملخص التنفيذي للتقرير من هذا الرابط.