02 – 08 آب/أغسطس 2017
الأربعاء 9 آب 2017 - 2:47 م 9351 2361 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
02 – 08 آب/أغسطس 2017
المقدسيون بين هدم منازلهم وإبعادهم عن مقدساتهم
يستمر الاحتلال في حصار المسجد الأقصى والتضييق على المصلين فيه وعلى حراسه، ويعمل على عرقلة دخول المرابطين من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، في محاولة لتقليل الوجود الفلسطيني في المكان. ولا تقف ممارسات الاحتلال عند تقليل المصلين في الأقصى، بل يحاول تقليل الوجود الفلسطيني في القدس، حيث يستمر في هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، في مقابل مزيد من المشاريع والعطاءات الاستيطانية. ويتابع المسيحيون في القدس مشاطرة إخوانهم أعباء التصدي لخطط الاحتلال، عبر رفضهم صفقات تسريب العقارات لأذرع الاحتلال، والتي تهدد الوجود الفلسطيني في المدينة ككلّ.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
يعمل الاحتلال على استهداف الحراس بشكل مستمر منذ عملية "اشتباك الأقصى" في 14/7/2017، حيث تقوم قواته بإبعاد حراس الأقصى عن المستوطنين مسافة 30 مترًا، لمنع الحراس من إخراج المستوطنين من المسجد عند أدائهم الصلوات التلمودية، وتقوم بإبعادهم عن مكان عملهم ففي 2/8 منعت شرطة الاحتلال الحارس مهدي العباسي من دخول المسجد، وفي 4/8 منعت حارسًا آخر من الدخول للأقصى، وأخبرته أن القرار سيتسمر حتى نهاية العام.
وإلى جانب استهداف الحراس يعمل الاحتلال على تقليل المصلين في الأقصى، ففي 8/8 منعت قوات الاحتلال حافلات المرابطين الآتية من الأراضي المحتلة عام 1948 من التوجه للمسجد، وقامت قوات الاحتلال بإغلاق باب العمود، وعدد من بوابات البلدة القديمة.
التهويد الديمغرافي:
يتابع الاحتلال في التضييق على الفلسطينيين ومحاولات طردهم من أرضهم، ففي 3/8 أخطرت قوات الاحتلال 23 عائلة فلسطينيّة بهدم منازلها، وتقيم العائلات في حي "الفهيدات" البدوي شمال شرق القدس المحتلة، وأمهلت السكان 72 ساعة للاعتراض على القرار، وبرّر الاحتلال هذه الإخطارات بوقوع المنطقة على الشارع الفاصل والواصل للمعسكر القريب من المنطقة "عناتوت"، وأنه لا يسمح بالبناء فيها. وفي 8/8 هدمت جرافات الاحتلال منشآت تجارية، وبركسًا للخيول في حي بيت حنينا، وفي بلدة جبل المكبر، هدمت جرافات الاحتلال مبنى سكنيًا، بحجة البناء من دون ترخيص. وفي إطار الهدم رصد مركز معلومات وادي حلوة هدم الاحتلال 12 منشأة فلسطينيّة في شهر تموز/يوليو الماضي، ما أدى إلى تشريد 17 فلسطينيًا بينهم 7 أطفال.
وفي سياق آخر، تتصاعد قضية عائلة شماسنة، والتي تسكن في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة منذ 53 عامًا، حيث تطالب جمعيات استيطانية بإخلاء المنزل للاستيلاء عليه بحجة ملكيته لعائلات يهوديّة قبل النكبة، وزار ممثلون ممثلون عن الاتحاد الأوروبي منزل العائلة للاطلاع على الموضوع، وفي 5/8 حاصرت قوات تابعة للاحتلال المنزل في محاولة للضغط على قاطنيه.
وعلى صعيد العطاءات الاستيطانية، قام رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في 3/8، بوضع حجر الأساس لتجمع استيطاني يضم أكثر من 1000 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة "بيتار عيليت" جنوبي الضفة الغربية، ووعد نتنياهو بشق طريق جديد يربط مستوطنة "بيتار عيليت" بالقدس المحتلة.
وفي إطار عطاءات الاحتلال الاستيطانية، أكد تقرير صادر عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان في 5/8، أن العطاءات الاستيطانيّة التي أعلنت عنها سلطات الاحتلال بالضفة الغربيّة بما فيها شرقي القدس المحتلة، خلال النصف الأول من العام الجاري 2017، فاقت نظيراتها في الفترة ذاتها من العام الماضي بثلاثة أضعاف، وتؤكد هذه الأرقام استفادة الاحتلال من الظرف الإقليمي والتغاضي الأمريكي عن ممارساته.
قضايا:
في متابعة لتسريب الأوقاف المسيحيّة، وآخر هذه التسريبات ما عرف بـ "صفقة باب الخليل"، اجتمع عدد من شخصيات الطائفة الأرثوذكسية في القدس في 6/8، وبعد الاجتماع هدد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، بذهاب مسيحيي مدينة القدس المحتلة إلى الاعتصام، على غرار ما قام به المسلمون في الأقصى، وذلك لمنع تمرير الصفقة، وقال إننا لن نسمح بتمرير صفقة باب الخليل ولن نسمح للمستوطنين المتطرفين بأن يقتحموا هذه العقارات التي تشكل جزءًا من تراثنا الأرثوذكسي في المدينة المقدسة، ودعا حنا إلى تحرك عاجل لمنع دخول المستوطنين إلى عقارات باب الخليل، وقال ندعو لخطوات عملية لإفشال هذا المشروع التآمري على الحضور المسيحي في مدينتنا المقدسة.
التفاعل مع القدس:
جرى في مدينة إسطنبول التركية في 3/8 توقيع بروتوكول إعلان "القدس عاصمة للشباب لعام 2018"، ويهدف المشروع إلى جذب الشباب إلى القدس للدفاع عنها، وإشراك الشباب في مشاريع تثبيت المقدسيين.
ودعا رئيس الهيئة الاسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري في 8/8، إلى استمرار الزخم الشعبي في معركة نصرة المسجد الأقصى. وأشار صبري إلى أن "ما نشاهده منذ تاريخ الدخول للأقصى يوم الخميس 27/7 وحتى الآن، أن الاحتلال يريد أن يغطي على فشله ليظهر نفسه أنه قادر على إدارة القدس وأنه قادر على ضبط الأمور والسيطرة عليها"، مؤكدًا أن هناك إجراءات انتقامية من الاحتلال بحق المقدسيين "وهو أمر متوقع لأن الاحتلال دائمًا يميل إلى الغدر والتجاوزات". وشدد صبري على أن الحفاظ على الإنجاز المقدسي يتطلب استمرارية الزخم الشعبي، وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى، ومتابعة قضايا القدس من المرجعيات الدينيّة، بالتنسيق مع القوى الفاعلة في القدس المحتلة.