23 - 29 آب/أغسطس 2017
الأربعاء 30 آب 2017 - 3:23 م 8727 1081 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
23 - 29 آب/أغسطس 2017
نواب "الكنيست" يعودون لاقتحام الأقصى وسط إجراءات أمنية شديدة
أعادت سلطات الاحتلال السماح لنواب "الكنيست" باقتحام الأقصى، ليوم واحد فقط، في محاولة لقياس ردة الفعل الفلسطينية، ومع اقتحام نائبين من "الكنيست" فقط للأقصى، وسط إجراءات شديدة من قبل قوات الاحتلال داخل وعلى أبواب المسجد، أثبتت هذه "التجربة" فشلها كونها لم تأتي إلا بقوة الردع التي قامت بها أذرع الاحتلال الأمنية. وفي سياق التهويد الديمغرافي تبرز القراءة أبرز المشاريع الاستيطانية والمخطط التي تم الكشف عنها خلال الأسبوع الماضي، بالإضافة لإجراءات الاحتلال التي تستهدف قطاع التعليم مع انطلاقة العام الدراسي لهذا العام.
التهويد الديني والثقافي والعمراني:
في تصعيدٍ متجدد للمسجد الأقصى، كشفت القناة العبرية السابعة في 24/8، بأن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قرر السماح لأعضاء "الكنيست" اليهود بـاقتحام المسجد الأقصى، وبحسب القناة فإن قرار نتنياهو سيطبق ليوم واحد فقط في 29/8، وأشارت القناة بأنه محاولة لقياس ردة فعل الشارع الفلسطيني والعربي، على أن يُعاد النظر بالقرار بعد هذه الخطوة التجريبيّة. وفي سياق القرار أعلنت شرطة الاحتلال عن استعدادها لحماية أعضاء "الكنيست" خلال اقتحامهم للأقصى، وذكرت وسائل إعلام عبرية أن عددًا من أعضاء "الكنيست" من أحزاب اليمين يستعدون لاقتحام الأقصى، فيما ستراقب شرطة الاحتلال ردود فعل الفلسطينيين على هذه الاقتحامات.
وفي 29/8 اقتحم عضو الـ"كنيست" المتطرف يهودا غليك الأقصى برفقة مجموعة من 25 مستوطنًا، تلاه عضو "الكنيست" عن البيت اليهودي "شولي معلم" برفقة 21 مستوطنًا، بالتزامن مع اتخاذ شرطة الاحتلال إجراءات أمنية مختلفة، على رأسها منع حراس الأقصى من الاقتراب من مجموعات المستوطنين، وتشديد الإجراءات على أبواب الأقصى. وأثار القرار موجة رفضٍ فلسطينيّة وعربيّة، وعبر مراقبون بأن هذه الخطوة ستدفع لمزيدٍ من الاحتقان في الشارع المقدسي، الذي استطاع الانتصار في هبة الأسباط ودفع الاحتلال للتراجع، وبأن مشاركة نواب "الكنيست" الخجولة على الرغم من الإجراءات الأمنية الشديدة، دليل على خوف الاحتلال من ردات فعلية شعبية، أو في إطار انتفاضة القدس.
وفي سياق آخر من اعتداءات الاحتلال، ذكرت صحيفة "هآرتس" أن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، قدّمت رسالة لبلدية الاحتلال في القدس تتحدّث عن تعامل البلدية "العدائي" مع أملاك وأراضي الوقف خلال السنة الأخيرة فقط، وتضمنت الرسالة تفاصيل تتعلق بـ "مرسوم البستنة" الذي أصدرته بلدية الاحتلال قبل ثمانية أشهر، بشأن المناطق التي تملكها الأوقاف في الحديقة الوطنية "عيمك تسوريم" عند سفح جبل الزيتون، إضافةً لإغلاق بلدية الاحتلال للمبنى الذي خصصته الأوقاف قرب سور الأقصى لإنشاء مراحيض تخدم المصلين في المسجد، بالإضافة لغيرها من الممارسات التي تسهدف أوقاف القدس، ودعا المستشار القانوني لدائرة الأوقاف المحامي جمال أبو طعمة رئيس بلدية الاحتلال إلى وقف هذا العمل و"المعاملة التمييزية والعدائية" للأوقاف.
التهويد الديمغرافي:
في متابعة لقوانين الاحتلال التي تستهدف التركيب الديموغرافي للمدينة، حذّرت الأمم المتحدة من خطورة مشروع قانون "القدس الموحدة" الذي صادق عليه "الكنيست" منتصف تموز/يوليو الماضي، وجاء التحذير خلال الجلسة الدورية التي عقدها مجلس الأمن الدولي بشأن القضية الفلسطينية في 23/8، وقال مساعد الأمين العام للشؤون السياسيّة ميروسلاف جينكا، إن "مشروع القانون الذي يجعل من القدس عاصمة لـلدولة العبرية، سيعمل في حالة إقراره على تعزيز سيطرة الدولة العبرية على الجزء الشرقي من القدس المحتلة، وسيحد من قدرة الطرفين على التوصل إلى حلّ".
وفي إطار المخططات التهويديّة، كشف مدير "صندوق أرض إسرائيل" آرييه كينغ في تصريحات لصحيفة "جيروزلم بوست"، عن خطة لاستيطان 400 عائلة يهودية في حي الشيخ جراح خلال السنوات القادمة، وأشار كينغ بأن الحي "سيمر بمرحلة الثورة"، ويعمل الصندوق على تنفيذ المرحلة الأولى وهي عبارة عن أربعة تجمعات سكنية استيطانية، وفي المرحلة الثانية سيتم تنفيذ تجمعين آخرين، أحدهما يتكون من 300 وحدة استيطانية، والآخر من 200 وحدة.
وفي سياق المخططات الاستيطانية الإسرائيليّة، كشفت صحف عبرية أن المجلس الإقليمي الاستيطاني وعدد من الشركات الاستيطانية، يعملون على إقامة ثلاث مستوطنات جديدة في الكتلة الاستيطانية التي يطلق عليها "غوش عتصيون". وبحسب مصادر في هذه الشركات، فإن المستوطنات الجديدة ستحل مشكلة السكن في القدس ومحيطها، على أن تنفذ بالشراكة مع الوزارات المختصة. وفي سياق متصل أعلنت القناة العبرية الأولى في 28/8، بأن وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال جلعاد أردان، يعمل على تأمين الحماية الأمنية، لبناء حي استيطاني يهودي جديد بالقرب من منطقة رأس العمود بالقدس المحتلة، وستتضمن الخطة بناء مئات الوحدات الاستيطانية، والتي لم يتم الشروع بتنفيذها بسبب الصعوبات الأمنية للمنطقة.
قضايا:
يتابع الاحتلال من استهدافه لقطاع التعليم، وتعمل قوات الاحتلال مع بداية العام الدراسي الجديد على استهداف المدرسين والطلاب، حيث تعرقل قوات الاحتلال طلاب المدرسة الشرعية للبنين بالمسجد الأقصى، وصولهم إلى المدرسة لاحتواء حقائبهم على المنهاج الفلسطيني. وفي 24/8 اقتحم جنود الاحتلال مدرسة دار الأيتام الإسلامية الثانوية في البلدة القديمة بالقدس المحتلة، واعتقلوا طالبيْن وأشاعوا أجواء الخوف بين صفوف الطلاب.
وأبرزت معلمات صحفية بأن وزارة التعليم في حكومة الاحتلال، تلاحق المعلمين الفلسطينيين في مدراس القدس والأراضي المحتلة عام 48، وخاصة الذين يعملوان في مدارس تتلقى الموازنات من الاحتلال، وقامت باتخاذ إجراءات ضد 12 معلمًا فلسطينيًا من بينها الفصل النهائي والتوقيف عن العمل بداعي "التحريض"، من بينهم مديرين ومعلمين في عدة مدارس في مدينة القدس المحتلة، وتشير المعطيات بأن هذه القرارات على خلفية أنشطة وطنية قام بها المعلمون والمدراء في مدارس القدس، وهي صورة متجددة لتدخل سلطات الاحتلال بقطاعات القدس الحياتية، وبأن دعم الاحتلال لبعض المدارس سيتبعه تدخلات كبيرة ومتتالية.