تطور قضية القُدس في المُدرَكِ الشَعبِيّ والرسميّ والمقرّرات الدِراسيّة
الجمعة 8 أيلول 2017 - 2:51 م 17471 2179 كتب ودراسات |
المقدمة:
هدف هذا البحث هو قياس مدى اهتمام الشعوب والحكومات العربيّة والإسلاميّة بقضية فلسطين عمومًا وقضية القدس في القلب منها، وكذلك موقع القضية في المقررات الدراسيّة، وهذا يفيد في وضع السياسات والخطط المناسبة، والتي تكفل إعادة وضع القضية الفلسطينيّة والقدس في الموقع الذي نريده لهما.
وقد أُجريت دراساتٍ سابقة حول موقع القدس في عددٍ من المقررات الفلسطينيّة والعربيّة، خاصةً في الأدب والدراسات الإسلاميّة والتاريخيّة، وهي دراساتٌ مفيدة يستفيد منها هذا البحث، ولكننا بحاجة إلى المزيد، ونأمل أن ننجح في هذا البحث على تأصيل منهج لدراسة المقررات الدراسيّة، ووضع الإطار العام للبحوث اللاحقة في هذا المجال، فما دامت القضية مستمرة، لا بدّ للاهتمام البحثي أن يظل مستمرًا، في سبيل تصويب المسارات وتذليل الصعاب قدر المستطاع، ونحن نعيش في بيئةٍ متغيّرة على الجانب العربي، ومتراجعة أيضًا تحت ضغوط محليّة وإقليميّة، بينما المشروع الصهيوني له عقليّة مركزيّة وأذرع أخطبوطية ويتقدم على حساب القضية كما سنوضح في هذه الدراسة.
هذا الصراع بين منطق الابتلاع والاقتلاع الصهيوني، تحت مسميات مختلفة أليفة وناعمة، لا بدّ أن يقابله منطق التشبث والثبات في فلسطين وما حولها، وفي محيطها العربي والإسلامي، الذي نجح المشروع الصهيوني في إيجاد مسافةٍ بين العمود الفقري والتشكيل العضلي العربي والإسلامي، أو إن شئت بين الحاضنة العربيّة والإسلاميّة وبين مشروع التحرر الفلسطيني.
وسنعالج موضوع الدراسة في ثلاثة مباحث، يعقبها مبحث رابع لأهم الخلاصات والتوصيات، خُصص المبحث الأول للعلاقة بين القدس وبقية عناصر القضية الفلسطينيّة، على أساس أن القضية بعناصرها متكاملةٌ لا تتجزأ، وإن سعت «إسرائيل» إلى فصل القدس عن بقية عناصر القضية الأخرى، وكيف تأرجح مسار القضية ومن ثم تراجع حضورها. ونعالج في المبحث الأول أيضًا العوامل التى أدت إلى تراجعها وحدود هذا التراجع، وأهم هذه العوامل تقدم المشروع الصهيوني، ونبيّن أوجه القوة والضعف فيه، على أساس أنّ طرفي الصراع في إطاره الأوسع تحكمهما نظرية ، أي أنها معادلة صفرية عند «إسرائيل» ومتباينة عند الجانب العربي .
ويعالج المبحث الثاني القضية العامة، خاصة القدس في المنظور الشعبي والرسمي الإسرائيلي، والمقررات الدراسيّة والتنشئة السياسيّة في «إسرائيل».
أما المبحث الثالث فيعالج الموقف العربي والإسلامي الشعبي والرسمي من القضية الفلسطينيّة والقدس، بما في ذلك المقررات الدراسيّة العربيّة.
وسيشكل هذا البحث الذي يعتمد على المنهج، ركيزةً لأبحاث أخرى تفصيليّة وتطبيقيّة، إضافةً لرصدٍ مستمرّ لهذه القطاعات الدراسيّة والرسميّة والشعبيّة.