الساحة الجنوبية الغربية للأقصى تحت مجهر التهويد
الجمعة 10 حزيران 2022 - 10:27 ص 1507 0 مقالات |
زياد ابحيص
باحث متخصص في شؤون القدس
منذ أول تشخيص للتقسيم باعتباره الهدف العملياتي للاحتلال تجاه #الأقصى في تقرير عين على الأقصى 2005-2006، كان تحليل السلوك الصهيوني يشير إلى استهداف الساحة الجنوبية الغربية للأقصى، وتحديداً تلك الواقعة ما بين المتحف الإسلامي والمسجد القبلي وامتدادها حتى باب السلسلة، باعتباره نقطة التركيز الأهم والأبرز، دل على ذلك تعزيز الحضور في المدرسة التنكزية وفوقها، والحضور الشرطي عند باب السلسلة من خلال مركز شرطة الاحتلال، وتركيز المقتحمين –في ذلك الوقت- على أداء الجزء الأوسع من وقت الاقتحام هناك، وإغلاق قبة يوسف آغا من قبل الأوقاف تحت ضغط من الاحتلال، بعد أن كانت مركزاً للاستعلامات وبيع التذاكر للسياح ما قبل عام 2000، قبل أن يضع الاحتلال يده على سلطة إدخال السياح والمقتحمين إلى الأقصى تحت مظلة شرطته.
أدى الرباط المؤسسي الذي قامت عليه مؤسسات #الرباط، ومن خلفها الحركة الإسلامية في الداخل المحتل عام 1948 إلى تحويل هذه الساحة إلى نقطة مركزية للتصدي، وتحديداً على مصطبة أبي بكرٍ الصديق الواقعة إلى شمالها مباشرة فكشفت هذا الهدف الصهيوني مبكراً وأفشلته مرحلياً انطلاقاً من عام 2008 وما بعده، وهو ما تكيفت معه جماعات الهيكل اليمينية باتخاذ الساحة الشرقية ومحيط #مصلىبابالرحمة هدفاً بديلاً، المخطط الذي أفشلته هبة #باب_الرحمة بدورها في عام 2019.
في شهر 1-2019 اتخذ الاحتلال من سقوط حجر في سور المسجد الأقصى الغربي من الجهة الجنوبية مدخلاً لانتزاع سلطة ترميم هذا السور من #الأوقاف، وما تزال بلدية الاحتلال وعلى مدى ثلاثة سنوات ونصف تواصل أعمال الترميم في هذا السور منفردة دون أدنى اطلاع للأوقاف الإسلامية أو للحكومة الأردنية أو لأي جهة عربية أو إسلامية على حقيقة ما تقوم به، وشهدت هذه المنطقة انهيارين مريبين حتى الآن، وهي التي تقع تحتها تسوية مشابهة للمصلى المرواني لكنها كانت تستخدم لتخزيم المياه، وهي تسوية لم ترمم منذ 50 عاماً، وهي ملاصقة للمسار المعلن للأنفاق التهويدية الملاصقة للأقصى، ما يعني أن إمكانية النفاذ منها إلى الأقصى قائمة موضوعياً.
باختصار، هذه الساحة اليوم في قلب الخطر الصهيوني، وفي قلب التعويل على قضم جزء من #المسجد_الأقصى المبارك، خصوصاً أنها مطلة على بابي المغاربة والسلسلة، مدخل ومخرج المقتحمين للأقصى، والواجب اليوم ملاحقة هذا الخطر إلى أن تتكشف الحقيقة الكاملة عنه، وإلى أن تتخذ إجراءات عملية تضمن حماية هذه الساحة والتسوية القائمة تحتها.