مقال | خمسة فنون لابد من الاستفادة منها لنصرة القدس
الأربعاء 25 أيار 2016 - 7:39 م 9756 0 تقرير وتحقيق، أبرز الأخبار، شؤون المقدسيين | محمد أبو خضير، علاء اللقطة |
علاء البرغوثي – خاص لموقع مدينة القدس
لم تعد قضية القدس وما تتعرض له وأهلها من استهداف عنصري لا إنساني، قضية تخص المقدسيين والفلسطينيين والمسلمين والعرب وحدهم، بل أصبحت قضية إنسانية بامتياز، فهي معركة بين الحرية والاحتلال، بين الأصالة والتزوير، بين الإنسانية والسادية، بين الخير والشر، حيث توسعة دائرة المهتمين بها لتتحول من قضية محلية إلى قضية إنسانية عالمية.
توسعٌ فرض على العاملين والناشطين في هذا المجال أن يعوا أن أدوات ومضمون الخطاب يتغير بتغير طبيعة وحجم الجمهور المستهدف، خصوصاً ما يتعلق بثقافة الجمهور وطبيعته الأخلاقية، فالخطاب المحلي له لغته وأدواته ومضمونه، والخطاب العالمي له أدوات ومضامين مختلفة.
وانطلاقاً مما سبق، نجد أنه من الضرورة بمكان الإضاءة على بعض الفنون التي قد تشكل حاملاً أساسياً لرسالة القدس وتاريخها ومعاناتها وآلام أهلها.
أولاً | الكاريكاتير: وهو من الفنون العالمية التي يستطيع فنانوها اختزال المئات من الكلمات بين خطوط لوحاتهم التي لا تحتاج للترجمة أو شرح تفصيلي، حيث تكون رسالتها واضحة سهلة الوصول لجميع الشرائح مهما اختلفت لغتها ومهما اتسع الامتداد الجغرافي للجمهور، وهناك العديد من الأمثلة التي ممكن أن نذكرها في هذه النقطة منها الفنان علاء اللقطة، والفنان الإسباني كارولوس لاتوف اللذان تناولا في العديد من لوحاتهم العديد من المواضيع التي فضحت عنصرية الاحتلال.
ثانياً | الإنفو غرافيك: وهي تصاميم فنية تسلط الضوء على قضية معينة بأسلوب مكثف ومبسط صديق للعين، يسهل وصول المعلومة إلى ذهن المتابع، حيث يعمل معدوها على تكثيف المعلومات بشكل كبير، قبل وضعها بقوالب فنية تسهل وصول المعلومات خصوصاً تلك التي تعتمد على الاحصائيات والأرقام المتعددة، وهنا علينا أن نشير إلى أن استخدام اللغات العالمية في إعداد تلك الإنتاجات يكسب "الإنفو غرافيك" أهمية مضاعفة من حيث الانتشار وإيصال الرسالة.
ثالثاً | الأفلام القصيرة: لقد أصبح الاهتمام المتزايد والمتسارع بالفيديوهات والأفلام القصيرة من قبل مستخدمي وسائل التوصل الاجتماعي عرباً كانوا أم غرباً أمر واضح جلي، الأمر دفع العديد من القنوات التلفزيونية على تخصيص وافتتاح أقسام خاصة بإنتاج تلك المواد، حيث حققت بعض الأفلام القصيرة التي تناولت قضايا متعددة مئات الآلاف من المشاهدات، بتوزع جغرافي امتد على معظم بلدان العالم، وكان فيلم "محمد أبو خضير.. شرارة الثورة" أحد الأفلام التي تناولت قضايا المقدسيين وحققت انتشاراً واسعاً على شبكات التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت.
رابعاً | التصوير الفوتوغرافي: رغم انتشار العديد من الأنواع الفنية خلال الآونة الأخيرة إلا أن الصورة لا تزال تتربع على عرش الإعلام، خصوصاً تلك الصور الإنسانية، التي توثق المعاناة الشخصية للأطفال والنساء، فكم من مصور صحفي نجح بنشر معاناة شعب ما من خلال صوره التي سبقت المئات أو ربما الآلاف من المقالات التي كتبت في الموضوع ذاته.
خامساً | الأعمال الأدبية: المتابع للجمهور الغربي، يرى اهتمام الجمهور الغربي بقراءة الكتب والروايات الأدبية خصوصاً، حيث أن الذوق العام الغربي يميل نحو الأعمال الأدبية، والروايات التي تتناول القصص الإنسانية، وهي من أهم الطرق لإيصال معاناة أهلنا في القدس وفلسطين إلى الجمهور الغربي، غير أن ذلك الطريق لم يأخذ حقه حتى الآن وهو يحتاج لمضاعفة الجهود من قبل المؤسسات المعنية ودور النشر خصوصاً فيما يتعلق بدعم الكتاب وترجمة أعمالهم إلى اللغات العالمية.
وفي ختام المقال علينا أن نشدد أن تركيزنا على هذه الفنون الخمسة لا يعني أنه علينا الاستغناء عن باقي الطرق والمنابر التقليدية وغير التقليدية في إيصال معاناة شعبنا، بل هي محاولة للتركيز على بعض القنوات الجديدة التي من الممكن الاستفادة منها في الوصول السريع إلى قلوب وعقول الجمهور المتضامن مع قضايانا العادلة مهما اختلفت اللغة وأماكن التواجد، وفي النهاية كل منا كأفراد أو مؤسسات مطالب بالبحث عن آليات التواصل المثلى مع كافة شرائح المجتمعات العربية والغربية بما يضمن إيصال صوت أبناء القدس الذين يعانون الأمرين من سياسات تهويدية وعنصرية.