يا مسلمون... المسجد الأقصى بدأ بالانهيار
القدس كمدينةٍ تعيش في هذه الأيام أصعب فترات حياتها، حيث التهويد الذي قضى على جميع أراضي المدينة وكذلك الجدار الذي يخنق الأحياء الفلسطينية والحفريات تحت أساسات المسجد الأقصى تمهيداً لتدميره وقد تميّز الصراع على القدس بخصوصية تاريخية، ومنذ بداية الغزو الصهيوني المعاصر برزت هذه الخصوصية بوضوحٍ عبر الأهمية التي أولاها لها طرفا الصراع، جاءت تلك الخصوصية من اكتساب القدس لأهمية دينية وتاريخية عند طرفيْ الصراع اليهودي الصهيوني/الفلسطيني العربي الإسلامي.
وتعتبر الحفريات التي تقوم بها جماعة أمناء الهيكل تحت المسجد الأقصى من أهمّ الأخطار التي تحيق به، وقد بدأت هذه الحفريات منذ عام 1967 تحت البيوت والمدارس والمساجد العربية بحجّة البحث عن هيكل سليمان، ثم امتدّت في عام 1968 تحت المسجد الأقصى نفسه، فحفرت نفقاً عميقاً وطويلاً تحت الحرم وأنشأت بداخله كنيساً يهودياً.
إنّ ما تقوم به المؤسسة "الإسرائيلية" حالياً لربما يصبّ في التسريع في إحكام السيطرة على المسجد الأقصى والإسراع في تهويد البلدة القديمة، هذا ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ أعمال الحفريات أسفل المسجد الأقصى مستمرّة ليل نهار، وأنّ ما قامت به السلطات "الإسرائيلية" أخيراً هو جزءٌ من هذه المخططات. إنّ "إسرائيل" ساعية نحو تقويض المسجد الأقصى ومكانته في قلوب المسلمين، من مشارق الأرض ومغاربها، مستغلّةً ما تعانيه أمتنا من أوضاع الفرقة والضعف والهوان.
فقد بدأت أجزاء من المسجد الأقصى بالانهيار وأركان وأساسات المسجد بدأت بالانهيار نتيجة الممارسات الصهيونية التي تحصل يومياً على أرض المسجد، فقد أشارت مصادر إعلامية إلى أنّ مؤسسة الأقصى قد التقطت صوراً للانهيار الذي وقع داخل ساحة المسجد الاقصى المبارك بالقرب من سبيل قايتباي مقابل المدرسة الأشرفية داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك في المنطقة الغربية للأقصى بين باب القطانين والسلسلة، والذي أدى إلى إحداث حفرة بطول مترين وعرض متر ونصف وعمق متر واحد، وأكدت مؤسسة الأقصى في بيانٍ لها أنّ الانهيار حصل بسبب الحفريات "الإسرائيلية" تحت وفي محيط المسجد الأقصى.
وأكّدت مؤسسة الأقصى أنّ سبب الإنهيار هو الحفريات "الإسرائيلية" المتواصلة وشبكة الأنفاق التي تحفرها المؤسسة "الإسرائيلية" تحت المسجد الأقصى ومحيط المسجد القريب.
إلى ذلك وعلى إثر الانهيار الذي وقع اليوم، أكّد أهل القدس الذين تقع بيوتهم ضمن الجدار الغربي للمسجد الأقصى والقريبة من المدرسة الأشرفية في منطقة سبيل قايتباي أنّهم يسمعون أصواتاً عالية لآليات الحفر الهوائية "كومبريسر"، وأكّدوا أنّ الحفر يبدأ يومياً من الساعة السابعة صباحاً ويستمر حتى الساعة الحادية عشرة مساءً، كما وأكّد أهالي هذه البيوت أنّ هذه الحفريات أدّت إلى تشقّقات كثيرة وخطيرة في بيوتهم وتهدّد بيوتهم بالانهيار، وهي ما اطّلعت عليه مؤسسة الأقصى ووثقته بالصور.
بهذه الخطوات والممارسات ضدّ المسجد الأقصى فإنّنا نرى وبعينٍ مبصرة أنّ مستقبل القدس والمسجد الأقصى في خطرٍ شديد يتّجه نحو تهويد كلّ شيء كالمرافق العامة والأرض والمساجد.
إنّ المسلمين اليوم مطالبون بأنْ يقفوا أمام مسؤولياتهم كاملة، لا بل إنهم مسؤولون أمام ربهم عمّا يحصل من تدنيسٍ وتقويضٍ للمسجد الأقصى، ولم تقتصر الوسائل الصهيونية على الحفريات كوسيلة وحيدة لتهويد القدس والمسجد الأقصى، وإنّما اتّبعت الكثير من الوسائل والأدوات، فبعد أنْ قامت "إسرائيل" باحتلال شرقي القدس اتخذت خطوات مباشرة وسريعة من أجل تهويد المدينة وعلى جميع الأصعدة، فهل يبقى المسجد الأقصى منارة الإسلام والمسلمين أم سيطفأ نوره تحت ركام وأنقاض الحفريات الصهيونية؟؟؟.