شعرٌ للقدس (الجزء السابع والأخير)
نخلص إلى القول إنّ "القدس" أصبحت موضوعًا في القصيدة الحديثة، وموتيفًا يتردّد ويتكرر، فهي "المدينة" الخالدة سيدة الأرض [38] وهي الرمز الفلسطيني، آنًا تستلهم القصيدة الأبعاد الدينية، وآناً تنحو منحى التاريخ لتأخذ منه نفسًا، بعبارة أخرى نظرة الماضي للحاضر.
وإذا كان بعض الشعراء قد تفاءلوا، وبعضهم الآخر قد رفضوا هذا التخاذل إزاء المدينة إلا أنّهم جميعًا كانوا يعبّ
ون عن هذا الحزن.. وتبقى المدينة في أحزانها وفي رتابة حياتها، فقناطر المدينة هي الضلوع، كما يقول حنّا أبو حنا، أو يصل العشق إلى درجة الحلول كما وجدنا في شعر علي الخليلي.
وتبقى القدس و"قصيدتها" مجالات استثمارٍ شعري، وخاصةً في المنحى الدينيّ، ولا أظنّها قد استثمرت واستوفيت بما يمكن أنْ يقدّم هذا الترابط، ويقوّي أواصره، ذلك لأنّ المكان التاريخي هذا يرتبط بصورة أو بأخرى بجوّ أسطوريّ وحلمي، وهنا يمكن أنْ تثبت في المكان طاقة قادرة على توليد نفسها بنفسها، بحيث تؤثّر في المتلقّي على اختلاف مستويات تلقيه.
جملة القول:
تبدأ الدراسة باستقراء الأدب الذي تناول موضوع القدس وخاصة في الشعر القديم، حيث يتبين أنّ هذا الشعر لم يتعدَّ أبياتًا متفرّقة هنا وهناك من غير تركيز على مكانة القدس الدينية قصرًا، ولا على المكان تفصيلاً؛ إذ كان من المفروض، مثلاً أنْ نطالع القصائد الكثيرة والطويلة عنها في فترة صراع المسلمين مع الصليبيين، لكنّ محور الموضوع كان يتركّز على مدح الأيوبيين وهزيمة أعدائهم.
وظلّ ذكر القدس يرِد لمامًا هنا وهناك في الشعر العربي الحديث عامة، والفلسطيني منه خاصة، ولم أقع إلا على قصيدة يتيمة لأمين شنار؛ إلى أنْ وقعت واقعة السنة السابعة والستين من القرن العشرين، فكانت قصيدة الأخوين رحباني "زهرة المدائن" –التي غنتها فيروز- في تقديري هي ردّ فعل للأغنية العبرية "أورشليم من ذهب". وبعدها أخذنا نطالع قصائد مستقلة عن القدس، بدأها نزار قباني في قصيدته "القدس".
ولما أنْ كان الشعر الحديث المستجدّ قد أخذ يولي الجزئيات والتفريعات اهتماماً خاصًا ضمن وحدة الموضوعة أو رؤية الموقف، فقد بدأت تظهر قصيدة المكان التي كادت أنْ تكون معدومة في الشعر العربي على مدار عصوره.
وهكذا أصبحت القدس موتيفًا (MOTIF) لقدسيّتها، فكانت قصائد تشي بالتفاؤل والبحث عن الخلاص، كقصائد أديب رفيق محمود وإدمون شحادة وعبد اللطيف عقل وراشد حسين، وبعضها كان ذا طابع اتهاميّ حادّ، ونبوءة صارخة بالألم المحدق، ولعلّ هذا التوجّه كان قد بدأ بقصيدة مظفر النواب "وتريات" التي يتّهم فيها العرب بالتخاذل أمام عروس عروبتهم، وعلى هذا المنوال نسج فوزي البكري وسميرة الخطيب والمتوكل طه قصائد رفض، وهذه القصائد –غالبًا- لا تستند إلى المقدسات الدينية، بل إنها تستصرخ أو تؤنب، وكأنّها تجري على نسق الشحنات النبوئية الغاضبة لإشعياء وإرميا كما وردت في التوراة.
غير أنّ رموز القدس الإسلامية والمسيحية التي ترِد في قصائد القدس تتجلّى من خلال التعبير القومي العربي، فالشاعر المسيحيّ يتحدّث عن الإسراء والمعراج والأقصى والمآذن والصخرة وصلاح الدين، نحو قول جمال قعوار:
فالتمسوا غير الصخرة
غير الأقصى
غير القدس
ضوء القدس منيع لا يفهم
والشاعر المسلم لا يجد حرجاً في استعارته "الآلام" و"القيامة" للتعبير عن المأساة والهم الوطني:
كنيسة تدقّ في أجراسـهـــــا
" قيامة" مسيحياً يا ناصري!
يا درب آلامي أسير صــابراً
أمشي على إيلام جرح طاهر
وقد أشرنا كذلك إلى ما وظّفه محمود درويش من التراث الديني كما ورد في الكتاب المقدس ليعبّر عن المأساة أو الواقع المأساوي.
وقد وصفت القدس في حياتها الطبيعية، وفي أسواقها، وفي نمطية حياتها، فكانت بهذه التلقائية -أيضًا- قريبة إلى قلب الشاعر رغم كلّ هم وغم، وحنّا أبو حنا -مثلاً– يجمع بين الواقع المعيش والواقع المتألم، وذلك إذ يقول:
باب العمود يعد للغادين فاكهة الصباح
والقلب يحتضن الجراح مضمدات بالرؤى
وقد يصل هذا الحب إلى درجة العشق من خلال استلهام التاريخ الكنعاني ومزجه بأصداء كهنوته، وذلك للتدليل على أحقية العرب في هذه المدينة وللرد على المدعين بها، يقول سميح القاسم في قصيدته أخذة يبوس:
" أميرة مدن الدنيا ونساء الأرض يبوس"
نخلص إلى القول إنّ القدس أصبحت موضوعة شعرية ورمزًا فلسطينيًا قوميًا يستخدم الأماكن المقدسة، ويستلهم التاريخ للتأكيد على حق الفلسطيني في مدينته ووجوده.
ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ ما يسمّى "فضائل القدس" لم "يستثمر" في الشعر على الصعيد الديني ولا على الصعيد الوطني، وهذا الرصيد يمكن الإفادة منه..
ثبت بالمراجع:
- القرآن الكريم.
- الكتاب المقدس.
- الصحيحان.
- أبو حنّا، حنا: قصائد من حديقة الصبر، الناصرة- 1988.
- أبو ريشة، عمر: ديوان أبي ريشة، حلب- 1937.
- أبو سلمى (عبد الكريم الكرمي): ديوان أبي سلمى، دار العودة، بيروت- 1989.
- أليعاد، عامي: القدس في أدب العرب في "إسرائيل" فترة الانتفاضة (1987-1993)، معهد أورشليم للبحث في "إسرائيل"، 1994 (بالعبرية).
- باشا، عمر موسى: الأدب في بلاد الشام، الطبعة الثانية، المكتبة العباسية، دمشق- 1972.
- بدوي، أحمد أحمد: الحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية، الطبعة الثانية، مطبعة نهضة مصر- 1977.
- البكري، فوزي: صعلوك في القدس القديمة، إصدار الصوت، الناصرة- 1982.
- جهشان، شكيب: "ثم ماذا"، ثم ماذا، الناصرة- د.ت.
- حسين، راشد: الأعمال الشعرية، إصدار مركز إحياء التراث الطيبة- 1990.
- الخطيب، سميرة: القرية الزانية، الفكر الجديد، القدس- 1971.
- درويش، محمود: ديوان محمود درويش، (الجزء الأول)، دار العودة، بيروت- 1987.
- دسوقي،محمود: زغاريد الحجارة، القاهرة- د. ت.
- سمارة، منية: كتاب النهر والبحر وما بينهما، دار رياض الريس، لندن- 1992.
- شحادة، إدمون: مواسم الغناء وجراح الذاكرة، دار المشرق- شفا عمرو- 1994.
- طه، المتوكل: فضاء الأغنيات، دار الكتاب، القدس- 1989.
- طوقان، إبراهيم: ديوان إبراهيم طوقان، منشورات دار الأسوار، عكا- د.ت.
- طوقان، فدوى: الأعمال الشعرية الكاملة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر- 1993.
- عبد الصبور، صلاح: علي محمود طه: قصائد، دار العودة، بيروت- 1972.
- عرايدة، نعيم: هناك دائمًا أمنية، مكتبة كل شيء، حيفا- 1994.
- عقل، عبد اللطيف: حوارية الحزن الواحد، مؤسسة العودة، القدس-1998.
- عيد، جوزف: الصلاة في أغاني فيروز، بيروت- 1974.
- القاسم، سميح: أخذة الأميرة يبوس، دار النورس، القدس- 1990.
- قباني، نزار: الأعمال السياسية، بيروت- د.ت.
- قعوار، جمال: زينب، الناصرة- 1989.
- محمود، أديب رفيق: صلوات على مذبح الحياة والموت، منشور صلاح الدين، القدس- 1977.
- محمود، عبد الرحيم: روحي على راحتي، ديوان عبد الرحيم محمود، مركز إحياء التراث، مطبعة الحكيم، الناصرة- 1985.
- مطران، خليل: ديوان الخليل (الجزء الثالث)، الطبعة الثالثة، الكتاب العربي، القاهرة- 1967.
- المقريزي، أحمد بن علي: السلوك لمعرفة دول الملوك، القاهرة- 1931.
- مواسي، فاروق: الأعمال الشعرية الكاملة، القدس- 1987.
- ميديكو: التوراة الكنعانية، دار دمشق- 1988.
- النواب، مظفر: وتريات ليلية، منشورات صلاح الدين، القدس- 1977.
صحف ومجلات:
- صحيفة الاتحاد (حيفا 16/1/1976).
- مجلة الأفق الجديد (القدس) العدد 7 كانون الثاني 1962.
- دفاتر ثقافية (رام الله)، العدد الثالث، يونيو 1996.
- مجلة الرسالة (القاهرة)، العدد 783، أيلول 1948.
- مجلة الصنارة (الناصرة)، 30/3/1996.
- مجلة مشارف (حيفا)، العدد السابع 1996.
الهوامش:
(1) باشا عمر موسى: الأدب في بلاد الشام، الطبعة الثانية، المكتبة العباسية، دمشق- 1972، ص 435-450، وانظر كذلك بدوي، أحمد أحمد: الحياة الأدبية في عصر الحروب الصليبية، ط 2، مطبعة نهضة مصر- 1977، ص430، وما بعدها.
(2) ورد في كتاب السلوك للمقريزي أنّ الحافظ شمس الدين أبا الفرج الجوزي كان قد قرأ قصيدة نيفت على ثلاثمائة بيت، وذكر منها بيتين فقط هما:
على قبة المعراج والصخرة التي
تفاخر ما في الأرض من صخرات
مدارس آيات خلت من تلاوة ومنزل
وحي مقفر العرصات (السلوك ج1، ص233).
(3) مطران، خليل: ديوان الخليل (الجزء الثالث)- الطبعة الثالثة، دار الكتاب العربي، 1967، ص 99.
(4) نشرت القصيدة في مجلة الرسالة (العدد 783)، أيلول1948، وهي بعنوان: "أنشودة الجهاد في يوم فلسطين"، وقد غنّى محمد عبد الوهاب بعض أبياتها، وجدير بالإشارة إلى أنّ القصيدة لم تثبتْ في ديوان علي محمود طه (دار العودة، بيروت، 1972)، ولكنّها نشرت ثانية في كتاب عبد الصبور، صلاح: علي محمود طه، قصائد (دار الآداب، 1969)، ص75.
(5) أبو ريشة، عمر: ديوان أبي ريشة، حلب، 1937، والبيت من قصيدة بعنوان "عروس المجد"، ص135.
(6) ن.م. من قصيدة "هذه أمتي"، ص154.
(7) طوقان، إبراهيم: ديوان إبراهيم طوقان، منشورات دار الأسوار، عكا، د. ت. ص83.
(8) أبو سلمى: ديوان أبي سلمى، دار العودة، بيروت، 1989، ص375. ومن الجدير ذكره أنّ أبا سلمى أشار في قصيدة "يا فلسطين" إلى جبل المكبر الذي طال نومه، وها هو صوت الفاروق عمر يدوي بالتكبير والتهليل. (ن. م. ص18).
(9) محمود، عبد الرحيم: روحي على راحتي (ديوان عبد الرحيم محمود)، مركز إحياء التراث، مطبعة الحكيم، الناصرة- 1985، ص80.
(10) عيد، جوزف: الصلاة في أغاني فيروز- 1974، ص51، وقد غنيت في مهرجان الأرز بعد بضعة أشهر من احتلال "إسرائيل لها"، ويبدو لي أنّ هذه القصيدة كانت ردًا على سيرورة القصيدة العبرية المغناة "أورشليم من ذهب"، من كلمات نعومي شيمر وغناء شولي نتان.
(11) قباني، نزار: الأعمال السياسية، بيروت- د. ت. (ص42-43)، وقد أرّخَت القصيدة 1968.
(12) مجلة الأفق الجديد، (العدد 7 كانون الثاني 1962، ص 15 ).
(13) محمود، أديب رفيق: صلوات على مذبح الحياة والموت، منشورات صلاح الدين، القدس،
1977، ص23-29، وقد أرّخها 7/8/1969، وهذا يعني أنّ القصيدة نشرت في المجموعة بعد ثماني سنوات من كتابتها.
ملاحظة:
كنت أظن قبل أنْ أطّلِع على قصيدة أمين شنار أعلاه وقصيدة أديب محمود أنّي أوّل فلسطيني كتب قصيدة مستقلة عن القدس، وقصيدتي هي بعنوان "مقدسية" نشرت في صحيفة الاتحاد 16/1/1976، وأعدت نشرها في ديوان يا وطني، ص25، وقد كتبتها بعد أنْ طلبت مني محاضرة في الجامعة العبرية قصائد عربية عن القدس ومكانتها الروحية والوطنية، فأسقط يومها في يدي، ويبدو أنّ هذه الدعوة، بالإضافة إلى قراءة قصائد بالعبرية عن القدس لشعراء يهود: يحيئيل(1921-)، يهودا عميحاي (1924-2000)، طوبيا ربنر (1924-)، أ.غرانوت (1927-)، أبنير طراينين (1928-)، زلده (1914-1984)، وآخرين، وكذلك بالإضافة إلى دافع المواجهة التاريخية كانت كلّها محفّزًا لي لكتابة قصائد عن القدس (أربع قصائد في مجموعاتي الشعرية، وليعذرني القارئ لأنّي لا أتناولها في بحثي هذا إلا بإشارة عابرة).
(14) يكثر هذا الرمز"صلاح الدين" في أبيات كثيرة تناولت القضية الفلسطينية، انظر مثلاً: جهشان، شكيب: "ثم ماذا"، ثم ماذا، د. ت.، ص31، دسوقي، محمود: زغاريد الحجارة، القاهرة- د. ت. ص102، قعوار، جمال: زينب، الناصرة 1989، ص67، ص94، يونس أحمد طاهر: هجير وظلال، 1989، ص24.
(15) شحادة، إدمون: مواسم الغناء وجراح للذاكرة، دار المشرق، شفاعمرو، 1994، ص105-112.
(16) طوقان، فدوى: الأعمال الشعرية الكاملة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1993، ص385.
(17) ديوان زينب، ص69.
(18) مواسي، فاروق: الأعمال الشعرية الكاملة، القدس 1987، ص236.
(19) درويش، محمود: ديوان محمود درويش (الجزء الأول)، دار العودة، بيروت، 1987، ص398، انظر كذلك استعمال درويش في المقطوعة الثانية عشرة (ن. م.، ص390):
ومن يعلّمني مراثي ارميا
في طرق أورشليم التي لعنها الرب
لكني أعلن للمرة الأولى
تاريخ ميلادي
(20) لقاء دفاتر ثقافية مع محمود درويش، العدد 3، يوليو 1996، ص50.
(21) عقل، عبد اللطيف: حوارية الحزن الواحد، مؤسسة العودة، القدس، 1985، ص33.
(22) حسين راشد: الأعمال الشعورية، ص445.
(23) قعوار، جمال: زينب، ص65.
(24) النواب، مظفّر: وتريات ليلة، منشورات صلاح الدين، القدس، 1977، ص51.
(25) البكري، فوزي: صعلوك من القدس القديمة، إصدار الصوت، الناصرة، 1982، ص20-23.
(26) انظر مثلاً: سفر إشعيا، الإصحاح الثالث، أو: سفر إرميا، الإصحاح الخامس.
(27) طه، المتوكل: فضاء الأغنيات، دار الكاتب، القدس، 1989، ص31.
(28) الخطيب، سميرة: المدينة الزانية، الفكر الجديد، القدس، 1971، ص155، ويلاحظ أنّ الديوان كان قد ورد على لسان النبي إشعياء في الكتاب المقدس، وهو يخاطب أورشليم بهذا الوصف "كيف صارت القرية الأمينة زانية، "الإصحاح الأول، آية 921، وقد أشارت الشاعرة إلى هذا الوصف في قصيدة أخرى:
لمن ستخلعين ثوبك الثمين
وتصبحين جارية (ن. م.، ص108).
(29) ن. م، ص177.
(30) سمارة، منية: كتاب النهر والبحر وما بينهما، دار رياض الريس، لندن، 1992، قصيدة "القدس" ص34.
(31) القاسم، سميح: أخذة الأميرة يبوس، إصدار دار النورس، القدس، 1990، ص64-70، ويلاحظ أنّ النغمة الكنعانية واردة كثيرًا في الشعر الفلسطيني، وخاصةً في أشعار محمد عز الدين المناصرة (1946-)، وأحمد حسين (1939-)، وفي هذا الطرح استبصار واستشفاف رؤية من خلال النظر إلى التوازي مع الوطن والتجذّر فيه، وسأعود إليه في دراسة خاصة.
(32) وقد نسي هؤلاء أنّ "العهد القديم" نفسه يعارض مقولتهم، فقد ورد في سفر صموئيل الثاني (الإصحاح5، آية7)، ما يلي:
" وذهب الملك داود ورجاله إلى اليبوسيين سكان الأرض… وأخذ داود حصن صهيون (هي مدينة صهيون).
(33) قرأت في أثناء كتابة الدراسة أربع مقطوعات عن القدس كتبها منيب فهد الحاج (1948-)، وفي الثانية يركّز على القدس بأنّها "أجمل العرائس"، لكنّه سرعان ما يعود إلى صيحة نوابية فيما يتعلّق باغتصاب القدس، فيقول:
لا تعتبي إذ نشهد اغتصابك المهين (مجلة مشارف 7/1996، ص47).
(34) يبدو أنّ الشاعر قد اطّلَع على كتاب التوراة الكنعانية لمؤلفه ميديكو، دار دمشق، 1988، وثمّ فصّل بعنوان ملحمة كيريت (ص75-79)، يقول فيه:
سوف تلد وهي تتأوه
وتكون عالية جداً
بيتك سيشفي البلاد
بالزهر شيّجمع العشب الأخضر
…
إيل سيقيم منازلهم
…
كيريت وجيشه تنهار قواهم
الأقوى هو الذي سيحكم
(35) أبو حنا، حنا: قصائد من حديقة الصبر، الناصرة، 1988، ص101(قصيدة القدس).
(36) عرايدة، نعيم: هنالك دائماً أمنية، مكتبة كل شيء، حيفا، 1994، ص44 (قصيدة القدس).
(37) الخليلي، علي: وحدك ثم تزدحم الحديقة، منشورات البيادر، القدس، 1984، ص182-185.
(38) عنوان لقصيدة نشرت عند الانتهاء، من كتابة هذه الدراسة، وهي للشاعر فهد أبو خضرة، "الصنارة" 30/3/1996، وفيها يردّد أنّ بقاء المدينة وخلودها "بقدرة هذا الذي فيك كان"، من غير أنْ يحدّد الرمز الديني أو التاريخي أو الصوفي.
- أسوق بعض الأمثلة: جاء في أحاديث مستندة: من صلّى في بيت المقدس، فكأنما صلّى في السماء.
- وتزف جميع مساجد الأرض إلى بيت المقدس.
- وعلى الصخرة ينادي المنادي يوم القيامة، وفيها ينفخ في الصور.
- لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد...
- وأنّ الصلاة في بيت المقدس خيرٌ من ألف صلاة في غيره.
- البيت المقدس بنته الأنبياء وسكنته الأنبياء.
- ما فيه موضع شبر إلا وقد صلى فيه نبي أو أقام فيه ملك.
- من زار البيت المقدس شوقًا إليه دخل الجنة.
- ومن صلّى فيه ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ومن صام فيه يومًا واحدًا كتبت له براءته من النار.