تقرير "عين على الأقصى" الـ16 يرصد اعتداءات غير مسبوقة على الأقصى ويحذّر من خطر انهيار حقيقي تواجهه بعض أجزاء المسجد

تاريخ الإضافة الثلاثاء 23 آب 2022 - 6:28 م    عدد الزيارات 1149    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، تقرير وتحقيقالكلمات المتعلقة عين على الأقصى

        


أصدرت مؤسسة القدس الدولية، الإثنين 2022/8/22، تقريرها السنوي عين على الأقصى السادس عشر الذي يرصد تطورات الاعتداء على الأقصى والمواقف العربية والإسلامية والدولية ما بين 2021/8/1 و2022/8/1.

 

ويتوزّع التقرير على أربعة فصول تتناول تطور فكرة الوجود اليهودي في الأقصى، والمشاريع التهويدية في المسجد ومحيطه، وتحقيق الوجود اليهودي فيه، إضافة إلى ردود الفعل على التطورات في المسجد.

 

للاطلاع على الملخص التنفيذي وتحميله عين على الأقصى الـ16: الملخص التنفيذي 

 

فرض الطقوس التوراتية في الأقصى أبرز مسارات العدوان على المسجد

 

وبيّن الفصل الأول من التقرير أنّ فكرة المعبد تبلورت على مدى أربعة عقود في رؤية إحلالية تامة تجاه الأقصى، وثلاث خطط مرحلية لتحقيق هذه الرؤية الإجمالية هي: التقسيم الزماني، والتقسيم المكاني، والتأسيس المعنويّ للمعبد عبر فرض الطقوس التوراتية، وقد تقدم الاحتلال في أجندة التقسيم الزماني إلى نقطة محددة لم يتمكن من تجاوزها رغم تعدد المحاولات، ثم حاول القفز إلى الأمام بالتحول إلى فرض التقسيم المكانيِّ، فيما يبدو اليوم أنّ الاحتلال يعول على التقسيم المكاني من جديد انطلاقًا من التسوية الجنوبية الغربية للأقصى، التي باتت خاصرة ضعيفة في الأقصى يعمل الاحتلال على قضمها.

 

وقد حضر مسار فرض الطقوس التوراتية ضمن التأسيس المعنوي للمعبد كأحد أبرز مسارات العدوان على المسجد إذ لم يمرّ موسم أعياد مركزي واحد من دون أن تفرض فيه طقوس توراتية لم يكن الأقصى يشهدها من قبل، فيما شهد يوم 2022/5/29، بالتزامن مع ذكرى استكمال احتلال القدس بالتقويم العبري، أسوأ استعراض للطقوس التوراتية في الأقصى منذ احتلاله، وقد شمل السجود الملحمي الجماعي ورفع العلم الصهيوني وغناء النشيد القومي الصهيوني واستعراض الصلوات العلنية عشرات المرات.

 

وأشار الفصل الأول من التقرير إلى أنّ مواسم الاحتكاك والتصعيد التي شهدها عام 2022 بسبب التناظر الهجري-العبري، وعلى رأسها شهر رمضان، يتوقع أن تتكرر بحذافيرها عام 2023 نتيجة استمرار التناظر الهجري-العبري ذاته، وهو ما يحتّم الاستعداد لها والاستفادة من تجربة العام الماضي.

 

عودة المخططات الكبرى لتهويد الأقصى ومحيطه 

 

ولفت الفصل الثاني إلى عودة المخططات الكبرى التي يعوِّل عليها الاحتلال لقلب المشهد الثقافي في الأقصى ومحيطه رأسًا على عقب، فيغدو الطابع اليهودي الطارئ أصيلًا ثابتًا، والطابع الإسلامي الأصيل الثابت طارئًا وقابلًا للإزالة، وقد تصدّر قائمة أخطر المشاريع التهويديّة مشروع القطار الهوائي المعلق (التلفريك)، وترميم كنيس "فخر إسرائيل"، وبناء كنيس "المعبد القديم" في سلوان، ومشروع تهويد ساحة البراق والمنطقة المحيطة بباب المغاربة، والحفريات أسفل مصلى الأقصى القديم، واستهداف الساحات الجنوبية الغربية للأقصى.

 

وفي ما خصّ تهويد الجهة الغربية، أشار التقرير إلى حفريات جديدة شرعت بها سلطات الاحتلال في آب/أغسطس 2021 أسفل الجهة الغربية لساحة البراق. ويهدف الاحتلال إلى إقامة طريق أرضي "نفق" بطول 159 مترًا، يصل بين ما يسمى "حارة اليهود"، وبداية جسر باب المغاربة المؤدي إلى الأقصى. ويشمل مشروع الحفر والبناء في تلك المنطقة إقامة 10 أعمدة ضخمة فوق الطريق الأرضي، الموصل إلى بداية جسر المغاربة، وستُبنى مبانٍ يهودية فوق الأرض ترمز للتراث الديني اليهودي بهدف التشويش على مشهد المسجد.

 

ويشمل المشروع التهويدي الإسرائيلي تدعيم الجسر الخشبي المؤدي إلى باب المغاربة وتوسيعه، كمرحلة تسبق إزالته ووضع جسر ضخم من الباطون المسلح والحديد المقوى مكانه حين تسمح الظروف؛ لزيادة أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى، وإدخال آليات عسكرية إسرائيلية إلى المسجد. وستُبنَى غرف أمنية لشرطة الاحتلال والقوات الخاصة ملاصقة لباب المغاربة وللسور الغربي للأقصى، ويتضمن المشروع سقف نحو 740 مترًا مربعًا تحت جسر المغاربة، لتوسعة ساحة البراق من أجل إقامة مكان لصلاة اليهود وخاصة النساء.

 

زيادة الاقتحامات 92% مقارنة بالتقرير السابق 

 

وعلى مستوى تحقيق الوجود اليهودي في الأقصى، تحدث الفصل الثالث من التقرير عن تماهي الشخصيات السياسية الإسرائيلية مع ما تطرحه "منظمات المعبد" من مطالب متعلقة باقتحام الأقصى، ومشاركة عدد من السياسيين، في مقدمتهم عضو "الكنيست" المتطرف إيتمار بن جفير، في الاقتحامات. وأشار إلى مشاركة 50717 مستوطنًا في اقتحام الأقصى ما بين 2021/8/1 و2022/8/1، بزيادة بلغت نسبتها 92% عن عدد المقتحمين في تقرير العام الماضي، وهو مؤشر خطير خصوصًا إذا ما أضيف إليه من تطور خطير على مستوى إقامة الصلوات اليهودية في المسجد، ولا سيما في الأعياد والمناسبات اليهودية.

 

 

المقاومة والجماهير الفلسطينية حاضرة في قلب معركة القدس 

 

وفي ما يتعلق بالتفاعل مع الاعتداءات على الأقصى، لفت الفصل الرابع إلى أنّ المقاومة والجماهير الفلسطينية تابعت تموضعها في قلب معركة القدس، فقد دعت فصائل المقاومة الجماهير الفلسطينية إلى الاحتشاد الدائم في الأقصى والقدس للتصدي لاعتداءت الاحتلال. وواجه الفلسطينيون صلف الاحتلالِ وعدوانه، عبر المقاومة الشعبية التي أشعلت عشرات نقاط المواجهة في وجه قوات الاحتلال، فيما اكتفت السلطة الفلسطينية بشجب عدوان الاحتلال على الأقصى غير مرة، من دون ترجمة مواقفها إلى وقفٍ حقيقي للتنسيق الأمني، وإجراءات ضاغطة على الاحتلال.

 

كذلك، اقتصر الموقف العربي والإسلامي على إصدار بيانات فارغة المضمون، وعاجزة عن ممارسة أي تأثير يؤدي إلى ردع التوحش الصهيوني؛ وكذا الموقف الأممي، أمّا التحركات الشعبية فكانت ضعيفة نسبيًا، وإن كانت أفضل حالًا بكثير من المستوى الرسمي فيما استمرّ رفض التطبيع مع الاحتلال ليكون الموقف الغالب على الشارع العربي والإسلامي.

 

توصيات

 

وفي التوصيات، دعا التقرير السلطة الفلسطينية إلى وقف كل أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال، بشكل حقيقي وفعلي وليس وقفًا صوريًا يستجلب رضا الشارع الفلسطيني. وأكد ضرورة تقديم الدعم السياسي والقانوني للمبعدين عن الأقصى، إذ إنّ تركهم من دون أي دعم وتثبيت، سيسمح للاحتلال بفرض مزيد من التضييق عليهم، وهذا سيسهم في ضعف الوجود البشري الإسلامي في المسجد. علاوة على ذلك، شدّد التقرير على ضرورة أن تضطلع السلطة بدورها في تقديم معونات مباشرة للجرحى الذين يستهدفهم الاحتلال في ساحات الأقصى، عبر علاقاتها مع مشافي القدس وغيرها في كل مكان ممكن.

 

ودعا الفصائل الفلسطينية إلى أن تُبقي على تفاعلها الحثيث مع التطورات في الأقصى، وأن يبقى المسجد في قلب خطابها الإعلامي وأدائها الميداني، وأن يكون لها دورٌ أكبر في حشد الجماهير للرباط في المسجد، عبر مشاركة مناصري هذه الفصائل وأعضائها في الرباط بالأقصى، ودعم المبادرات الشعبية لحشد المزيد من المرابطين، وهذا ما يسهم في قطع طريق الاحتلال للاستفراد بالمسجد.

 

وأشار التقرير إلى أنّ انبعاث حالة الرباط مجددًا في الأقصى كانت صورة جلية عن قدرة الجماهير الفلسطينية على ابتكار الأدوات لمواجهة الاحتلال، وهو ما يؤكد أهمية دور الجماهير الفلسطينية في رفد المسجد، وحمايته من تغول الاحتلال والمنظمات المتطرفة. وانطلاقًا من ذلك، شدّد على ضرورة رفع أعداد المرابطين في الأقصى، وتكثيف الرباط في المنطقة الشرقية من المسجد مع ضرورة التنبه لفرض الطقوس اليهودية العلنية التي سيستفيد منها الاحتلال لاقتطاع أجزاء من المسجد، وهذا ما يرفع من سقف مسؤولية الجماهير الفلسطينية القادرة على الوصول إلى الأقصى.

 

وطالب التقرير الأردن برفع سقف مواجهة الاحتلال ومخططاته، وعدم السكوت عن الاعتداءات التي تقوض دور الأردن في رعاية الأقصى، وألا يكتفي الأردن بشجب الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد، بل استخدام أوراق الضغط التي يمتلكها على الاحتلال، مؤكدًا ضرورة استعادة التحام دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس مع الجماهير المقدسية، وهو التحام بالغ الأهمية لمواجهة المخاطر الكثيرة التي يتعرض لها المسجد الأقصى، فالاحتلال يسعى إلى تقليص صلاحياتها وتأثيرها، وهي صلاحيات تتصل بقدرتها على تحريك الجماهير والتماهي معهم، ليشكّلا معًا سورًا للدفاع عن المسجد.

 

وإذ أكّد التقرير أن المستفيد الوحيد من التطبيع هو الاحتلال فقد دعا الدول العربية الرافضة للتطبيع أن تجرم كل المشاركات والأفعال التطبيعية مع الاحتلال، وأن تشرع قوانين تحظر إقامة أي علاقات مع المحتل، أو المشاركة معه في أي محافل دولية ذات طابع سياسي، أو معرفي، أو رياضي أو فني، وملاحقة المطبعين بالوسائل كافة. ودعا أيضًا إلى إنشاء صناديق دعم مباشر للمشاريع التي تعنى بعمارة الأقصى، وتقديم الدعم المباشر للمرابطين، في النواحي القانونية والمالية والمعنوية.

 

وحذّر التقرير من أن يقتصر التفاعل الشعبي العربي والإسلامي على منصات التواصل الاجتماعي، مؤكدًا ضرورة أن تتولى الجهات الشعبية المؤثرة إذكاء الفعل الميداني المباشر، وعدم الاكتفاء بالتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي، لما للعمل الميداني من دور مؤثر في إيصال الرسائل والتضامن مع ما يجري في المسجد الأقصى.

 

ودعا الشعوب العربية إلى ممارسة المزيد من الضغوط على الحكومات لوقف حملة التطبيع، وعدم الانخراط في تنفيذ مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية، إذ إنّ الشعوب ما تزال قادرة على لجم التسارع الرسمي صوب الاحتلال.

 

وتوجّه التقرير إلى العلماء بضرورة تأكيد على فتاوى تحريم التطبيع مع الاحتلال، ووجوب العمل على دعم المقدسيين وبذل المستطاع في سبيل تحرير هذه الأرض المباركة، وليس التفريط بها وتقديمها للاحتلال لقاء اتفاقيات سلام موهوم.

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »