انتفاضة القدس.. الخافضةُ الرافعة...!
الجمعة 11 تشرين الثاني 2016 - 10:59 ص 8236 0 تدوينات |
رفيدة الحاج موسى
مدونة فلسطينيةتعجز الأقلام عن الكتابة لعظمتها، فتقف عندها الأقلام منحنيةً، ويقف شعبها مُدافعاً عن الأمة وكرامتها، فيرتجف الكيان الصهيوني خوفاً من جبروتها، ويقِفُ العالم بأسره تقديراً لعزتِها وهيبتِها، كل هذا في حروفها، فكيف لو تعمقنا وغُصْنا أكثر وأكثر بين أحضانها.
إنها انتفاضة القدس المباركة، وَقودها الحجر والسيارة والسكين، وسائل بسيطة بِـيَدِ شعبٍ أثبت منذ عقود أنه كالأسد في عرينِه، قوياً متيناً، عزيزاً كريماً، لا ينخدع بالمظاهر والقشور، شعبٌ اعتكف في الميدان وعلى الثغور، أطلقوا على الانتفاضة مُصطلح الـ "هبة"، فهبﱠ حينها الشعب المقاوم فنزع تلك القشرة النتنة ليُثبت أنها انتفاضةٌ على خطى التحرير، انتفاضةٌ تعلو ولا يُعلى عليها، جاءت استكمالاً للانتفاضتين السابقتين، شاءَ من شاءَ وأبى من أبى، فقيل: ومَن يأبى يا شعب فلسطين، فأجاب ببسمة الأقوياء المتفائلين بنصر الله: مَن عصا الانتفاضة فقد أبى..
عدم تطوير الانتفاضة سياسياً وإعلامياً ومالياً هو عصيان للانتفاضة المباركة، بل عصيان للأرض المقدسة التي بارك الله حولها، فالأصل في فلسطين الانتفاضة، انتفاضةٌ تثأر للشعب وللأرض وللمقدسات، فثأرها يُدمي قلوب المغتصبين ويُعمي أعينهم ويُسكت ألسنتهم، فلا مكان لكيانهم الغاصب بين جَنَبات فلسطين، وبجوار مسرى رسولنا الكريم، فبإرادة وعزيمة الشباب المُقاوم جاءت الانتفاضة بصورة غير مألوفة من قبل، فـ "بالحجر" اهتز اقتصاد الكيان الصهيوني، وبالـ "سكين" اختُرقت منظومة الأمن الصهيوني، وبالـ "دهس" كانت المفاجآت، كان الارتباك الصهيوني هنا وهناك وهنالك..!
انتفاضةٌ.. أبَت أرحام أمهات شهدائها إلا أن يلدن الشرفاء، لأنهن تغذينَ من زيتون قدسها الشامخ الذي يروي عطشَه المرابطات، وارتوينَ من مائك الذي يحفر آباره المرابطون، وصلينَ تحت قبابك العتيقة، التي يثأر لشموخها وإسرائها ومعراجها كل من كان في قلبه ذرة من المرجلة..!
إنها انتفاضةٌ مباركة تُعز من لحق بركبها وسار على نهج شهدائها، وتُذل من تخلف وقصر عن دعمها وتطويرها.. إنها الرافعة والخافضة..!