هل انتقل الاحتلال إلى الاستهداف العلني للأونروا في القدس؟
الثلاثاء 4 أيلول 2018 - 2:19 م 5495 0 مقالات |
وسام محمد
صحفي في مؤسسة القدس الدوليةتتواصل القرارات الأمريكية الإسرائيلية وتترامى ضد القضية الفلسطينية بكل أركانها وعناصرها، فلم يبقَ ركنٌ من هذه الأركان إلا وأصيب بطلقة أمريكية إسرائيلية، فالحرب الأمريكية على القضية الفلسطينية افتتحت من باب الأركان المباركة... مدينة القدس، حينما أعلن الرئيس الأمريكي اعتراف بلاده بالقدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي ونقل السفارة الأمريكية إليها، ومن ثم انتقل إلى الأركان الأخرى للقضية الفلسطينية.
ورغم قناعتنا التامة بأن معركتنا لم تنتهِ بعد، وأن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية مستمر حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كافة من دون نقصان، لذلك ستبقى الحرب مفتوحة مع الطغاة الذين يشعلون الحرب على الأمة عبر مسارات متعددة، وجبهات متتالية تنال من الحق الفلسطيني.
واليوم بات استهداف قضية اللاجئين -الركن الثاني- على السكة من قبل الإدارة الأمريكية والإسرائيلية، ودخلت الحرب على هذا الركن عبر عناوين متعددة لا سيما استهداف الشاهد الحي على القضية... "الأونروا".
الاحتلال يحارب الأونروا
في القدس يتكامل الدور الأمريكي مع السلوك الإسرائيلي، حيث أعلن رئيس بلدية الاحتلال في مدينة القدس المحتلة نير بركات، أنه يعتزم تقديم خطة وشيكة لوقف نشاطات الأونروا في المدينة. وقال: "سنغلق مدارس الوكالة، وسنحل محل الأونروا خدمات رعاية اجتماعية، وعلينا أن ننهي الإشارة إلى اللاجئين كلاجئين، ونعاملهم كمقيمين، وسنواصل تطوير القدس كمدينة موحّدة لليهود".
هذه التصريحات جاءت بعد إعلان الإدارة الأمريكية وقف تمويل "الأونروا" وإلغاء كل الدعم المادي لها بهدف إزاحة ملف حق عودة اللاجئين من "طاولة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية" كما تقول مصادر إعلامية عبرية.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد بعث برسالة سرية إلى الإدارة الأمريكية أبدى فيها تأييده لوقف الدعم الكامل لـ "الأونروا"، ما عجّل في اتخاذ واشنطن قرارها وقف تمويل الوكالة، وأفادت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي بأن نتنياهو غيّر موقفه من هذا المشروع بعدما كان يعارضه خشية تداعياته الاجتماعية والسياسية والأمنية.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى تهويد مدينة القدس بشتى الطرق والوسائل من خلال مسارين أساسيين يستهدفان الحجر والبشر، حيث تعمل سلطات الاحتلال على تغيير معالم المدينة العربية وإضفاء الطابع اليهودي مكانه، وطرد الفلسطينيين العرب منها لمصلحة جلب مزيد من المستوطنين الصهاينة؛ وعليه، فإنّ ضرب "الأونروا" يحقّق أهدافًا عدة للاحتلال الإسرائيلي، أبرزها:
1- إبعاد المؤسسات الدولية والفلسطينية التي تعمل على دعم صمود المقدسيين، لمصلحة تشريع جمعيات إسرائيلية ويهودية عالمية في القدس المحتلة.
2- خلع الارتباط الوثيق بين "الأونروا" كمؤسسة دولية شاهدة على النكبة الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين أنفسهم.
3- التفرد بإدارة المدينة ضمن المشروع التهويدي الاستراتيجي، وإبعاد الهيئات الدولية والعربية عن أيّ دور داعم للمقدسيين في المدينة أو دور يحفظ حقّ الأمة في المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة.
4- ترك المقدسي وحيدًا في القدس بعيدًا عن مؤسسات اجتماعيّة ودولية.