عميد الأسرى المقدسيين "الرازم" يدخل عامه الثلاثين بسجون الاحتلال
يدخل عميد الأسرى الفلسطينيين المقدسيين فؤاد قاسم عرفات الرازم "أبو القاسم" البالغ من العمر 53 عاما، من بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، بعد أيام، وتحديدا في الثلاثين من أشهر الجاري عامه الثلاثين على التوالي في سجون الاحتلال من أصل محكومية المؤبد عدة مرات التي فرضتها عليه سلطات الاحتلال.
ويقول شقيقه ياسين لـ"موقع مدينة القدس" إنه رغم أن شقيقه فؤاد أقدم أسير وقضى نحو ثلاثين عاما في سجون الاحتلال إلا أنه يتمتع بمعنويات عالية جداً. ولفت إلى أن شقيقه تعرض حين اعتقاله قبل 29 عاماً لصنوف مختلفة من التعذيب والتنكيل على مدار أكثر من شهرين، اعتقلت خلالها سلطات الاحتلال والده ووالدته بهدف الضغط عليه ومساومته، كما اعتقلوا عدد من أشقائه وشقيقاته لذات الغرض.
وبعد انتهاء التحقيق معه عقدت المحكمة المركزية أكثر من ثلاثين جلسة لمحاكمته وبعد عام ونصف من الجلسات المتتالية تمت محاكمته بالمؤبد لأكثر من مرة .
ويضيف شقيق الأسير الرازم أن شقيقه درس بمدرسة كلية الأمة بضاحية البريد وكان حينها يقف خلف معظم الأنشطة الطلابية وفي مقدمتها المسيرات الاحتجاجية، وأنهى دراسته الثانوية بمعدل 87 % والتحق بكلية الدعوة وأصول الدين في بيت حنينا التابعة لجامعة القدس وكان أثناء ذلك يعمل إماماً وخطيباً في مسجد البلدة.
من ناحيته، أكد الأسير السابق والباحث المختص بقضايا الأسرى عبد الناصر عوني فروانة بأن عميد الأسرى المقدسيين فؤاد الرازم كان ولا زال وسيبقى عنوان للإرادة القوية ولصمود لم ينهار وشموخ لن ينكسر، برغم دخوله العام الثلاثين في سجون الاحتلال. وتعرض الأسير الرازم خلال مسيرة حياته للكثير من المواقف المؤلمة والمحزنة، المؤثرة والمعبِّرة، أهمها وفاة والدته قبل خمسة أعوام تقريباً، و حرمانه من رؤيتها طوال أكثر من ست سنوات سبقت وفاتها، وحينما اشتد عليها المرض، وانتقلت إلى المستشفى في وضع صحي خطير للغاية، تقدم بطلب لإدارة السجن للسماح له بزيارتها ولو لبضعة دقائق في المستشفى حيث كانت ترقد هناك في غرف العناية المركزة، إلا أن الإدارة رفضت طلبه ، وبعد إلحاح شديد وتدخل بعض المؤسسات الحقوقية، سُمح بإحضار والدته من غرف العناية المركزة وعلى سرير الموت داخل سيارة الإسعاف، لتزوره بسجن "أهلي كيدار" في بئر السبع حيث كان يقبع هناك، وسمح لهما بالتقاط بعض الصور التذكارية المؤلمة والقاسية للقاء صعب وكأنه لقاء الوداع الأخير، وكان ذلك بتاريخ 24-8-2005، ولم تمض سوى أيام حتى فارقت الحياة بتاريخ 13-9-2005 ليُحرم من رؤيتها وإلى الأبد، ودون أن تكتحل عيناها برؤيته خارج قضبان السجن كما كانت تحلم دوماً .
ووفق مراكز حقوقية وأخرى تُعنى بشؤون الأسرى فإن الأسير الرازم يعاني من أمراض عدة أبرزها في المعدة والعيون والبواسير وآلام مزمنة في الرأس لم يُعرف سببها، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتبعة مع كافة الأسرى مما يفاقم من معاناتهم .
وكان عميد أسرى القدس طالب عبر رسائل كثيرة من سجنه بضرورة التأكيد على أسرى القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948م في المفاوضات السياسية وفى صفقة التبادل المرتقبة.
وقال في إحدى رسائله أنه تم استثناء أسرى القدس من معظم صفقات التبادل ومن الاتفاقيات السياسية وإفراجات "حسن النية".
يُذكر أن عدد أسرى القدس في سجون الاحتلال المختلفة يبلغ 273 أسيراً وأسيرة.