كيف ترعى شرطة الاحتلال عدوان المستوطنين على الأقصى؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 12 تشرين الأول 2022 - 9:24 م    عدد الزيارات 866    التعليقات 0    القسم أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، تقرير وتحقيق

        


الشرطة تستمدّ قوتها من رؤية المصلين الذين يزورون حائط المبكى وجبل المعبد خلال عطلة تشري".. هذا ما قاله المفوض العام لشرطة الاحتلال يعقوب شبتاي، في 2022/10/6، للقناة العبرية السابعة، مشيرًا إلى أنّ "هذا يمنحنا الدافع والقوة للاستثمار ووضع أكبر عدد ممكن من رجال الشرطة في أكبر عدد من الأماكن للسماح بالاحتفال في الأعياد".

 

تصريح شبتاي هذا جاء بعد أيام من اقتحامه الأقصى بالتزامن مع اليوم الثاني لرأس السنة العبرية في 2022/9/27، وهو تصريح يصدقه على الأرض السلوك اليومي لشرطة الاحتلال حيال اقتحامات الأقصى وما يرافقها من طقوس توراتية، إذ تصاعدت في العامين الماضيين، وتيرة ممارسة المستوطنين هذه الطقوس لدى اقتحامهم الأقصى من دون أن تقاطعهم الشرطة أو تمنعهم من أدائها.

 

وكان من آخر هذه الممارسات تقديم مستوطنين "القرابين النباتية"، في 10/11، بالتزامن مع اليوم الثاني من "عيد العرش العبري"، في المنطقة الشرقية من الأقصى على مرأى من قوات الاحتلال وبحمايتها، إضافة إلى أداء طقس "السجود الملحمي" في الساحة الشرقية بالتزامن مع ثالث أيام "العرش".

 

 

 

 

 

إصرار الاحتلال على فرض محطات العدوان

 

يشير تقرير "عين على الأقصى" السنوي الـ16 الصادر عن مؤسسة القدس الدولية في آب/أغسطس 2022، إلى أنّ "جماعات المعبد" استخدمت ما حصل يوم 2021/5/10 (المواجهات في الأقصى يوم "توحيد القدس بالتقويم العبري ومنع اقتحام المستوطنين) ثمّ معركة سيف القدس التي تلته بما شمل أطول إغلاق للأقصى بسبب مواجهات منذ إعادة فتح باب الاقتحام في 2003، لتروج لدعاية مفادها أن حكومة وشرطة الاحتلال لا تقوم بما يكفي لحماية المستوطنين.

 

 

ويبيّن التقرير أنّ رغبة المؤسسة الأمنية وجيش الاحتلال في ترميم صورة الردع عبر البوابة التي هشّمت منها، أظهرت مدى التزام حكومة الاحتلال وجميع أذرعه الأمنية والعسكرية بضرورة فرض محطات العدوان على الأقصى والقدس عمومًا، مهما كانت تداعيات ذلك، وكان هذا في أوضح حالاته في "الفصح العبري" من 17 حتى 2022/4/21، ثمّ في الذكرى العبرية لاحتلال القدس في 5/29، ثم في اقتحام ذكرى "خراب المعبد" في 2022/8/7 الذي كان فرضه اعتبارًا مركزيًا في اختيار توقيت العدوان على قطاع غزة.

 

أربعة اتجاهات للعدوان الأمني على الأقصى

 

يشير تقرير "عين على الأقصى" إلى أربعة اتجاهات للعدوان الأمني على المسجد، وهو عدوان تنفذه على الأرض شرطة الاحتلال ضمن توجيهات المستوى الأمني عمومًا.

 

وتشمل هذه الاتجاهات الالتزام بفرض الطقوس اليهودية بالقوة، وذلك عبر نشر لواء من ست كتائب قوامه ثلاثة آلاف مقاتل في محيط القدس القديمة مطلع شهر رمضان، مع وجود مؤشرات عديدة تدفع إلى الشك بأنهم من قوات عسكرية لكنهم نشروا في القدس تحت مظلة شُرطية، وتعزيزهم بثلاثة آلاف آخرين في الذكرى العبرية لاحتلال القدس في 2022/5/29، وفي "ذكرى خراب المعبد" في 2022/8/7.

 

وهذا الأمر تكرر عشية موسم الأعياد العبرية الطويل بداية برأس السنة العبرية في 9/26 حتى آخر أيام "العرش العبري" في 10/17. فقد حول الاحتلال القدس إلى ثكنة عسكرية عشية بدء الموسم، ورفع من وتيرة تضييقاته على المقدسيين.

 

الاتجاه الثاني يتمثّل في فرض قواعد اقتحام جديدة، حيث أعلنت "جماعات المعبد" المتطرفة وشرطة الاحتلال في 2022/8/4 عن التوصل إلى تفاهمات جديدة لتسهيل الاقتحامات تشمل رفع عدد المقتحمين في كلّ فوج، والسماح بدخول فوج كل 5 دقائق والسماح بوجود 6 أفواج معًا في الوقت ذاته، في أماكن متعددة من الأقصى، وهذا ما يؤسس لانتشار المقتحمين واستعراضهم للطقوس التوراتية في مختلف أنحاء المسجد في الاقتحامات المقبلة.

 

ويشمل الاتجاه الثالث مواصلة استهداف مصلى باب الرحمة، فقد دهمت شرطة الاحتلال في 2022/2/6 مقرّ لجنة زكاة وصدقات بيت المقدس في الخلوة القائمة على سطح باب الرحمة، ثم دهمت في 2/24 مقرًا آخر للجنة فيما بدا أنها تعد ملفًا لتجريمها بعد اعتقال مديرها خالد الصباح واثنين من أبنائه، بينما يعيد فتح الباب لقرارات قضائية لإغلاق سطح مصلى باب الرحمة ويعيد فتح المعركة عليه من نقطة جديدة.

 

ووفق التقرير، فقد جدد هذا الاستهداف الاهتمام الجماهيري بباب الرحمة الذي شهد في العشر الأواخر من رمضان إزالة كشك شرطة الاحتلال من فوقه وفرشه بسجاد جديد وتنظيفه ووضع ثلاجات للمياه فيه ووصلها بشبكة مياه الشرب في الأقصى وإعادة ترتيب العوارض الخشبية التاريخية في محيطه، وهي خطوات باغتت الاحتلال الذي رد عليها بقطع إمدادات المياه عن الثلاجات الجديدة وقطع خطوط الكهرباء عنها في 2022/5/16.

 

أما الاتجاه الرابع فيقوم على تصعيد استهداف حراس الأقصى وموظفي الأوقاف، حيث يعمد الاحتلال إلى اعتقال هؤلاء وإبعادهم عن المسجد، وإصدار أحكام بالسجن بحقّهم، في سلوك يهدف إلى كي وعي حراس المسجد الأقصى وردعهم عن القيام بواجبهم المهني والديني والوطني تجاه الأقصى، وتفريغه من حراسه.

 

وقد شهد يوم 10/12، ثالث أيام "عيد العرش العبري" اعتداء شرطة الاحتلال على حارسي الأقصى خليل الترهوني وحمزة النبالي ومن ثمّ اعتقالهما، وهما على رأس عملهما في المسجد.

علي ابراهيم

عام من "الطوفان" وما شجن في النفس والعالم!

الثلاثاء 8 تشرين الأول 2024 - 10:54 م

لو سألنا في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أيَّ خبير إستراتيجي أو محلل سياسي، عن التغييرات الكبرى في العالم، والصراعات القادمة فيه، لتحدث عن ملفات عديدة، ابتداء بالصراع الروسي والأوكراني، وتحجيم ا… تتمة »

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »