06 - 12 شباط/فبراير 2019
الأربعاء 13 شباط 2019 - 12:10 م 5971 1493 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
06 - 12 شباط/فبراير 2019
الاحتلال مستمرّ في الاعتداء على الأقصى
ويستهدف مقابر القدس تمهيدًا لمشاريع استيطانيّة
في وقت تستمر فيه الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى يصعّد الاحتلال وتيرة اعتداءاته على مقابر القدس، تمهيدًا لتنفيذ مشاريع استيطانية، وطالت آخر اعتداءاته في هذا السياق مقبرتي اليوسفية الملاصقة لسور القدس، ومأمن الله في الشطر الغربي من القدس. ولم تهدأ حملة الاحتلال على منازل المقدسيين، عبر استهدافها بالهدم، تحت ذريعة البناء من دون ترخيص. وفي ظلّ تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على القدس وأهلها ومقدساتها، عقدت مؤسسة القدس الدولية مؤتمرًا صحفيًا في بيروت، دعت فيه الجميع إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم والعمل لوقف الهجمة التهويدية على القدس والأقصى في هذه المرحلة الخطيرة التي يسوّق فيها لخطة سلام أمريكية هدفها تصفية القضية الفلسطينية.
التّهويد الديني والثقافي والعمراني:
في سياق اقتحامات الأقصى، اقتحم المسجد على مدار الأسبوع الفائت ضباط من شرطة الاحتلال ومجموعات من المستوطنين والطلاب اليهود، أدوا صلوات تلمودية تحت عين الشرطة وحمايتها. ووصل عدد المقتحمين إلى 140 في 12/2، فيما اعتقلت قوات الاحتلال، مساء، إمام المسجد الأقصى المبارك الشيخ وليد صيام من منزله في البلدة القديمة بالقدس المحتلة. وضمن مساعي الاحتلال إلى إفراغ الأقصى من المصلين والمرابطين، حكم على أبو بكر الشيمي، وهو من فلسطينيّي الأراضي المحتلة عام 1948، بالسجن ثلاثة أشهر بزعم عرقلة عمل الشرطة الاسرائيلية عامي 2014-2015، والشيمي من رواد الأقصى ويتكرّر استهداف الاحتلال له بالإبعاد أو الحبس ضمن مخطّط استهداف المكون البشري للأقصى.
وفي سياق استهداف مقابر القدس لتنفيذ مشاريع استيطانية، عمدت سلطات الاحتلال إلى صبّ قواعد ضخمة من الخرسانة المسلحة فوق مقبرة اليوسفية الإسلامية التاريخية الملاصقة لسور القدس والواصلة حتى باب الأسباط. وكان الاحتلال شرع بحفريات وأعمال عديدة في المقبرة منذ نحو عامين، شملت إغلاق الدرج المؤدي إليها قرب باب الأسباط، وحفر الشارع الواصل من الباب نحو ما يسمى (سوق الجمعة) بمحاذاة السور الشمالي وصولاً إلى برج اللقلق من الخارج.
كذلك، واصلت آليات الاحتلال عبثها وتخريبها في مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في غرب القدس، ونبش ما تبقى من قبور فيها وتدميرها لطمس هوية المقبرة والمكان لمصلحة مشاريع تهويدية جديدة منها شقّ شارع من داخل المقبرة.
التهويد الديمغرافي:
يستمر مسلسل التهويد الديمغرافي في القدس بوسائله المختلفة، وأبرزها هدم منازل المقدسيين، وفي هذا الإطار هدمت جرافات الاحتلال في 12/2 ثلاثة منازل في حي رأس العمود ببلدة سلوان. ووفق مصادر محلية، فإن جرافات الاحتلال هدمت منزلين ومخزنًا للمقدسي جمال يحيى إدكيدك ونجله مأمون، من دون سابق إنذار بدعوى البناء من دون ترخيص. كذلك هدمت سلطات الاحتلال منزل المقدسية فريـال جعابيص، في حي رأس العمود بسلوان، من دون سابق إنذار.
التفاعل مع القدس:
في ضوء الاعتداءات المتزايدة على القدس والأقصى، عقدت مؤسسة القدس الدولية مؤتمرًا صحفيًا في 12/2/2019 بدار الندوة في بيروت، لاستعراض تطورات الاعتداءات الإسرائيلية على القدس والأقصى. وحذّرت المؤسسة من أن المسجد الأقصى بمكوناته المكانية والبشرية أمام أخطار التهويد والتقسيم والتفريغ، مؤكّدة أنّ الاحتلال يعمل بجِدٍّ لتصفيةِ الوجود العربيِّ في القدس، وتعزيز الرواية التلمودية وفرضها أمرًا واقعًا على تاريخ القدس وجغرافيّتها، بوتيرةٍ متسارعةٍ. وقدمت المؤسسة مجموعة من التوصيات من أبرزها الدعوة إلى مقاومة كلّ أشكال التطبيع مع الاحتلال تحت أيّ مسمّى كان، والتكاملِ بين مختلف الشرائح والجهاتِ للضغطِ على المستوييْن الرسميِّ والشعبيِّ لمنع تحويلِ التطبيع مع العدو إلى أمرٍ واقع وتجريم كلِّ أشكال التطبيع من أيّ جهة كان. كذلك، دعت المؤسسة القوى والأحزاب والهيئات والمؤسسات والروابط والاتحادات واللجان والشخصيات إلى تحمل المسؤولية التاريخية في إسنادِ المقدسيين والشعبِ الفلسطينيِّ عمومًا في ظلِّ ما يتعرض له من مؤامرات تهدف إلى إخضاعه وكسر شوكته وشلِّ قدراته التي جعلته يقفُ رأس حربة في وجهِ الاحتلالِ طَوال العقودِ الماضية.
وأصدر خطيب الأقصى الشيخ عكرمة صبري فتوى شرعية أكّد فيها أنّ حائط البراق الذي يشكل جزءًا من السور الغربي الخارجي للمسجد هو وقف إسلامي. وجاء في نص الفتوى: "إنّ هذا الحائط هو جزء من السور الغربي الخارجي للمسجد الأقصى المبارك، وإن أسوار المسجد جميعها وقف إسلامي؛ لأن السور تبع للمسجد الأقصى بداهة، كما أن سور أي بيت هو تبع للبيت". وتأتي الفتوى في إطار رفض خطوات الاحتلال لترميم الحائط الغربي من الأقصى حيث سقطت بعض حجارته في تموز/يوليو 2018. وقال صبري: "لا يجوز شرعًا لأيّ سلطة أو جهة غير إسلامية ترميم هذا الحائط أو التصرف به أو بأي سور من الأسوار الخارجية للأقصى المبارك فهذا شأن إسلامي".