26 تموز/يوليو – 01 آب/أغسطس 2023
الأربعاء 2 آب 2023 - 3:43 م 1319 118 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
26 تموز/يوليو – 01 آب/أغسطس 2023
إعداد: علي إبراهيم
مسيرة ليلية واقتحامات حاشدة للأقصى في ذكرى "خراب المعبد"
وانهيار حجارة في أحد مصليات الأقصى المسقوفة
تستمر اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك بشكلٍ شبه يومي، وتشهد هذه الاقتحامات أداء المستوطنين للصلوات اليهوديّة العلنية في ساحات الأقصى الشرقية، بحماية قوات الاحتلال. وشكلت ذكرى "خراب المعبد" في 27/7/2023 محطة لتصاعد الاعتداء على المسجد، ففي مساء اليوم الذي سبقها شارك مئات المستوطنين في مسيرة أعلام استيطانية جابت أزقة البلدة القديمة وانتهت في ساحة حائط البراق المحتلّ، وفي 27/7 اقتحم الأقصى نحو 2180 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال، على شكل أفواج من 100 مستوطن، وشهد الاقتحام أداءً للصلوات اليهودية العلنية، وإجراءات مشددة داخل المسجد وأمام أبوابه. وتسلط القراءة الأسبوعية الضوء على استمرار تساقط الحجارة في مصليات الأقصى المسقوفة، ففي يوم الجمعة في 28/7 سقط حجر في مصلى قبة الصخرة، وكاد أن يصيب المصلين بحسب شهود عيان، وتأتي هذه الانهيارات بسبب استمرار سياسة الاحتلال في حرمان الأقصى من عمليات الترميم والصيانة. أما على الصعيد الديموغرافي تتابع أذرع الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وفي شهر تموز/يوليو الماضي شهدت القدس المحتلة 22 عملية هدم. وتسلط النشرة الأسبوعية الضوء عملية نوعية في مستوطنة "معاليه أدوميم"، أدت إلى إصابة 6 مستوطنين.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى المبارك، ففي 26/7 اقتحم الأقصى 462 مستوطنًا، من بينهم 12 طالبًا من طلاب معاهد الاحتلال التلموديّة، و12 عنصرًا من ضباط الاحتلال ومخابراته، وأدى المقتحمون طقوسًا يهودية علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 27/7 بالتزامن مع ذكرى "خراب المعبد" اقتحم الأقصى 2180 مستوطنًا، بمشاركة حاخامات وسياسيين، من بينهم رئيس "اتحاد جماعات المعبد" الحاخام شمشون إلباوم، ووزير النقب والجليل في حكومة الاحتلال يتسحاق فاسرلاوف، ووزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غفير، وأدى المقتحمون صلوات يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية، وسمحت شرطة الاحتلال أن يضم فوج المقتحمين الواحد نحو 100 مستوطن، واقتحمت قوات الاحتلال مصلى قبة الصخرة والمصلى القبلي، وفرضت قيودًا مشددّة أمام أبواب الأقصى، ومنعت المصلين من الدخول إلى المسجد بالتزامن مع الاقتحام. وعلى الرغم من الاقتحامات الحاشدة، إلا أن أذرع الاحتلال لم تستطع تجاوز رقم الاقتحام في العام الماضي، الذي سجل نحو 2200 مقتحم، وهي المناسبة اليهودية الثالثة التي لا تستطيع فيها "منظمات المعبد" تحقيق قفزة في أعداد المقتحمين.
وفي 30/7 اقتحم الأقصى 109 مستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، من بينهم 17 عنصرًا من مخابرات الاحتلال، وأدى المقتحمون طقوسًا يهودية علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 31/7 اقتحم الأقصى 133 مستوطنًا، تجولوا في ساحات الأقصى وأدوا طقوسًا يهودية علنية قرب مصلى باب الرحمة. وفي 1/8 اقتحم الأقصى 123 مستوطنًا، بحماية قوات الاحتلال، التي منعت الشبان الفلسطينيين من الدخول إلى الأقصى بالتزامن مع الاقتحام. وفي شهر تموز/يوليو الماضي اقتحم المسجد الأقصى نحو 6558 مستوطنًا، وهو أعلى رقم للاقتحامات منذ بداية عام 2023.
وإلى جانب اقتحامات الأقصى، فقد شهدت القدس المحتلة في 26/7 مسيرة أعلام استيطانية، جابت أزقة البلدة القديمة، وانتهت في ساحة البراق المحتلّ، ونظمت أذرع الاحتلال المسيرة في سياق رفع حدة الاعتداء بحق القدس والأقصى بالتزامن مع ذكرى "خراب المعبد".
ومع مضي الاحتلال في سياسة حرمان المسجد الأقصى من الترميم، شهد مصلى قبة الصخرة في 28/7 سقوط حجر في أحد جهاته، وبحسب شهود عيان كادت الحجارة تقع على أحد المصلين، خاصة أن المسجد يشهد في يوم الجمعة حضورًا إسلاميًا كثيفًا، وأشارت مصادر مقدسية إلى أن منع الاحتلال لعمليات الترميم في الأقصى، يهدف من جهة لأن تكون أبنية المسجد ومصلياته متداعية، ومن جهة أخرى إلى ابتزاز دائرة الأوقاف الإسلامية والتحكم بقراراتها.
التهويد الديموغرافي
لا تتوقف أذرع الاحتلال عن هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 29/7 أجبرت بلدية الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله في حي الأشقرية في بيت حنينا شمال القدس المحتلة، واضطر المقدسي إلى هدم منزله بعد تهديده بدفع غرامات تصل إلى 70 ألف شيكل (نحو 19 ألف دولار أمريكي)، وبحسب صاحب المنزل فقد فرضت عليه بلدية الاحتلال قبل عامين مخالفة بناء بقيمة 35 ألف شيكل (نحو 9500 دولار أمريكي)، وما زال يدفع أقساطها. وفي 31/7 أجبرت بلدية الاحتلال مقدسيًا على هدم شقتين في جبل المكبر، بذريعة البناء من دون ترخيص، على الرغم من فرض بلدية الاحتلال على الشقتين غرامات كبيرة بلغت 300 ألف شيكل (نحو 82 ألف دولار أمريكي)، واضطر صاحب المنزل على هدم منزل ذاتيًا تجنبًا للغرامات الباهظة، وأدى الهدم إلى تشريد 15 فلسطينيًا، معظمهم من الأطفال. وفي شهر تموز/يوليو الماضي شهدت القدس المحتلة 22 عملية هدم، من بينها 10 حالات هدم ذاتيّ بضغطٍ من سلطات الاحتلال.
المقاومة في القدس
لا تتوقف عمليات المقاومة في القدس المحتلة، وتشهد أزقة وأحياء المدينة مناوشات شبه يومية، أما على صعيد العمليات الفردية، ففي 1/8 نفذ الشاب مهند المزارعة (20 عامًا) من بلدة العيزرية عملية إطلاق نار بطولية في مستوطنة "معاليه أدوميم"، أدت إلى إصابة 6 مستوطنين أحدهم بحالة خطيرة، واستشهاد المنفذ، وبحسب وسائل إعلام عبرية كان الشهيد المزارعة يرتدي ملابس عناصر الأمن ما سهل عليه الوصول إلى مكان العملية وتنفيذها.
التفاعل مع القدس
في 28/7 شارك آلاف المصلين في صلاة الفجر في المسجد الأقصى المبارك، وشهدت باحات المسجد توافد حشود كبيرة للمسجد لأداء صلاة الفجر على الرغم من محاولة قوات الاحتلال عرقلة وصول المصلين، والتضييق عليهم، وشهد الأقصى بقاء مئات المصلين بعد انتهاء الصلاة.