03 - 09 كانون الثاني/يناير 2024
الأربعاء 10 كانون الثاني 2024 - 2:11 م 1404 168 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
03 - 09 كانون الثاني/يناير 2024
إعداد: علي إبراهيم
أذرع الاحتلال المتطرفة تتحضر لتأبين أحد الجنود المقتولين في غزة داخل الأقصى
وعددٌ من الجهات تستعد لقعد مؤتمر دولي نصرة لغزة مع اقتراب العدوان من يومه المئة
استمرت في أسبوع الرصد الإجراءات المشددة التي تفرضها قوات الاحتلال أمام أبواب المسجد الأقصى وفي أزقة البلدة القديمة، فيما تفتح المجال أمام المستوطنين لاقتحام المسجد بشكلٍ شبه يوميّ، وتتابع أذرع الاحتلال تحريضها على الأقصى، فقد دعت "منظمات المعبد" أنصارها إلى اقتحام المسجد في بداية الشهر العبري الجديد، لتأبين جندي قُتل في قطاع غزة، قالت بأنه كان يشارك في اقتحام الأقصى بشكلٍ مستمرّ. أما على الصعيد الديموغرافي فقد شهد أسبوع الرصد استمرارًا لهدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، وشهد أسبوع الرصد إقرار مشروعين استيطانيين، الأول في الشطر الغربي من المدينة المحتلة، لبناء برجين استيطانيين ضخمي، والثاني إقامة مكبٍ للنفايات في وادٍ قرب منازل الفلسطينيين، يقع على مساحة 109 دونمات، ما بين العيساوية وعناتا ورأس شحادة في الشطر الشرقي من القدس المحتلة. أما في قطاع غزة تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهداف المدنيين، وقد تجاوز عدد الشهداء 23 ألفا، وعدد الجرحى 57 ألفًا، وتتلاحق إعلانات جيش الاحتلال عن مقتل ضباطه وجنوده، ففي 9/1 أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 9 من ضباطه وجنوده وإصابة 27 آخرين، في المعارك الدائرة في غزة. أما على صعيد التفاعل تتحضر عددٌ من الجهات لعقد مؤتمر دوليّ في مدينة إسطنبول التركية، يومي 14 و15-1-2024، لنصرة غزة، وانتصارًا لحقوق الشعب الفلسطيني، ويهدف المؤتمر، إلى تسليط الضوء على ما يواجهه الفلسطينيون من جرائم، ورفد الحراك السياسي الدولي الداعم لحرية الشعب الفلسطيني، وحقوقه في مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والتأكيد المستمر على حرية الشعب الفلسطيني، في مواجهة العدوان ومقاومة كل أشكال التهجير والحصا، على أن يجمع المؤتمر عددًا كبيرًا من النخب الفكرية والسياسيّة وممثلي الحركات الشعبية وتيارات التغيير.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
على وقع استمرار العدوان على قطاع غزة تتابع أذرع الاحتلال فرض القيود أمام وصول المصلين إلى المسجد الأقصى، إذ تشدد إجراءاتها أمام أبواب المسجد وفي أزقة البلدة القديمة، ولا تسمح عناصر الاحتلال الأمنية إلا لكبار السن القاطنين في البلدة القديمة من الوصول إلى الأقصى. وبالتزامن مع استمرار فرض هذه القيود، تحمي قوات الاحتلال مقتحمي المسجد الأقصى، ففي 3/1 اقتحم الأقصى 152 مستوطنًا، بحماية قوات الاحتلال، وأدى المقتحمون صلواتٍ يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 4/1 اقتحم الأقصى 120 مستوطنًا، تجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازيّ.
واستمر منع قوات الاحتلال الشبان من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى للجمعة الـ 14 على التوالي، وعرقلت وصول المصلين من أحياء القدس المختلفة، عبر نص مئات السواتر الحديديّة في شوارع القدس، وأزقة البلدة القديمة، وعلى الرغم من هذه القيود ومنع آلاف المصلين من الوصول إلى المسجد، أدى نحو 15 ألف مصلٍ صلاة الجمعة في الأقصى بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية.
أما على صعيد اقتحامات الأقصى، ففي 7/1 اقتحم المسجد 121 مستوطنًا، بحماية عناصر الاحتلال الأمنية، بالتزامن مع فرض قيودٍ مشددة أمام أبواب المسجد، وفي الطرق /المؤدية إليه، وأفادت مصادر مقدسية بأن قوات الاحتلال منعت عشرات الشبان من دخول المسجد. وفي 8/1 اقتحم الأقصى 147 مستوطنًا، أدوا صلواتٍ يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 9/1 اقتحم الأقصى 137 مستوطنًا، تجولوا في ساحات المسجد بشكلٍ استفزازي، وأدى بعضهم طقوسًا يهودية قرب مصلى باب الرحمة.
وعلى صعيد التحريض على الأقصى ومكوناته البشرية، ففي 8/1 دعت "منظمات المعبد" أنصارها إلى اقتحام المسجد الأقصى في بداية الشهر العبري الجديد، والذي سيوافق يوم الخميس في 11/1/2024، وذلك لتأبين جندي قُتل في قطاع غزة، وبحسب هذه المنظمات فالجندي المقصود هو الضابط "هرئيل شرفيط"، قتلته المقاومة الفلسطينية في غزة، وقد ظهر قبل عدة أسابيع في مقطع مصور من داخل غزة، وهو يزرع شجرة ويهديها إلى المستوطنين الذين أحرقوا عائلة دوابشة في عام 2015، ونعت المنظمات المتطرفة الجندي القتيل وقالت بأنه كان يشارك في اقتحام الأقصى بشكلٍ مستمرّ.
التهويد الديموغرافي
منذ السابع من أكتوبر، والقدس المحتلة تشهد تصاعدًا في هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 3/1 هدمت جرافات الاحتلال منزل عائلة فلسطينية في جبل المكبر، بذريعة البناء من دون ترخيص، وبحسب أصحاب المنزل، منعت قوات الاحتلال الجيران من مساعدة العائلة على إفراغ محتويات المنزل، وأطلقت باتجاههم قنابل الغاز، قبل هدمه. وفي اليوم نفسه سلمت طواقم الاحتلال عددًا كبيرًا من إخطارات الهدم في سياق شق "الشارع الأمريكي"، الذي نُفّذ جزء منه. وفي 9/1 فجرت قوات الاحتلال منزلي الشهيدين مراد وإبراهيم نمر في بلدة صور باهر، ومنعت قوات الاحتلال أهالي المنطقة من الاقتراب من المنزل، وأدى التفجير إلى أضرارٍ في المنازل المجاورة.
أما على صعيد المشاريع الاستيطانية، ففي 7/1 كشفت مصادر مقدسية بأن بلدية الاحتلال وافقت على هدم مجمعٍ تجاريّ استيطاني في مستوطنة "تلبيوت"، المقامة على أراضي حي الطالبية في الشطر الغربي من القدس المحتلة، على أن تُشيّد مكانه برجين سكنيين وتجاريين، سيضمان نحو 264 وحدة استيطانية جديدة، إلى جانب مساحاتٍ خضراء ومحال تجارية وأماكن خدمية مختلفة.
وفي اليوم نفسه أقرت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة إقامة مكبٍ للنفايات في وادٍ قرب منازل الفلسطينيين، يقع على مساحة 109 دونمات، ما بين العيساوية وعناتا ورأس شحادة في الشطر الشرقي من القدس المحتلة، ويعود المخطط إلى عام 2012، ولكن المقدسيين رفضوا إقامته، واستطاعوا عبر النضال القانون تقليص مساحته من 520 دونمًا، إلى 109 دونمات، ولكنهم لم يستطيعوا إجبار بلدية الاحتلال على إلغاء المشروع بشكلٍ كامل، خاصة أن المشروع سيلحق أضرارًا في البيئة المحيطة به، خاصة وجود نحو 70 منشأة سكنية مقدسية قرب المكب.
العدوان على غزة
تتابع قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة، ومع استمرار توغل قوات الاحتلال بريًا، تشهد هذه المعارك خسائر فادحة للاحتلال، وفي 1/8/2024 بالتزامن مع اليوم الـ 94 للعدوان على القطاع، وصفه الاحتلال بأنه "أقسى يوم على الجيش، منذ بداية الحرب"، واستطاعت المقاومة الفلسطينية في اليوم نفسه قصف "تل أبيب" برشقة صاروخية ردًا على جرائم الاحتلال بحق المدنيين، وتأكيدًا على قدرة المقاومة على قصف عمق الأراضي المحتلة.
وتتلاحق إعلانات جيش الاحتلال عن مقتل ضباطه وجنوده، ففي 9/1 أعلن جيش الاحتلال عن مقتل 9 من ضباطه وجنوده وإصابة 27 آخرين، في المعارك الدائرة في غزة، وبحسب مصادر عبرية فإن 5 جنود قتلوا في انفجار شاحنة كانت تحمل ذخائر لتدمير أنفاق المقاومة، وبحسب هذه المصادر فإن نحو 30 ضابطًا وجنديًا أصيبوا في الانفجار.
وتتابع آلة القتل الإسرائيلية استهدافها للمدنيين، فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة في 9/1 عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 23 ألف شهيد، وإصابة أكثر من 59 ألف فلسطينيّ، وبحسب الوزارة ففي آخر 24 ساعة استشهد نحو 126 فلسطينيًا، وأصيب 241 بجروحٍ متفاوتة.
التفاعل مع القدس وغزة
تحضر كلًا من مؤسسة القدس الدولية، والمنتدى العالمي للوسطية، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمركز العربي الدولي للتواصل والتضامن، ومنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة، لعقد مؤتمر دوليّ في مدينة إسطنبول التركية، يومي 14 و15-1-2024، لنصرة غزة، وانتصارًا لحقوق الشعب الفلسطيني، ودعمًا لحقوقه في الحرية والعدالة، ومواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية. ويأتي المؤتمر في وقتٍ يستمر فيه العدوان الهمجي بحق الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وقطاع غزة، وارتكاب مئات المجازر في القطاع، والاستهداف الممنهج للقطاع الطبي، ومحاولات الاحتلال تهجير الفلسطينيين من القطاع وفرض سيطرته عليه، بالتوازي مع استمرار الدعم الغربي لهذه المجازر الوحشية، والصلف الغربي في محاولة تجريم مناصري القضية الفلسطينية، ومحاولة خنق الأصوات الداعمة لفلسطين.
ويهدف المؤتمر، إلى تسليط الضوء على ما يواجهه الفلسطينيون في غزة من جرائم، ورفد الحراك السياسي الدولي الداعم لحرية الشعب الفلسطيني، وحقوقه في مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية، والتأكيد المستمر على حرية الشعب الفلسطيني، في مواجهة العدوان ومقاومة كل أشكال التهجير والحصار التي يفرضها الاحتلال على الفلسطينيين في القطاع. وسيجمع عددًا كبيرًا من النخب الفكرية والسياسيّة وممثلي الحركات الشعبية وتيارات التغيير وممثلي الأديان الثلاثة، من عددٍ كبيرة من الدول العربية والإسلامية، ومختلف دول العالم، على أن يمثل تكتلًا داعمًا لحرية فلسطين وتحررها، عابرًا للحدود والأديان والأعراق.