11-17 أيلول/سبتمبر 2024
الأربعاء 18 أيلول 2024 - 1:50 م 817 20 القراءة الأسبوعية |
الأقصى بين فكي الاقتحامات والقيود أمام أبوابه
والاحتلال يعبث بديموغرافيا القدس عبر تصاعد عمليات الهدم والاستيلاء على منازل الفلسطينيين
إعداد: علي إبراهيم
استمرت في أسبوع الرصد الإجراءات المشددة التي تفرضها قوات الاحتلال أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك، وفي أزقة البلدة القديمة، فيما تفتح المجال أمام المستوطنين لاقتحام المسجد بشكلٍ شبه يوميّ، وشهد أسبوع الرصد نشر واحدة من "منظمات المعبد" مقطعًا مصورًا يُظهر احتراق المسجد الأقصى المبارك، وأرفقته بعبارة "قريبًا في هذه الأيام"، وفي نهاية شهر آب/أغسطس الماضي نشرت هذه المنظمات مقطعًا مصورًا يُظهر قصف المسجد الأقصى بصاروخ حربيّ، ومن ثم مراحل بناء "المعبد" مكانه، وتأتي هذه المقاطع في سياق التحضيرات لموسم الأعياد اليهودية القادم، والذي يبدأ في 3/10/2024 مع "رأس السنة العبرية". أما على الصعيد الديموغرافي فقد شهد أسبوع الرصد استمرارًا لهدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، واستيلاء مستوطنين على شقة سكنية في بلدة الطور. وتسلط القراءة الأسبوعية الضوء على عملية طعن في ساحة باب العامود، وإغلاق قوات الاحتلال أبواب الأقصى بعد تنفيذها. وفي قطاع غزة تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهداف المدنيين، وقد أعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 41252 شهيدًا، وإصابة نحو 95497 آخرين.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
على وقع استمرار العدوان على قطاع غزة، تتابع أذرع الاحتلال من اعتداءاتها بحق المسجد الأقصى، ففي 11/9 اقتحم الأقصى 264 مستوطنًا، أدوا طقوسًا توراتية علنية بحماية قوات الاحتلال، في ساحات الأقصى الشرقية. وكان من المقتحمين مُغنٍ صهيوني شهير، يخدم في جيش الاحتلال منذ مطلع العام الجاري، وبحسب مصادر مقدسية فقد نشر المغني والملحن بيني لانداو أغانٍ دينية عن "المعبد" المزعوم. وفي 12/9 اقتحم الأقصى 205 مستوطنين، من بينهم عددٌ من طلبة المعاهد الدينيّة التوراتية، وأدى المقتحمون طقوسًا يهوديّة علنية قرب مصلى باب الرحمة، وشهد الاقتحام تشغيل صوت "البوق/الشوفار" عبر الهواتف النقالة من قبل مستوطنَين. وفي هذا اليوم نشرت واحدة من "منظمات المعبد" مقطعًا مصورًا يُظهر احتراق المسجد الأقصى المبارك، وأرفقته بعبارة "قريبًا في هذه الأيام"، وفي نهاية شهر آب/أغسطس الماضي نشرت هذه المنظمات مقطعًا مصورًا يُظهر قصف المسجد الأقصى بصاروخ حربيّ، ومن ثم مراحل بناء "المعبد" مكانه، وتأتي هذه المقاطع في سياق التحضيرات لموسم الأعياد اليهودية القادم، والذي يبدأ في 3/10/2024 مع "رأس السنة العبرية".
ولم تتوقف قوات الاحتلال عن فرض القيود المختلفة، لتقييد وصول المصلين إلى المسجد الأقصى في يوم الجمعة، عبر نصب الحواجز الحديديّة، والتضييق على وصول المصلين إلى المسجد، ومنعت مئات الشبان من الدخول إلى الأقصى، وشهد هذا اليوم إجبار الفتيان على الخروج من البلدة القديمة بشكلٍ عشوائي، وبلغ عدد المصلين في هذا اليوم 40 ألف مصلٍ.
واستمرت اقتحامات الأقصى في أسبوع الرصد، ففي 16/9 اقتحم الأقصى 188 مستوطنًا، أدى عددٌ منهم طقوسًا توراتيّة في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 17/9 اقتحم الأقصى 109 مستوطنين، تجولوا في ساحات المسجد بشكلٍ استفزازي، وأدوا طقوسًا يهوديّة علنية قرب مصلى باب الرحمة.
التهويد الديموغرافي
شهد أسبوع الرصد استمرارًا لهدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم في القدس المحتلة، ففي 11/9 أجبرت سلطات الاحتلال عائلة جعابيص على هدم منزلها في جبل المكبر قسريًا، بذريعة البناء من دون ترخيص، بعد تهديدهم بفرض غرامات باهظة. وفي 12/9 هدمت جرافات الاحتلال بناية سكنية في قرية الولجة جنوب القدس المحتلة من دون إنذار مسبق. وفي 15/9 أجبرت سلطات الاحتلال عائلة عليان على هدم منزلها قسريًا في بيت صفافا، وبحسب العائلة أصدرت محكمة إسرائيلية قرارًا بهدم المنزل ومصادرة الأرض المقام عليها البناء، إضافةً الى دفع غرامة ضخمة "بدل استخدام الأرض"، خلال السنوات الماضية. وفي سياق متصل بالهدم، وزعت أذرع الاحتلال في 16/9 إخطارات هدم 37 منزلًا ومنشأة تجارية في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، وتأتي هذه الإخطارات ضمن مخطط تهويدي لشق "الطريق الأمريكي" الاستيطاني، الذي يمتد من جنوب القدس وحتى وسطها.
أما على صعيدٍ آخر، ففي 16/9 اقتحم عشرات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، شقة سكنية في شارع "الخلوة" في بلدة الطور، واستولوا عليها، بذريعة شرائها من مالكها الموجود في الولايات المتحدة الأمريكية، وبحسب مصادر مقدسية فقد تمت عملية البيع مؤخرًا، بعد وفاة رجل كان يعيش في الشقة منذ نحو أسبوعين، واستولى المستوطنون على الشقة، وعلى قطعة أرضٍ تابعة لها.
المقاومة في القدس
عادت إلى الواجهة العمليات الفردية في القدس المحتلة، ففي 15/9 استشهد الشاب زايد أبو صبيح (33 عامًا)، بعد تنفيذه عملية طعن في منطقة باب العامود، أدت إلى إصابة شرطيين، وارتقاء المنفذ، وعلى أثر العملية أخلت قوات الاحتلال باب العامود بالقوة، ومنعت الدخول الى البلدة القديمة أو الخروج منها، وأغلقت أبواب المسجد الأقصى المبارك، ومنعت المصلين من الوصول إلى المسجد، وهو ما اضطر عشرات المصلين إلى أداء صلاة العشاء في الطرق المؤدية إلى المسجد.
العدوان على غزة
تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهدافها للمدنيين في عموم فلسطين وفي قطاع غزة على وجه الخصوص، ففي 17/9 أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 41252 شهيدًا، وإصابة نحو 95497 آخرين، وبحسب الوزارة فإن غالبية الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء. وفي 17/8 أعلنت وزارة الصحة اللبنانية حصيلة ضحايا الهجوم الذي استهدف أجهزة اتصال في عددٍ من المناطق اللبنانية، وأدى الهجوم إلى ارتقاء11 شهيدًا، وإصابة نحو 4000 آخرين، من بينهم 400 بحالة حرجة.