20 - 26 تموز/ يوليو 2016
الأربعاء 27 تموز 2016 - 3:00 م 12156 1826 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن إدارة الأبحاث والمعلومات
20 - 26 تموز/ يوليو 2016
القدس بين فكيّ التهويد والمواقف العربية الضعيفة
يمعن الاحتلال باستهداف المقدسات الإسلامية، وآخرها الاعتداء على مقبرة تاريخية في بيت حنينا، كما يتابع اقتحام الأقصى عبر المستوطنين ودعوات "منظمات المعبد" المتكررة. وعلى الصعيد الديموغرافي، تبقى ثنائية الهدم والبناء الأكثر استمرارًا، فقد هدمت بلدية الاحتلال 15 منزلًا في القدس مع نشر معلومات عن مخططات استيطانية ضخمة وتطوير استيطاني لمسار القطار الخفيف. كما استلهمت القمة العربية في نواكشوط الخطاب المتكرر ذاته مع تبني المبادرة الفرنسية لعملية السلام.
التهويد الديني:
يتابع الاحتلال تهويد القدس، فقد تم الكشف مؤخرًا عن رفع "المحكمة العليا" الإسرائيلية الحظر عن البناء في مستوطنة "بسغات زئيف"، والمقامة على أراضي بيت حنينا شمال القدس، والمنطقة التي ستشيد فيها الوحدات الاستيطانية تحتوي على أرضيات من الفسيفساء وبقايا قرية أموية بالإضافة لمقبرة إسلامية، وقد داست جرافات الاحتلال القبور ودمرت ما بقي منها في إطار إطلاق البناء في هذه المنطقة.
اعتداء الاحتلال على المقابر الإسلامية يأتي مع متابعته لاقتحام الأقصى، حيث اقتحم الأقصى أكثر من 80 مستوطنًا في 21/7، برفقة عدد من الحاخامات، مع إجراءات مشددة من الاحتلال، وشهد الأحد في 24/7 اقتحام حوالي 65 مستوطنًا بينهم عدد من مجرمي المتطرفين، أبرزهم المتطرف "تسيون" الذي حاول تفجير قبة الصخرة عام 1982. مشاركة المتطرفين تأتي مع تصاعد الدعوات التي تطلقها "منظمات المعبد" للمشاركة في اقتحام الأقصى، وآخر هذه الدعوات كان صباح الثلاثاء 26/7، تحت عنوان "نصعد إلى جبل المعبد مع كبار الدولة العبرية"، بمشاركة عددٍ من الحاخامات، وقد واجه المرابطون الاقتحام بالتكبير، مما دفع شرطة الاحتلال لإغلاق باب المغاربة. وفي سياق متصل وصل عدد من اقتحم الأقصى خلال شهر تموز حوالي 840 مستوطنًا.
التهويد الديمغرافي:
يستهدف الاحتلال المقدسيين في هجمة متجددة، طالت 15 منزلًا في القدس، حيث سلمت طواقم بلدية الاحتلال في 22/7 إخطارًا لهدم منزل في سلوان، كما تابع المقدسي عبد الناصر قراعين هدم غرفة من منزله في حي "وادي حلوة" بحجة عدم الترخيص. وفي 25/7 قامت قوات كبيرة من الجيش باقتحام قرية قلنديا البلد، وأخلت 11 منزلًا بالقوة ثم قامت الجرافات بالمباشرة في هدمها، وفي العيسوية هدم الاحتلال منزلًا قيد الإنشاء وورشة لتصليح السيارات، إضافةً لمنزل في سلوان قيد الإنشاء. وفي رصد لمجمل عمليات الهدم منذ بداية العام، هدمت بلدية الاحتلال نحو 80 منشأة سكنية وتجارية في مدينة القدس.
يقابل عمليات الهدم إحلال المستوطنين، حيث أشارت مواقع عبرية عن توافد مهاجرين يهود جدد قادمين من فرنسا يتم استجلابهم عبر "الوكالة اليهودية"، ومن المتوقع وصول ألفي يهودي إلى الدولة العبرية هذا الصيف.
وفي إطار المشاريع الاستيطانية، صادقت "لجنة التخطيط والبناء" التابعة لبلدية الاحتلال في 20/7، على خطة لبناء آلاف الوحدات الاستيطانية وأماكن تجارية وفنادق، على طول مسار القطار الخفيف في القدس المحتلة، ونقل موقع الإذاعة العبرية عن رئيس بلدية الاحتلال نير بركات "إن هذا المشروع سيضيف آلاف الشقق السكنية ويوسع مناطق التجارة والفنادق"، ويمتد مسار القطار على طول 22.5 كم، ويبدأ من القدس ويصل إلى بيت حنينا. وفي مسار آخر للاستيطان، ذكرت أسبوعية "يروشاليم" العبرية، عن مخطط لإقامة متنزه كبير في مستوطنة "بسغات زئيف" يمتد على مساحة 17 دونمًا، بتكلفة حوالي 14 مليون شيكل، تقدمها وزارة الإسكان وبلدية الاحتلال، ويتضمن المنتزه منطقة ترويحية ومدرجًا مسرحيًا وشلال مياه وبركة وحدائق لأعشاب برية، وبركة للأسماك والنباتات البحرية، كما ستقام في المتنزه منشآت رياضية، على أن يقدم المشروع خدماته لعددٍ من المستوطنات، مثل "التلة الفرنسية" و"النبي يعقوب" و"رمات أشكول".
كما أودعت "لجنة التخطيط والبناء" التابعة لبلدية الاحتلال مخططًا لبناء 770 وحدة استيطانية في مناطق ما بين مستوطنة "جيلو" وبلدة "بيت جالا" وراء "الخط الأخضر"، وبحسب الصحافة العبرية هذا المخطط هو جزء من مخطط يشمل بناء 1200 وحدة استيطانية. وتشير هذه المعطيات إلى إصرار الاحتلال للمضي في تغيير الميزان السكاني، كما أشار مراقبون بأن هذه القرارات تأتي مع الانشغال الدولي بالأزمات التي تعصف بالمنطقة.
التفاعل مع القدس:
أعلن وزراء الخارجية العرب عن دعمهم "للمبادرة الفرنسية"، وعقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية العام، كما رحب البيان الختامي للقمة العربية التي عقدت في نواكشوط في 25/7 بالمبادرة، وطالب القادة العرب "المجتمع الدولي بتنفيذ القرارات الدولية القاضية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والانسحاب من كامل الأراضي العربية المحتلة إلى حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967".
وقد حذر وزراء الخارجية العرب، الدولة العبرية من التمادي في استفزاز مشاعر العرب والمسلمين حول العالم، من خلال التصعيد الخطير لسياساتها وخطواتها غير القانونية التي تهدف إلى تهويد وتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيًا ومكانيًا، ويعتبر المجلس أن أي قوانين ترمي إلى إقرار مثل هذه الأعمال لاغية وباطلة؛ ويحذر من أن هذه المخططات من شأنها أن تشعل صراعًا دينيًا في المنطقة، تتحمل الدولة العبرية المسؤولية الكاملة عنه.