الاحتلال يواصل حربه على التعليم الأهلي في القدس من بوابة مدارس الإيمان فما العمل؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 26 تشرين الأول 2022 - 11:13 م    عدد الزيارات 1193    التعليقات 0     القسم مقالات

        


زياد ابحيص

باحث متخصص في شؤون القدس

 

في التاسعة والنصف من صباح اليوم اقتحمت طواقم من قسم المعارف في بلدية الاحتلال اليوم مدارس الإيمان الأساسية للتفتيش عن المنهاج الفلسطيني في حقائب الطلبة؛ وهو المنهاج الذي كان مجلس أولياء الأمور قد وزعه على الطلاب في 26-9 الماضي رداً على قرار بلدية الاحتلال بإغلاق مدارس الإيمان بفروعها وكذلك المدرسة الإبراهيمية إذا لم تلتزم بتدريس المنهاج الخاضع للرقابة والمطبوع تحت إشراف المعارف الصهيونية.

 

 

١- هذا التصعيد في العدوان يؤكد أن معركة استقلالية التعليم الأهلي في القدس قد باتت معركة وجود لا بد فيها من التمسك بالثوابت والعودة للمبادئ الأصيلة، والاستعانة بأولياء الأمور والطلاب والمجتمع المقدسي والفلسطيني من خلفهم، فهذا العمق هو الوحيد القادر على خوض هذه المعركة.

 

 

٢- الاحتلال يستهدف مدارس الإيمان لهويتها الأيديولوجية الإسلامية ولاستقطابها لقطاع مهم من أبناء النخبة في القدس، لتكون عنواناً لحسمه معركة تبعية التعليم الأهلي له.

 

 

٣- ينظر الاحتلال للابتزاز الحالي باعتباره "معركة رابحة" من كل الوجوه: فهو إما سينتهي لموافقة إدارة مدارس الإيمان على شروطه تماماً؛ أو أنه سيؤدي لرقابة ذاتية وخفض تلقائي للسقوف القيمية تحت سيف تحدي البقاء؛ ولذلك فإن هذه المعركة يمكن أن تُكسب فقط بالانتقال للضفة الأخرى وخوض معركة التحرر من القيود التي تسمح لمعارف الاحتلال بهذا الابتزاز؛ وليس بتمرير الوقت والانحناء للعواصف.

 

 

٤- هذا يعني في الخلاصة أننا بحاجة لتحرك مزدوج: أولاً التضامن مع مدارس الإيمان والمدارس الإبراهيمية بحراك شعبي يقف في وجه بلطجة معارف الاحتلال وسلوكها المخابراتي؛ وفي الوقت عينه أن تخرج إدارة مدارس الإيمان والإبراهيمية من خياراتها الفهلوية السابقة التي أوصلتنا لهذه النتيجة؛ وأن تتوقف عن تلقي "الدعم" المشروط والمذل من بلدية الاحتلال؛ وأن تضع خطة مالية وإدارية واضحة للخروج من اعتمادها على هذا الدعم حتى لا تبقى تحت سيف معارف الاحتلال في كل لحظة.

 

 

من دون تحرك مزدوج؛ يدعم من جهة ويصحح المسار الخاطئ من جهة أخرى فكل الاحتجاجات ستتحول إلى مجرد إبطاء وتمرير للوقت؛ وستسقط مدارس الإيمان والإبراهيمية في النهاية في براثن الاحتلال ما دامت مدمنة على جرعات التمويل المشروط الذي كان تعاطيه من البداية خطيئة -وهي المدارس التي قامت على القيم الإسلامية والوطنية؛ لا بد من تصحيحها قبل أن يفوت الأوان.

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



السابق

"نحو هدم الأقصى".. ماذا تعرف عن "منظمات المعبد"؟

التالي

مخيم شعفاط.. كيف أصبح شعلة الانتفاضة المرتقبة وشوكة بحلق الاحتلال؟

مقالات متعلّقة

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »