مش طالع... مش متزحزح قاعد فيها
الأربعاء 27 كانون الثاني 2016 - 3:43 م 8351 0 مقالات |
وسام محمد
صحفي في مؤسسة القدس الدولية
بيروت في 27/1/2016
يناضل الفلسطينيون الاحتلال الإسرائيلي بكافة الطرق والوسائل المتاحة أمامهم للحفاظ على عروبتهم في المدينة التي يستوحشها التهويد الممنهج من قبل الحكومة الإسرائيلية والجمعيات اليهودية الممولة من الصهيونية العالمية.
سامر أبو عيشة وحجازي أبو صبيح، شابان مقدسيان تحدّيا ما يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على مدينة القدس وأهلها، وقررا التمرد عليه وعلى قوانينه العنصرية التي تهدف لإخراج كل عربي من المدينة المباركة، حيث أصدر الاحتلال الإسرائيلي قرارًا بإبعادهما عن مسقط رأسيهما لمدة خمسة أشهر، كما فعل ويفعل مع المئات من أصحاب الحق في المدينة، والذين لم يكن آخرهم الأسرى الفلسطينيون الأربعة الذين ابعدوا عن القدس بتهمة مقاومتهم الاحتلال وتنفيذ عمليات رمي حجارة .
وحتى الأطفال لم يسلموا من عنصرية الاحتلال، الذي قرَّر ابعاد الطفلين القاصرين مجد، وعلاء أبو خضير (14 عامًا) خارج مدينة القدس بتهمة "القاء الحجارة باتجاه القطار الخفيف".
إذًا، يحاول الاحتلال الإسرائيلي إبعاد الوجود العربي من المدينة العربية بحجج واهية بهدف السيطرة على المدينة وتحقيق الحلم اليهودي الصهيوني، لكن صمود سامر وحجازي وتمردهما على الاحتلال فتح جبهة جديدة عنوانها ومضمونها "هذه أرضي ومش طالع منها... مش متزحزح ... قاعد فيها ".
وفي هذا الإطار، نظم المئات من الشباب المقدسيين حملة إعلامية نصرة لسامر وحجازي وقضيتهما، وأعلنوا عن إطلاق حملة تحت عنوان "مش طالع" رفضًا للقرار الصهيوني بتغييب الصوت العربي في المدينة المقدسة التي تنطق بلسان كل مقدسي فيها " سجل أنا عربي ... أنا عربي وجذوري قبل ميلاد الزمان رست ... سجل ففي القدس مرابطون ورثوا الأرض عن أبائهم وأجدادهم وشجرة عائلتهم المنغرسة في الأرض.
وإن لم تصل هذه الحملة إلى كل حر في الوطن العربي والإسلامي، إلا أن المحاولة ما زالت قائمة ومتجدَّدة وستَّجدَّد معنا في مقالنا هذا، لعلنا نكسب شرف خدمة القدس وأهلها وشرف إيصال صوت الأشراف في مدينة القدس الذين لن يقبلوا بمحتل طغا وتجبر بقوة السلاح والقوانين العنصرية .
ففي القدس... طفل تمسك بحارته، وأعلن من بين أزقة القدس عروبة المدينة التاريخية التي لا تقبل التقسيم والتقاسم كما صرح بذلك نجل الشهيد المقدسي إبراهيم العكاري حين قال لمراسل القناة العبرية الثانية " يا إحنا يا إنتو في هاي البلاد".
في القدس ... امرأة تمسكت بمسجدها المبارك وأعلنت عند أبواب الأقصى، إسلامية المكان، ما فوق الأرض وما تحت الأرض... أنه المسجد الأقصى المبارك، حق المسلمين في الأرض وحق الأرض للمسلمين، مسجد كامل الهوية الإسلامية العربية ... لا يقبل الشراكة أو التقسيم. .
في القدس ... أب وقف عند كنيسته وأعلن من ساحة كنيسة القيامة عروبة الكنيسة التاريخية التي يستهدفها الاحتلال الإسرائيلي ويستهدف روادها وأبناءها.
في القدس من في القدس سوى مدينة تنطق بكل حروف أهل الأرض... تصرخ فيها العيسوية ويُلبَى النِداءُ في شعفاط المشتاق لسلوان الأقصى المبتسم عند سورٍ تاريخيٍ لمسَهُ أشرفُ البشر.