ثورة الشعر الإنساني من أجل تحرير القدس

تاريخ الإضافة السبت 20 تشرين الأول 2007 - 1:35 م    عدد الزيارات 6820    التعليقات 0     القسم

        



"قصائد القدس تفجّرت على ألسنة الشعراء العرب وغير العرب في سابقة لم يشهدها الأدب العالمي من حيث الروعة والجمال"...
* "نجح الشعر في أنْ يسجل ملحمة القدس الكبرى في صفحات من نور ودماء"..
عندما ولدت (إسرائيل) في عام 1948 بطريقة غير شرعية نتيجة عملية سفاح، واستولت على الأراضي الفلسطينية والعربية.. سكت الضمير العالميّ، وخذلت واشنطن ولندن وباريس الأعراف الدولية والقرارات الشرعية, وانحازت للباطل ممثّلاً في دولة الصهاينة بدلاً من مساندة الحق العربي والدفاع عنه.
في حين تصاعدت العمليات الاستشهادية التي قام بها الفدائيون العرب ضدّ الوجود (الإسرائيلي)، وقامت الثورة العربية الإسلامية في جنبات فلسطين تنافح عن إسلامها وعروبتها وحضارتها وتراثها العظيم.. آزر ذلك التفافُ الشعراء العرب بقرائحهم وقصائدهم في التنديد بهذه النكبة، ومن هنا ظهر ما يسمّى -فيما بعد- بأدب المقاومة الفلسطينية.
إلا أنّ الجديد اليوم, هو غزارة الإنتاج الذي يتناول القدس وفلسطين بالمعالجة الفنية والأيديولوجية والاجتماعية والتاريخية والدينية من منظور إسلاميّ, يقوم عماده على قوة وقع الكلمة الشاعرة, ورحابة مفعولها وتأثيرها في النفس الإنسانية المجبولة على حب وعشق الكلمة ذات النفع الأصيل، والجرس الهادر.
ومن هنا, تفجرت قصائد القدس مدوية على ألسنة الشعراء العرب وغير العرب من أبناء الشعوب الإسلامية، في سابقةٍ لم يشهدها الأدب العالمي في أي وقت مضى، من عكوف الشعراء على اختلاف لغاتهم وثقافاتهم ومشاربهم العلمية، في العزف على قيثارة واحدة لمدينة واحدة هي القدس, مدينة الأنبياء, ضد مزاعم وأباطيل (إسرائيل) ومحاولاتها المستميتة في الترويج لأكاذيب معروفة للجميع، تريد إثبات أنّ القدس مدينة يهودية!.

اليوم.. تعانقت القصيدة مع المدفع، والكلمة الشاعرة مع البندقية من أجل عودة فلسطين الحرة الأبية وعاصمتها القدس الشريف.
والعجيب أنّ الكثير من شعراء تركيا وإيران وباكستان قد أقسموا في إبداعاتهم المكتوبة على مواصلة الحرب ضد الوجود (الإسرائيلي) بقصائدهم الممهورة للقدس, معتبرين أنّ مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان ولا يزال موضع إلهام لدى الشعراء الذين ينهلون منه كلماتهم الرشيقة وتعبيراتهم البليغة وعواطفهم النبيلة، وأدبهم الرفيع الذي يدغدغ المشاعر, من المخزون الحضاري والديني للمدينة المقدسة التي تمتلئ أركانها وجدرانها وبيوتاتها وشوارعها بكل ما هو عربي إسلامي.
إنّ أدب القدس العالمي، هو أحدث صيحة تبلور القضية الفلسطينية من منظور عالمي لكي يطلع عليه أصحاب العقليات الغربية, الذين لا يؤمنون إلا بأفكارهم المادية وعالمهم الرأسمالي ومن ثم يشعرون بالمآسي والفظائع التي ترتكبها (إسرائيل)، وهي في حماية مجلس الأمن والولايات المتحدة والشرعية الدولية الزائفة.
واليوم يمرّ عام على قيام انتفاضة الأقصى المباركة، التي اشتعل فيها الحجر مع البارود، والقصيدة مع العمليات الاستشهادية، وهكذا وجدت (إسرائيل) نفسها في مواجهة جبهات عديدة لا قِبَل لها بها، وبالتالي تعاظمت الانتفاضة وقوي بنيانها، وفشلت (إسرائيل) في القضاء عليها.
ونجح الشعر كذلك في ثورته العارمة، وعنفوانه المزلزل في أنْ يسجل في صفحات من نور ملحمة القدس الكبرى في لوحة إنسانية لم يشهدها العالم من قبل.
وليس كل ما صدر عن الشعراء العرب إزاء ما حدث للشهيد الطفل محمد الدرة من سفكٍ وبطش وتصفية جسدية على يد (إسرائيل) إلا نزر يسير مقارنة بما أبدعه الشعراء في الأقاليم والدول الإسلامية الأخرى,في إيران وتركيا وباكستان والهند.
بل إنّ شاعرة مثل نبيلة إسحق الباكستانية استطاعت بمقدرة فائقة أنْ تربط بين مأساة القدس في فلسطين، ومأساة كشمير المسلمة في باكستان من منظور إسلامي وإنساني وعالمي يتساوى مع ما أبدعه شكسبير وطاغور وجوتة ولوركا في العذوبة والنظرة الشاملة الفلسطينية والبعد الأخلاقي والفن الأصيل.

* عميد الأدب الإسلامي المقارن جامعة عين شمس.
 

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



السابق

تاريخ التصوير الفوتوغرافي في القدس

التالي

ألقاب حكام المسلمين في رقوم مقدسية

مقالات متعلّقة

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »