شوقي إلى القدس
للشاعر/ أشرف حشيـش
شوقي إلى القدس لو في قلبنا رسمــا أبكى القريض وأبكى الحبر والقـلـمــا شوقي إلى القدس لو خطوه في كتــبٍ لـراح يـنــزف مـــن تـريــاقــه حـكـمــــا ولـو يـرافــق ولـهـانـــا إلــى طـــــلــــــــلٍ ما عـاد يشـكـو جريحٌ بـالهـوى كُلـمــا ولــو يــراه طـبـيــــبٌ قــال مـدعـــيـــــــــاً أن الـدواء لـمـثـلي بـعـــدمـا عـلــمــــا أكـبّـــد القـلـــب حــزنــــا لا أكـبـــدهــــــا والحـزن يـا قـوم في قلـبي غـدا هرمـا شوط الغرام سـئـمـنـا طـــول رحـلـتـــــه والـذل فـيـنـا طويــلٌ لـيـتــه سُـئـمـــــا ترابنا الخــصـب مـن حـبّــات أعيــنـــنــــا مـل الـدمــوع ومــل الجـــرح والألــمــا حتى النخيل الـذي يسـقـى بأعيـنــنـــا يشكـو إلى الله دهـراً فيــه قــد ظلمــا حـتى الـبـحـار الـتي أرســت قـواربــنـــا نـايـاً عـن الـدار مـا أبــدت لـنــا نـدمـــا أما الليـالي فسلـها عــن مجالـســـنـــا منذ افترقـنـا فـمـا نـجــمٌ بـهــا نـجـمـــا أين الهــلال الـذي أغــرى قـــصــائـدنــــا هل أنصـف الليل فينـا عندمـا هجـمــا؟ أين العهــود افـتـريـنـاهــا عــلـى أمــــمٍ أيحـنـث الحــر بالإيـمـــان إن قـسـمــا؟ وهيبة العـرب كـم في وجـهـها صفعـــت ولم يـزل خـدّهــا مـن صـفـعـهـــا ورمــا ولـم يـــزل مـــاضٍ بـهـــا إذا رجــعـــــــــا يـقـود للـقــدس مــن مـيــراثــه أمـمـــا أمــا قــرأت صــلاح الـديــن فـي زمـــــنٍ وآل أيــوب مـا أحـنــوا لـهــــم هــمـمـــا أمـا عـلـوت جــواداً فــي ربــى حـلــــبٍ حين امتطى خيل سيف الدولة القمما من أين يا قـدس هـارون الرشـيـد لـنـــا هل كان يخضع مـذ في قومـنا حَـكَـما؟ هـل كـان مـيـتـاً كـمـا أمــوات أمـتـنـــــا أو كان يبـكي على الأطـلال مـنهـزما؟ لـو أدرك القــدس أو بـغــداد كـــان لهـــا عـزا عـلاك يـدك حصـونـا كـلمـا عزمــــا يا واهب المـوت خـذني كـي أقـبـلـهــــا حتى أمـر عـلـى الأعـداء منتـقــمـــــا هبني حـيــاة.. أهـبـك الشــوق ثـانـيــة شهيد حبٍ على السور الذي هُدمــــا وحسب شوقـك أن تـبـقى لهـا شـرفـــاً وأن تـكـون بحــب القــدس مـتـهــمـــا لـو يُـزرع الشــوق في صـحــراء قاحــلـةٍ لعانـق الغيـث رمــل البيــد مبتســمـــا