حامية القدس تطلب المزيد من السلاح
في 21 آذار 1948 سافر آمر حامية القدس الملازم الأول فاضل عبد الله إلى دمشق يحمل كتاباً من أحمد حلمي باشا طالباً السلاح والعتاد. فجهّزته اللجنة بأربعين بندقية فرنسية وثلاثة رشاشات فرنسية قديمة وبعددٍ من القنابل اليدوية والمسدسات وآلة لاسلكية.
ويقول طه الهاشمي في مذكراته التي اقتبسنا منها هذا الخبر (اقرأ العدد 22 من جريدة الحارس البغدادية بتاريخ 23 نيسان 1953) إنّ فاضل عبد الله آمر الحامية رُقِّيَ يومئذٍ إلى رتبة رئيس خشية أنْ يرسل المفتي إلى القدس أمراً لحاميتها برتبة أعلى منه.
ولما وصلت الأسلحة الجديدة ازدادت حامية القدس حماساً. وضاعف حماسها النبأ القائل إنّ أمريكا عدلت عن تأييدها لقرار التقسيم.
حامية القدس بعد وفاة عبد القادر
بعد أنْ قضى عبد القادر الحسيني نحبه في موقعة القسطل عهد أمير اللواء الركن إسماعيل صفوت باشا، بوصفه القائد العام لقوات فلسطين، بقيادة المنطقة الوسطى إلى العقيد محمود الهندي، وكان ذلك في 26 نيسان 1947 (1).
وإلى أنْ يصل هذا ويتسلّم المنطقة (2) عهد بقيادتها إلى قائد الجبهة الشمالية فوزي القاوقجي على أنْ يدخل تحت قيادته كلّ من مناطق القدس ويافا واللد. وأمر القاوقجي في الوقت نفسه، أنْ يخصّص فوجاً كاملاً لتقوية كلٍّ من حاميتيْ يافا والقدس، وباتخاذ التدابير اللازمة لفكّ الحصار المضروب على يافا، والاحتفاظ بها وبالقدس مهما كلّف الأمر.
وفي 30 نيسان 1948 انتدب الرئيس الأول عبد الحميد الرواي (عراقيّ) آمر فوج اليرموك الثالث قائداً لحامية القدس. ووضعت سرية الرئيس فاضل رشيد (عراقي) الموجودة في منطقة القدس تحت إمرته. وجعلت مهمته (3) (أي مهمة آمر الفوج) بالإضافة إلى الدفاع عن الأحياء العربية واحتلال المراكز الهامة التي يحتلّها الجيش البريطاني أنْ يقطع طريق تل أبيب-القدس، وذلك بنسف العبارات الكائنة حول اللطرون وباب الواد والقسطل وسد الطريق بالصخور.
ولقد زوّد هذا ببعض العتاد وبخمسين بندقية تشيكوسلوفاكية ورشاشة من طراز هوشكس و3000 طلقة و80 قنبلة هاون و100 رمانة بنادق. وقال العميد الركن طه باشا الهاشمي في مذكراته (4) إنّ القيادة العامة أرسلت إلى حامية القدس مدفعيْن سوريّيْن تسلّمهما الشيخ سلامة قائد القطاع الأوسط الغربي، ولكنّ الرئيس فاضل عبد الله الذي اجتمع به بعد ذلك ببضعة أيام قال له: (إنّ المدفعيْن المذكورين لم يصلا).
(1) اقرأ الأمر الذي أصدره بتاريخ 26 نيسان 1948 رقم 125-ح.
(2) حدثني العقيد محمود الهندي أنّه رفض أنْ يتسلّم القيادة إلا إذا أعطوه ما طلب من سلاح وعتاد ولما لم يلبّوا طلبه، استقال.
(3) اقرأ الأمر الذي أصدره القاوقجي في 30 نيسان 1948 رقم 609.
(4) اقرأ العدد 27 من جريدة (الحارس) العراقية بتاريخ 28 أيار 1953.