في ظلّ تصعيد استهداف الاحتلال للبلدة: جريمة تسريب جديدة في سلوان
السبت 3 تموز 2021 - 1:47 م 1953 0 أبرز الأخبار، تقرير وتحقيق | سلوان، تسريب عقارات، وادي حلوة |
موقع مدينة القدس l في وقت يقاوم فيه أهالي أحياء سلوان مساعي الاحتلال لتهجيرهم من منازلهم لهدمها أو إحلال مستوطنين فيها، خرج إلى الإعلام خبر تسريب عقار جديد في حي وادي حلوة إلى المستوطنين ليسجّل جريمة جديدة تضاف إلى عدد من الجرائم التي شهدتها أحياء سلوان كان من آخرها جريمة تسريب ثلاثة عقارات كُشف عنها في نيسان/أبريل 2021 وتمّ تسريبها لجمعية "عطيرت كوهنيم" الاستيطانية.
وكشف مركز معلومات وادي حلوة أنّ المدعو وليد عطعوط باع عقارًا لجمعية "العاد" الاستيطانية، التي تتولّى، إلى جانب جمعية "عطيرت كوهانيم" جزءًا مهمًا من عملية تهويد سلوان، إضافة إلى الجهود التي تقودها السلطات الرّسمية للاحتلال لتهويد البلدة وإحكام السيطرة عليها.
جريمة تحت جنح الظلام
قال مركز معلومات وادي حلوة إنّ أكثر من 20 مستوطنًا سيطروا على عقار مؤلف من شقة ومخازن وقطعة أرض وبناء قيد الإنشاء في حي وادي حلوة، بحماية مشدّدة من قوات الاحتلال، بعد تسريبه من قبل مالكه المدعو وليد أحمد عطعوط.
وأضاف المركز أن المستوطنين والعمال عمدوا إلى تحطيم أقفال الشقة التي وضعت من قبل شبان الحي قبل عدة ساعات من دخولهم إليها، بعد ورد معلومات عن تسريب العقار وهروب مالكه من المكان، ثم قام المستوطنون بوضع كاميرات مراقبة وحمايات للنوافذ والجدران، وغيّروا الأقفال، وأخرجوا بعض محتويات الشقة إلى الساحة الخارجية.
وأفاد المركز أنه قبل حوالي أسبوع جرى الحديث عن بيع العقار لجهات غير معلومة، فقام وجهاء من بلدة سلوان وأعضاء لجان محلية بالتحدث مع صاحب العقار المدعو وليد عطعوط، الذي نفى البيع وأنكره، زاعمًا أنّه تلقى عرضًا لبيعه لجهات تركية لكنه لم يقم بذلك، وبقي في منزله برفقة أسرته حتى فجر أول من أمس الخميس.
ووفق مركز معلومات وادي حلوة، بيّنت التحقيقات التي أجرتها اللجان والجهات المختصة على مدار الأيام الماضية أنّ المدعو عطعوط باع منزله للمدعو أحمد اغبارية من الداخل الفلسطيني المحتلّ، والأخير قام بتسليمها لمقاول لإجراء ترميمات، فيما خرج عطعوط وعائلته المكونة من 5 أفراد من العقار، من دون تفريغ محتوياته أو أخذ أغراضهم الشخصية من ملابس وغيرها، لعدم لفت انتباه السكان المجاورين لهم، خصوصًا أنّ العقار يقع داخل أحد أزقة حي وادي حلوة.
وأضاف المركز أنّ جهات مختصة من سلوان أجرت اتصالات مع المدعو اغبارية الخميس لمعرفة ما يجري وطالبته بالحضور إلى العقار للحديث، لكنّ اغبارية رفض ذلك ونفى أن يكون قد سرّب المنزل، وقال إنّه اشتراه بهدف تحويله إلى عيادة. أمّا المقاول الذي حضر إلى العقار فقد تمكن الوجهاء من التحدث معه، ثم لاذ هو الآخر بالفرار من الموقع.
وتظهر "اتفاقية البيع" بين كلّ من وليد أحمد عطعوط ومحمود اغبارية أنّ العقد وقّع لدى المحامي نزار صلالحة في 2021/5/27، على أن يجري إخلاء العقار حتى 2021/7/1، وقد باع عطعوط العقار مقابل 4 ملايين ونصف مليون شيكل.
وأشار مركز معلومات وادي حلوة إلى أنّ متابعة العديد من قضايا التسريب التي جرت في السنوات الماضية تظهر أنّ صاحب العقار يبيعه لشخص عربي أو سمسار أو ينقل المكلية إلى عدة جهات إلى أن ينتهي العقار بيد الجمعيات الاستيطانية، ليظهر صاحب العقار أنّه ضحية ولم يكن على علم بالتسريب.
المطلوب التعامل مع أساس التسريب لا أعراضه
كتب المحامي خالد زبارقة على صفحته على فيسبوك عن تسريب العقارات في القدس قائلاً إنّ من يقف خلف عمليات التسريب في القدس هو تنظيم سري مكوّن من شخصيات متنفذة، مشيرًا إلى أنّ عدم التحقيق الجدّي في عمليات التسريب في السنوات الأخيرة يحكي الكثير فيما ساهم غياب المرجعية الدينية والسياسية والاجتماعية في ترهل المجتمع وأفسح المجال للتنظيم السّري لإتمام مزيد من الصفقات.
وقال زبارقة إنّ المطلوب الآن تشكيل قيادة للقدس من المرجعيات الدينية والسياسية والاجتماعية والنقابية لكشف التنظيم السري بكلّ مكوناته وأعضائه وارتباطاته المحلية والدولية، كمحطة أولى للتصدي لعمليات التسريب، والمهمّ هو التعامل مع أصل المشكلة وليس أعراضها فقط.
الحامية الجنوبية للأقصى في مهداف التهويد والاستيطان
تشكّل سلوان الحامية الجنوبية للمسجد الأقصى، وتتكون البلدة من 12 حيًا من بينها 6 أحياء في دائرة الخطر الشديد حيث يستهدفها الاحتلال بالتهويد نظرًا لأهميتها ضمن مخططات السيطرة على القدس القديمة والأقصى. ويتهدّد خطر التهجير القسري قرابة 7500 من أهالي سلوان البالغ عددهم 59 ألفًا إذ يهدّد الاحتلال بهدم منازلهم أو طردهم منها لإحلال مستوطنين مكانهم.