القدس عاصمة للثقافة العربية... قبل الانطلاقة نقف!!
لا توجد حتى الآن مساحة حرة نقول فيها باطمئنان إننا جاهزون لإطلاق مشروع القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009 ونزعم أنّ الجهات الفلسطينية الثلاثة التي تحمل هذا المشروع لا تزال بحاجةٍ إلى دعمٍ كبير لتنفيذ مخططاتها الكبيرة لإحياء فعاليات المشروع الكبير، فالسلطة الفلسطينية في رام الله أعلنت عن هيئة الاحتفالية وأطلقت بعض المشروعات الدعائية للاحتفالية ولم تعلنْ عن ميزانياتها بعدُ إذْ لم تتوفرْ مصادر تمويل من خارج ميزانية وزارة الثقافة التي يُعرَف عنها أنها من أفقر الوزارات، والسلطة الفلسطينية في قطاع غزة أعلنت عن هيئة أخرى، كما أعلنت عن ميزانية تقديرية تبلغ نحو مليون دولار وشكلت لجان أكاديمية وفنية تطوعية، كما أعلنت الحملة الأهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية عن نفسها في العاصمة السورية دمشق وأعلنت عن خطط كبيرة للقيام بهذه الفعاليات خارج الوطن المحتل بالتحالف مع مؤسسات فلسطينية وعربية كبيرة ذات صفات أهلية وشبه رسمية.
لكن الأمر الجامع بين هذه الهيئات أنّها غير قادرة على تنفيذ مشروعات مباشرة في القدس المحتلة إلا عبر الحيلة للخروج من رفض الاحتلال أو موافقته فكلاهما شرّ فإذا رفض مشكلة وإذا وافق فعند ذلك نقع في شبهة الاعتراف والتطبيع. وما يجمع بينها أيضاً أنّ معظم التمويل للمشروعات غير مكتمل بل يكاد لا يتوفر.
والجهود العربية لحمل هذا المشروع لا تزال محدودة ولا زلنا ننتظر تفاصيل الخطط والميزانيات المقرّرة لهذا المشروع الضخم، ونشيد هنا بالسودان واليمن اللتين كانتا الأسبق في الإعلان عن تشكيل لجان وطنية لإحياء هذا المشروع، وهناك أخبار مبشرة عن قرب ولادة لجان سورية ومصرية ولبنانية.
لكنّنا هنا نحذّر جميع الناشطين أنّنا قد اقتربنا كثيراً من استحقاق القدس عاصمة الثقافة العربية ولا زلنا نرى أنّ الصورة لا تزال ضعيفة المحتوى وأنّ القدس تستحق منا أفضل من ذلك بكثير، ولم يعدْ ثمة مجال للتأخير أكثر من ذلك، ونركّز أكثر ما نركّز على ضرورة توفير التمويل المناسب لهذه المشروعات وإلا فإنّ الواقع سيكون سلبياً بصورة غير مقبولة وقد تكون مهينة أيضاً!!!.
* المدير العام لمؤسسة فلسطين للثقافة.