بيّنت ورقة معطيات صادرة عن مؤسسة القدس الدولية في الذكرى الأولى لعملية طوفان الأقصى أنّ المسجد الأقصى الذي شكل العنوان المركزي لانطلاق الطوفان يواجه مساعي الاحتلال المستمرة لحسم قضيته، مع استمرار تصعيد العدوان في مختلف جبهات تهويد القدس واستهداف أهلها.

الورقة التي تحمل عنوان "القدس بعد عام من العدوان على غزة" وأعدها الباحث في المؤسسة علي إبراهيم، رصدت أبرز المعطيات المتعلقة بالاعتداء على الأقصى والقدس ما بين 2023/10/7 و2024/10/6، ولفتت إلى أنّ الاحتلال فرض إجراءات مشددة أمام أبواب المسجد الأقصى، وفي أزقة البلدة القديمة، ما انعكس على أعداد المصلين في الأقصى، حتى بات شبه فراغ في العديد من أشهر العدوان، وانسحب على أعداد المصلين في أيام الجمعة حتى انخفض إلى 3500 في بداية العدوان، ثم عاد ليتصاعد مع شهر رمضان.

وقالت الورقة إنّ قرابة 49,885 من المستوطنين والطلاب اليهود وعناصر الاحتلال الأمنية اقتحموا الأقصى في عام العدوان، وقد شهد شهر آب/ أغسطس 2024 أعلى رقم للمقتحمين منذ "طوفان الأقصى"، فقد شهد اقتحام 7702 مستوطنًا، من بينهم قرابة 2958 بالتزامن مع ذكرى "خراب المعبد"، يليه شهر نيسان/أبريل 2024، الذي شهد اقتحام 5670 مستوطنًا، من بينهم 4340 مستوطنًا اقتحموا الأقصى في "الفصح" العبري، ويليه شهر حزيران/يونيو 2024 الذي شهد اقتحام 5190 مستوطنًا، من بينهم قرابة 1600 مستوطن اقتحموا الأقصى في "يوم توحيد القدس".

ولفتت الورقة إلى جملة من الاعتداءات التي جاءت في سياق ربط اقتحام الأقصى بالعدوان على غزة، وكان منها إقامة تأبين في الأقصى لجنود الاحتلال الذين قتلوا خلال العدوان البري في القطاع، ومشاركة نشطاء "منظمات المعبد" كجنود في صفوف قوات الاحتلال في القطاع، وارتداء بعض المقتحمين اللباس العسكري، قبل توجههم للالتحاق بالخدمة العسكرية ضمن الوحدات المشاركة في العدوان.

وفي الإطار المتعلق بالتهويد الديمغرافي في القدس، رصدت الورقة مساري الهدم والاستيطان، وقالت إنّ الاحتلال نفذ قرابة 190 عملية هدم في عام العدوان، فيما رصدت تقارير تسريع الاحتلال بناء المستوطنات في الشطر الشرقي من القدس المحتلة، حيث أشارت معطيات إلى أن مؤسسات الاحتلال وافقت واستكملت البناء في أكثر من 20 مشروعًا استيطانيًا تضم آلاف الوحدات الاستيطانية.

ورصدت الورقة الاعتداء على المسيحيين، ومن ذلك التضييق على فلسطينيي الضفة ومنعهم من الدخول إلى القدس وعرقلة وصول المقدسيين إلى كنيسة القيامة للاحتفال بعيد الفصح في أيار 2024.

وعلى مستوى الاعتقالات، أشارت الورقة إلى أن الاحتلال نفذ أكثر من 11,100 حالة اعتقال في الضفة، بما فيها شرق القدس، فيما ارتقى قرابة 39 شهيدًا في مواجهات بالقدس أو برصاص الاحتلال.