انتفاضة القدس وإنجازات تنتظر الاستثمار..
الثلاثاء 18 تشرين الأول 2016 - 12:09 م 8152 0 مقالات |
محمد أبو طربوش
مدير الإعلام في مؤسسة القدس الدوليةشكلت انتفاضة القدس المباركة مرحلة مهمة من مراحل النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الصهيوني، وبرهنت أن نضال الشعب الفلسطيني لم ولم يصدأ بفعل أوسلو وأخواتها، وقد نجحت الانتفاضة في لفظ كل محاولات تكوين "الفلسطيني الجديد، وبإرادة شبابية وشعبية متمسكة بالثوابت والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني صمدت في وجه العوائق والتحديات.
وبعيداً عن الجدل الذي اعترى انتفاضة القدس الحالية وتعريفها وتوقيتها ومآلاتها، إلا أن المتابع يلاحظ بلا شك أن هذه الانتفاضة نجحت في تحقيق جملة من الأهداف المهمة منذ الأيام الأولى لانطلاقتها ولعل أبرز هذه الأمور تتجلى بالآتي:
إعادة قضية فلسطين والقدس إلى دائرة الاهتمام السياسي والإعلامي والجماهيري العربي والإسلامي، وتحقيق حالة من الالتفاف الشعبي حول الثوابت التاريخية للقضية الفلسطينية ومشروع المقاومة.
تجميد مشروع التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى المبارك رغم كل المحاولات الجادة والحثيثة التي قام بها الاحتلال.
تقويض العملية السلمية مع الاحتلال ومشروع السلام الاقتصادي وكل المحاولات الحثيثة لتدجين المواطن الفلسطيني وإغراقه بالاستحقاقات والقروض المالية، وحلم "دايتون" و"مولر" الأمني.
إضعاف صورة الاحتلال إعلاميًا ودبلوماسيًا لدى المجتمع الدولي، وكشف وجهه القائم على التطرف الرسمي والشعبي والتطهير العرقي والقتل والإجرام وتشويه الحقائق.
صناعة مناخ من الرعب على المستوى الأمني الإسرائيلي، وفقدان الثقة بالسلطات الأمنية الإسرائيلية، الأمر الذي نتج عنه خلافات داخل المؤسسة الرسمية الإسرائيلية حيث توالت الاتهامات المتبادلة بين الأحزاب الإسرائيلية التي حملت كل منها المسؤولية للطرف الآخر في اندلاع انتفاضة.
لقد نجحت انتفاضة القدس- وبعيدًا عن حصرها بالنقاط التي أوردناها أعلاه -في تحقيق الكثير من الإنجازات والمكتسبات رغم كل العوائق والتحديات والظروف الصعبة واستمرت بجهود شعبية محضة حيث يعتبر بعض الخبراء أن انتفاضة القدس الحالية تعتبر أحد أفضل نتائج توازن الرعب الذي أنتجتها أي مواجهة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني عبر مختلف الحروب والانتفاضات.
من هنا يجب على القوى الوطنية الحفاظ عليها وحسن استثمارها والبناء عليها لتحقيق أهداف واقعية تحقق بالمنظور القريب بعض المكتسبات للشعب الفلسطيني في ظل المعطيات الراهنة محليًا ودوليًا عليها، ولذا لا بد للحفاظ على انتفاضة القدس واستمرارها من القيام بالآتي:
1. تشكيل قيادة موحدة للانتفاضة تعمل وفق برنامج موحد وآليات عمل واضحة.
2. تحقيق الوحدة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام السياسي على أسس وطنية تحمي النضال الفلسطيني.
3. بلورة استراتيجية وطنية موحدة، همها الأوحد توحيد الخطاب الإعلامي ووضع محددات فيما يتعلق بانتفاضة القدس.
4. دعم انتفاضة القدس والانخراط فيها ومساندة الشباب الفلسطيني المنتفض.
5. توحيد الفعاليات والجهود الفلسطينية الداعمة للانتفاضة.
6. استثمار إنجازات الانتفاضة والبناء عليها لتحقيق بعض التقدم الميداني في مسار القضية الفلسطينية.
7. دعم وسائل الإعلام لانتفاضة القدس والانخراط في تغطية وطنية شاملة للانتفاضة.
8. إيقاف السلطة الفلسطينية كل أشكال التعاون مع الاحتلال وخاصة التنسيق الأمني.