لمصلحة من يترك مستشفيي "المقاصد" دون دعم؟!
الجمعة 6 كانون الثاني 2017 - 12:57 م 7163 0 مقالات |
علاء عبد الرؤوف
صحفي فلسطيني
علاء عبد الرؤوف – خاص لموقع مدينة القدس
تمر الشهور وتستمر المعاناة ولا تعليقات ولا حراك يتناسب مع حجم المأساة التي تعيشها مستشفيات القدس، فكأن آذان المسؤولين والجهات الفلسطينية صمّت عن تلك النداءات المتكررة التي تطلقها مستشفيات القدس.
دوامة من الأزمات الاقتصادية يعيشها مستشفيي "المقاصد" اللتان تعانيان من أزمة مالية حقيقة قد تؤدي إلى توقف خدماتهما الطبية بشكل كامل، رغم أن المبالغ ليست كبيرة مقارنة ببعض الميزانيات الأخرى التي تنفقها السلطة الفلسطينية.
نداءات متكررة ووعود متبخرة!
أكدت إدارة مستشفيي "المقاصد" في بيان مشترك أصدرته قبل حوالي الأسبوعين أن توقف الخدمات بات مسألة وقت، وأن المشفيين يخوضا سباقا مع الزمن، حيث تتعمّق الأزمة وتتراكم الديون مما يدفع ببعض الموردين ومزودي الخدمات إلى التوقف عن التعامل معهما، الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى عجز المشفيين عن تقديم خدماتهما للمرضى من أهلنا في القدس، والمرضى من مختلف محافظات الضفة وغزة.
تقدر ديون المستشفيين بحوالي (240) مليون شيكل أي حوالي (63) مليون دولار أمريكي.
كـ"الأيتام على مأدبة اللئام" بهذه العبارة وصف المدير العام لمشفى المقاصد الخيرية، الدكتور رفيق الحسيني أوضاع مستشفيي المقاصد حيث غدت مستشفيات القدس يتيمة بسبب تخلي الجميع عنها وتقاعسهم عن نصرتها.
أربعة كلمات حزينة وصف لخص قصة الواقع الصحي لمستشفيات المقاصد الخيرية، تحمل في طياتها جميع عبارات الخذلان والعتب في آن واحد.
استحقاقات ليست منّة أو مساعدة
وأشار الدكتور الحسيني إلى محاولات المسؤولين الفلسطينيين التملص من أداء استحقاقات المستشفيين، فيقول "لا نريد مساعدات من أحد، بل نريد استحقاقات مشافي القدس، وإن دُفعت فإنها ستستطيع ممارسة دورها الصحي الريادي في الوطن كله، فالجميع يتغنّى بالقدس، لكن لا أحد يسمع صوت القدس".
وعن طريقة تعامل الجهات والوفود الرسمية الفلسطينية يقول "الحسيني" زيارات رسمية تنتهي بوعود كثيرة كحل جذري للمشكلة، لكن ما إن تنتهي تلك الزيارات حتى تتبخّر تلك الوعود، وما "زاد الطين بلّة" قطع الكهرباء عن المشفى بشكل جزئي بسبب الديون التي تراكمت عليها والتي بلغت (6) ملايين شيكل.
إنسانية والتزام الأطباء تؤخران الإغلاق
المئات من الأطباء والممرضين يعملون في المستشفيين اللذان يقدمان خدماتهما الطبية لأهالي الضفة وغزة والقدس، حيث يؤخر صمود العاملين في المشفيين إغلاق هاتين المؤسستين الطبيتين.
فرغم الخذلان وانقطاع الدعم والظلم الذي يتعرض له العاملون في المستشفيات من أطباء وممرضين وفنيين إلا أنهم يسعون لإبقاء المؤسسات الفلسطينية الطبية في القدس صامدة بوجه الاحتلال الذي لا يدخر جهداً أو محاولة لكسر المقدسيين، حيث يحاولون وبحسب المتاح إبقاء أبواب المشافي مفتوحة للمرضى الفلسطينيين.
من المسؤول؟!
تدل المطالب الواضحة التي ينادي بها القائمون على مستشفيي المقاصد خلال اعتصاماتهم وبياناتهم الصحفية إلى وجود تقصير واضح من قبل مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية في هذه القضية خصوصاً فيما يتعلق بحقوق العاملين فيها إضافة إلى دعم المستشفيات بالمواد الطبية اللازمة لعلاج المرضى.
أزمات طبية يعانيها المقدسيين تضاف إلى سلسة من التحديات اليومية التي تواجههم بسبب الاحتلال وسياساته العنصرية والتهويدية، أزمات للأسف تشارك فيها بعض المؤسسات الرسمية الفلسطينية سواء بقصد!! أو بسبب الإهمال والتقصير! وفي كلتى الحالتين يتحول دور المؤسسة الرسمية من داعم لصمود أهلنا في القدس إلى مساند غير مباشر للاحتلال وسياسته العنصرية ضد أهلنا في القدس.