القدس والتسوية السلمية
الخميس 13 نيسان 2017 - 3:22 م 9096 0 مقالات |
محمد أبو طربوش
مدير الإعلام في مؤسسة القدس الدولية
يعتبر اتفاق أوسلو- 1 أو اتفاق إعلان المبادئ الموقع في واشنطن في 13 سبتمبر من العام 1993م هو الخطوة الأولى على طريق التسوية الفلسطينية- الإسرائيلية وهو الأساس القانوني والسياسي لكل ما تلاه من اتفاقيات ومذكرات لاحقة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي طيلة عقد ونيف من الزمن.. وقد قام بالتوقيع عليه كل من "محمود عباس، أبو مازن" الذي كان في ذلك الوقت يشغل منصب سكرتير اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير الفلسطينية" كممثل للشعب الفلسطيني و"شيمون بيريز" الذي كان يشغل في ذك الحين منصب وزير الخارجية في حكومة "اسحق رابين "العمالية الثانية ممثلا عن "إسرائيل" وبحضور وزيري خارجية كل من الولايات المتحدة الأسبق "وارين كريستوفر" وروسيا الأسبق أيضا "أندريه كوزيريف".
وفيما يتصل بملف "القدس" فقد نصت المادة الخامسة من هذا الاتفاق على أن تبدأ فترة انتقالية من خمس سنوات فور الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة ومنطقة أريحا و أن تبدأ مفاوضات الوضع الدائم بين حكومة الدولة العبرية وبين ممثلي الشعب الفلسطيني في أقرب وقت ممكن ولكن بما لا يتعدى بداية السنة الثالثة من الفترة الانتقالية وأوضحت هذه المادة أيضا أن هذه المفاوضات سوف تغطي مجموعة من الموضوعات والقضايا الخلافية بين الجانبين وهي تحديدا: "القدس، اللاجئين، المستوطنات، الترتيبات الأمنية، الحدود، العلاقات والتعاون مع جيران آخرين" ثم ما أسماه الاتفاق بـ"وسائل أخرى ذات اهتمام مشترك".. وفي هذا الإطار أكدت هذه المادة اتفاق الطرفين على ألا تجحف أو تخل اتفاقيات المرحلة الانتقالية بنتيجة مفاوضات الوضع الدائم.
أما الفقرة الأولى رقم (1) من الملحق الأول لاتفاق أوسلو- 1 وعنوانه "بروتوكول حول صيغة الانتخابات وشروطها" فقد نصت على الآتي فيما يتصل بـ"القدس": "على أن يكون لفلسطينيي "القدس" الذين يعيشون فيها الحق في المشاركة في العملية الانتخابية وفقا لاتفاق بين الطرفين".
وتعود أهمية المادة والفقرة سالفتي الذكر أنهما سجلا أول تراجع إسرائيلي عن مبدأ "القدس عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل " حيث أن المادة الخامسة بالذات أكدت على اعتراف إسرائيلي ضمني بوجود مشكلة ما حول المدينة تستحق التفاوض عليها ووضعت "القدس" في هذا الإطار ضمن مفاوضات الوضع النهائي الأخرى كاللاجئين والمستوطنات.
إلا أن هذا الطرح القانوني حول موضع "القدس" في اتفاق أوسلو- 1 تغافل عن الكثير من الأمور والحقائق السياسية ومنها على سبيل المثال: أن "القدس" المعنية في هذا الاتفاق هي "القدس الشرقية" فقط بما فيها "البلدة القديمة" وليست "القدس" "المدينة الكاملة" حيث استولت العصابات الصهيونية على الشطر الغربي أو القسم الجديد من المدينة في حرب عام 1948م وخرجت من المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي حيث أن منطلقات عملية السلام في الشرق الأوسط بما فيها عملية أوسلو تدور حول مرجعيات دولية أولية هي قرارات "مجلس الأمن الدولي" أرقام "242" لعام 1967م و"338" و"339" لعام 1973م وهي القرارات المتعلقة بالأساس بقضية الأراضي التي جرى الاستيلاء عليها في حرب يونيو 1967م.