القدس تقول مجددًا: نعم يوجد أمل

تاريخ الإضافة الإثنين 25 شباط 2019 - 8:39 م    عدد الزيارات 3195    التعليقات 0     القسم مقالات

        


رضوان الأخرس

كاتب وإعلامي فلسطيني

استطاع الفلسطينيون في القدس تحقيق إنجاز، رغم ذروة الانشغال والإنشغال الإقليمي والدولي في عديد الملفات بعيداً عن القضية الفلسطينية، وتصاعد موجات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

نجحوا في إعادة فتح باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك وإقامة صلاة الجمعة والصلوات الخمس داخل مصلاه لأول مرة منذ 16 عاماً، وكان النجاح في هذه المرة سريعاً لم يستغرق أكثر من أسبوع.

فقد بدأت هبة الرحمة مع بداية الأسبوع الماضي، بعد أن أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي باب الرحمة بالسلاسل والأقفال الحديدية؛ مما دفع الشبان في القدس إلى التحرك سريعاً لمجابهة خطر انتزاع الاحتلال لتلك المنطقة.

ويعمل الاحتلال منذ سنوات بشكل ممنهج من أجل تنفيذ مخطط لتقسيم المسجد الأقصى المبارك مكانيًّا وزمانيًّا بين المسلمين واليهود الصهاينة.

فعبر تخصيصه أوقاتاً خاصة لدخول المستوطنين وأوقاتاً أخرى للمسلمين، يحاول إقرار التقسيم الزماني. ومن خلال محاولته انتزاع منطقة باب الرحمة، يريد إقرار التقسيم المكاني. فالهدف ليس مجرد انتزاع المنطقة فحسب، بل وتحويلها إلى كنيس يهودي.

ضاعف الاحتلال في الثلاث سنوات الأخيرة من خطواته التهويدية في محيط المسجد الأقصى المبارك وفي مدينة القدس عموماً، وكان لإعلان ترمب القدس عاصمة لما تُسمّى «إسرائيل» دور أساسي في ذلك.

وقد كانت مقبرة باب الرحمة ولا تزال في عين التهديد والتهويد الإسرائيلي؛ فقد جرى استهدافها مراراً ونبش قبورها بهدف السيطرة عليها وإزالتها بوصفها معلماً إسلامياً يحوي قبوراً لاثنين من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هما شداد بن أوس وعبادة بن الصامت، كما تحوي قبوراً لعدد من العلماء، والمجاهدين الذين فتحوا القدس مع صلاح الدين الأيوبي، وغيرهم.

تركز استهداف الاحتلال للجزء الشرقي من المسجد الأقصى المبارك ومحيطه في خطواته التهويدية، وقد دلّت الخرائط التي تداولتها أوساط حزب الليكود منذ العام 2013 على سعي الاحتلال لاقتلاع تلك المناطق من مساحة المسجد الأقصى.

فكانت جل الطقوس التلمودية والاقتحامات الاستفزازية التي يقوم بها المستوطنون متركزة على تلك المنطقة خلال السنوات الأخيرة، وقد ظن الاحتلال لوهلة أنه قطع شوطاً كبيراً في مخططه التهويدي، فكانت هبة باب الرحمة وأهل الهبة له بالمرصاد.

هدمت الجماهير التي فتحت باب الرحمة عموداً جديداً من أعمدة الهيكل المزعوم، وأعادت إحياء جزء عزيز من المسجد الأقصى كاد أن يُسلب خلسة في الغفلة، وبددت وهم موات الأمة، وقالت لنا مجدداً إن هذه الأمة تمرض لكنها لا تموت.

الصراعات اليوم في وطننا العربي والإسلامي جلها داخلية، سواء داخل ذات الأمة أو ذات الفرد، وصراع الفرد مع ذاته غالباً ما يدور حول أسئلة التغيير والتحرير والحرية، بعد الانتكاسات الأخيرة التي عايشتها الشعوب، فنتج عن ذلك نوع من الإحباط أو الفتور والتراجع وفقدان ثقة الشعوب بنفسها وقدراتها.

فجاءت القدس وجاء هذا الإنجاز ليقول إن الأمل قد يخفت لكن لا يختفي، والشمس تغيب ولا تندثر، هي أمة تميل كنخلة لكنها لا تنكسر.

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



السابق

باب الرحمة ... وواجبُ الوقت !

التالي

معركة القدس.. هنا يصنع التاريخ

مقالات متعلّقة

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »