عن "إقامة الصلاة" في باب الرحمة..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020 - 4:24 م    عدد الزيارات 2972    التعليقات 0     القسم تدوينات

        


براءة درزي

باحثة في مؤسسة القدس الدولية

حملة محمومة من الاعتداءات شنّها الاحتلال منذ مطلع عام 2020 في باب الرحمة: اقتحام للمصلى، واعتداءات على المصلين بالضرب والسّحل، واعتقالات بالجملة، وقرارات بالإبعاد؛ وذلك في سياق متّصل باعتداءاته التي بدأها على أثر هبة باب الرحمة وفتح المصلى وأداء الصلاة فيه في شباط/فبراير 2019. وقد لاحظ الاحتلال أنّ كل جهوده ومحاولاته لإغلاق باب الرحمة على مدى عام 2019 لم تنجح: فإن اقتحمت قواته المصلّى تصدّى لها المصلون، وإذا اعتقلتهم لم تقتل عزيمتهم، وإذا قررت إبعادهم عن الأقصى تابع مسيرتهم صحبُهم ورفاقُهم، وإن صادرت خزائن الأحذية والسجاد جاؤوا بغيرها... ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانتصار هبّة باب الرحمة، يدرك الاحتلال أنّ السماح لجماهير القدس بالاحتفال بمرور عام على انتصارهم سيعزّز لديهم الثقة بقدرتهم على مواجهته، وإحباط مخطّطاته، تمامًا مثل هبّة باب الأسباط في تموز/يوليو 2017، وهذا سيجعل تقويض النصر مهمّة صعبة التّحقيق بالنسبة إلى الاحتلال.


إذًا، يتمسّك الاحتلال بـ "استعادة" سيطرته على باب الرحمة الواقع في المنطقة الشرقية من الأقصى، وهي المنطقة التي تعدّ نقطة انطلاق لتنفيذ مخطط التقسيم المكاني للمسجد، وهو المخطّط الذي نجحت جماهير القدس في إفشاله إلى الآن، من دون أن تتخلّى "جماعات المعبد" عن تنفيذه. وإنّ المواجهة في الأقصى تقتضي حماية الانتصارات التي حقّقها المرابطون، وسعيهم إلى تحقيق المزيد منها عبر مواجهة الاعتداءات على الوضع القائم التي مارسها الاحتلال، ومنع الإسرائيليّين من تحقيق مكتسبات جديدة، أو فرض أمر واقع جديد. 


المشاهد التي وردت في الأيام الماضية من الأقصى، تحديدًا من منطقة باب الرحمة، أظهرت همجية الاعتداءات الإسرائيلية على الموجودين في المكان: ضرب، وسحل، وغاز الفلفل، واعتقالات، بعضها كان اعتقالات لمصلّين في أثناء أدائهم الصلاة، ومحاولات واضحة لتدفيع المرابطين ثمن وجودهم في باب الرحمة لينفضّوا عنه. 


حاولت قوات الاحتلال منع إقامة فعالية إفطار جماعي في المنطقة للصائمين يوم الخميس، لكنّ العائلات نجحت في إقامة الإفطار في ساحة باب الرحمة... أمّا محاولات الاحتلال منع الصلاة فردّت عليها جماهير القدس بصلاة حاشدة وقتي المغرب والعشاء، ثمّ تنادوا إلى حملة "الفجر العظيم" فجر الجمعة 2020/1/10، فشهدت مشاركة الآلاف الذين حضروا للمشاركة في الصلاة في البرد القارس وتحت المطر تاركين دفء منازلهم وأسرّتهم. وأعقب الصلاة مسيرةٌ في الأقصى انطلقت من باب الرحمة، لتؤكّد التمسّك بالمصلّى، وأنّه جزء من المسجد، وأنّ القرار بشأنه لن يكون بيد الاحتلال! وفي المسيرة هتف المصلون للشهيد مصباح أبو صبيح الذي أوصى بالحفاظ على المسجد الأقصى، ليؤكّدوا أنّهم يلتزمون خطّ الدفاع عن المسجد بكلّ أجزائه وأرجائه. 

 

 

ومع المشهد المهيب فجر الجمعة الماضي، فإنّ الفلسطينيين على موعد مع رباط مشابه، يوم الجمعة القادم في 2020/1/17 في ظلّ دعوات إلى الصلاة والرباط في الأقصى تحت عنوان "فجر الكرامة" لتكون الصلاة عنوانًا للدفاع عن باب الرحمة، وعن الأقصى، والقدس، وكل المقدّسات..

 

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



السابق

كيف أحرّر بيت المقدس 1

التالي

الفلسطينيون أعادوا تسليط الضوء على مقدسات الأمة في فلسطين... ماذا عن دور الأمة؟

مقالات متعلّقة

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »