بعد 20 عامًا على انتفاضة الأقصى.. ما هو الواقع اليوم؟

تاريخ الإضافة الثلاثاء 29 أيلول 2020 - 7:54 م    عدد الزيارات 1767    التعليقات 0     القسم مقالات

        


وسام محمد

صحفي في مؤسسة القدس الدولية

 

 

خاص موقع مدينة القدس

يحيي الفلسطينيون في هذه الأيام الذكرى السنوية العشرين لـ انتفاضة الأقصى التي اندلعت عقب اقتحام المجرم آرئيل شارون للمسجد الأقصى المبارك في 28 أيلول/سبتمبر 2000، ما أدى إلى اندلاع انتفاضة فلسطينية شعبية عمّت جميع المحافظات الفلسطينية، ووصل صوتها إلى العالم أجمع، وأعادت القضية الفلسطينية برمتها إلى الاهتمام العالمي بعد عقد من التطبيع واتفاقيات السلام المزعومة.

 

وقدم الفلسطيني خلال تلك الانتفاضة أروع معاني التضحية والنضال والدفاع عن مقدساته وحقوقه المسلوبة، واستخدم فيها كافة الأساليب والوسائل المتاحة والمشروعة والتي حفظت استمرارية الانتفاضة لما يزيد عن خمس سنوات، وشارك الكل الفلسطيني فيها من كافة الأطياف والأحزاب والفصائل، ومن كافة مكونات الشعب الفلسطيني بكافة أعمارهم، وقدم الفلسطينيون في الخارج أبهى صور الدعم والتأييد والتظاهر دعمًا لأهلهم وإخوانهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما لم تبخل الأمة بتقديم كل ما بوسعها على المستوي الرسمي والشعبي والسياسي والإعلامي وحتى العسكري.

 

ونجح الفلسطيني في إدارة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي باحتراف وذكاء، وتمكن من الحفاظ على استمرارية الانتفاضة لما يزيد عن خمسة أعوام، وهي مدة طويلة نسبيًا في عمر الانتفاضات الشعبية، وأدت تلك الانتفاضة وغيرها من الأمور إلى دحر الاحتلال الإسرائيلي عن قطاع غزة – ذلك القطاع الذي استطاع أن يبني نفسه من جديد ويراكم قوته ويبني ترسانة عسكرية لكافة القوى والفصائل الفلسطينية المقاومة- كما نجحت تلك الانتفاضة في التأكيد على الهوية الفلسطينية والخارطة التاريخية لفلسطين.

 

واقع القضية الفلسطينية اليوم

اليوم وبعد عشرين عامًا على تلك الانتفاضة، و 10 سنوات على التحولات الجذرية التي حصلت في المنطقة، من انقلابات وتغييرات في الحكم وتحولات في الاهتمامات والسياسيات والاستراتيجيات، اختار بعض العرب أن يغير الطريق ويرسم طرقًا على أذواقه وأهواءه، واختار البعض تسوية علاقاته مع الاحتلال وتطبيعها، وبناء علاقات سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية استراتيجية، بهدف بناء شرق أوسط جديد تكون فيه "إسرائيل" دولة طبيعية في المنطقة لها تحالفات عسكرية وأمنية مع الإخوة العرب.

 

وعلى الرغم من هذا التحول في موقف بعض الدول العربية والإسلامية، إلا أن حال الشعوب العربية ما زالت حتى الآن ترفض وجود الاحتلال في الأصل، وترفض إقامة أي علاقة معه، وموقف الشعب الأردني والمصري أكبر دليل على ذلك، فعلى الرغم من مرور عقود من الزمن على اتفاقية كامب ديفيد بين الاحتلال الإسرائيلي ومصر، إلا أن الشعب المصري يرفض رفضًا قاطعًا وجود الاحتلال، كما طالب بشكل دائم تحسين العلاقة مع القضية الفلسطينية لا سيما في التعامل مع قطاع غزة، وكذلك الموقف الأردني الشعبي المعارض للاحتلال الإسرائيلي بقوة، والذي طالب الحكومة الأردنية بقطع العلاقة مع الاحتلال وطرد السفير الإسرائيلي من عمان.

 

في الخلاصة، ليس صحيحًا أن الموقف العربي قد تحول حيال فلسطين، فلا يزال المطبعون هم الذين يغردون خارج السرب، ولا زالت فلسطين في قلوب أحرار الأمة، ولا زال الاحتلال والعدوان مرفوضًا من كل العرب من محيطهم الى خليجهم، ومن يعتقد خلاف ذلك فهو واهم.

 

ما المطلوب اليوم على المستوى الفلسطيني

يتفق الكل الفلسطيني أن الحراك الفلسطيني الفلسطيني نحو تحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام هو أول الخطوات الوطنية لتوحيد الموقف الفلسطيني وبناء رؤية فلسطينية شاملة للتعامل مع "فايروس التطبيع" ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وبعد ذلك لا بد من رؤية وطنية فلسطينية موحدة لمخاطبة العالم العربي والإسلامي، وثني باقي الدول على الانزلاق في مستنقع التطبيع الذي يخدم الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر. كما يكمن العمل الميداني المقاوم أساس الخطط والاستراتيجيات لمواجهة الاحتلال وتجميد جميع مشاريعه الاستيطانية والتهويدية والتوسعية في القدس المحتلة والضفة الغربية المحتلة أيضًا وكل فلسطين.

رابط النشر

إمسح رمز الاستجابة السريعة (QR Code) باستخدام أي تطبيق لفتح هذه الصفحة على هاتفك الذكي.



السابق

صفقة القرن واتفاقات التطبيع وإعادة إنتاج اقتحام شارون للأقصى

التالي

شهادات من الانتفاضة - انتفاضة الأقصى في ذاكرة خالد عليان

مقالات متعلّقة

منير شفيق

حرب التجويع

الثلاثاء 2 تموز 2024 - 10:40 ص

دخلت حرب الإبادة البشرية من خلال القتل الجماعي المستمر طوال تسعة أشهر حتى الآن، في مرحلة جديدة، وهي مرحلة التجويع العام الدائر دفعة واحدة، لكل أهالي القطاع. وبهذا لم يكفِ القتل الجماعي بالقصف، وهدم ال… تتمة »

علي ابراهيم

لنصنع جيلاً متعلقاً بالقدس و«الأقصى»

الخميس 6 حزيران 2024 - 3:02 م

شكلت الاعتصامات الطلابية في الولايات المتحدة الأمريكية خاصة، والغرب بشكل عام، ظاهرة جديدة في التضامن مع فلسطين، وانضمام شريحة جديدة للتفاعل مع قضية فلسطين، ورفض العدوان المستمر على القطاع. وفي سياق ال… تتمة »