مؤسسة القدس الدولية: ندعو إلى اعتبار يوم الجمعة 14-10 يوم غضبٍ فلسطيني وعربي وإسلامي دفاعاً عن الأقصى وإسناداً للمرابطين والمقاومين وكسراً للحصار عن مخيم شعفاط الصامد
الأربعاء 12 تشرين الأول 2022 - 5:58 م 2032 جرائم الاحتلال، الرباط والمرابطين ، أبرز الأخبار، المسجد الأقصى، مواقف وتصريحات وبيانات، أخبار المؤسسة |
لقد وصل العدوان الأعتى على المسجد الأقصى المبارك محطته الثالثة مع عيد العُرش اليهودي، حيث تصر حكومة الاحتلال على فرض الطقوس التوراتية فيه بالقوة لطمس هويته الإسلامية الخالصة، في ما تتكامل معها جماعات المعبد المتطرفة باستكشاف السقوف الممكنة للعدوان وتوفير الغطاء البشري له، وتتولى محاكم الاحتلال محاولة إضفاء المشروعية على هذا العدوان الغاشم على المصلين العزل في أحد أقدس مقدسات المسلمين.
أمام هذا العدوان الذي تتعدد جبهاته وإن بقي الأقصى رمزه ورايته، كانت المقاومة للمحتل بالمرصاد، فمرغ مجاهدوها أنف القوات العسكرية الصهيونية في التراب في مخيم شعفاط وفي نابلس وجنين على الحواجز والطرفات؛ وأمام عجزها العسكري والأمني لجأت قوات الاحتلال إلى حصار مخيم شعفاط وامتداداته الملاصقة في ضاحية السلام ورأس خميس ورأس شحادة، واتخاذ عشرات الآلاف من المدنيين رهائن تمنع عنهم الحركة والغذاء والتعليم والطبابة حتى يُسلم ذلك البطل الفذ الذي نفذ عملية حاجز شعفاط نفسه، وذلك في ظل عجز التحصينات والبنادق والكاميرات والمخابرات والاجتياحات عن كسر إرادة أهالي مخيم شعفاط.
وأمام هذا العدوان المتصاعد، فإننا في مؤسسة القدس الدولية نؤكد على ما يأتي:
أولاً: إن العدوان على المسجد الأقصى هو خط سياسات مركزي لحكومة الاحتلال، خاضت من أجله ثماني محطات من المواجهة على مدى 42 عاماً، ولا بد اليوم من تجييش كل الطاقات والإمكانات ليكون الدفاع عن المسجد الأقصى واستعادة هويته الإسلامية الخالصة عنوان معركة تجمع الجهود وتوحد الساحات وتنطلق نحو التحرير الكامل لكل أرض فلسطين.
ثانياً: نبارك مبادرة أبناء مخيم شعفاط الصامدين إلى محاصرة الحصار، والخروج إلى الشارع ليلاً ونهاراً، ومبادرة عرين الأسود بالوقوف معهم، واستجابة الكثير من قوى الضفة الغربية والقدس لهذه الروح الثورية المتجددة التي تعيد صياغة الواقع وتمهد الطريق نحو المواجهة الشاملة.
ثالثاً: إننا ندعو إلى إعلان يوم الجمعة 14-10-2022 يوم غضب فلسطيني وعربي وإسلامي، عنوانه الدفاع عن المسجد الأقصى، ورفض تقسيمه أو طمس هويته أو اقتحامه أو أداء أي طقوسٍ غريبة عنه، والوقوف إلى جانب مجاهدي العرين وكتيبة جنين وكل المقاومة، وكسر الحصار بالقوة عن مخيم شعفاط وجواره رغم أنف الاحتلال، وهذا يُحمّل القوى الشعبية مسؤولية الدعوة إلى تحركات شعبية حاشدة بشكلٍ عاجل.
رابعاً: لقد بات استفراد المحتل بالساحة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك محل خطرٍ محدق بالمسجد، ففيها نفخ المقتحمون الصهاينة البوق، وفيها أدوا طقوس تقديم القربان النباتي وفيها أدوا الانبطاح الكامل المسمى بـ"السجود الملحمي"، وفي كل مرة لم يكن حراس المسجد الأقصى قريبين من الحدث ولم يتمكنوا من توثيقه؛ ونداؤنا إلى الأوقاف وإلى الأردن الرسمي بأن لا تسلموا لهذا الأمر الواقع الذي يفرضه الاحتلال، ففي هذا خطر عليكم في عين شعبكم وأمتكم كما أنه خطر على أقدس مقدسات الأمة؛ ولا مفر اليوم من التحدي وإسناد الحراس ورفع الصوت ضد ما يحاول الاحتلال إملاءه عليكم وعلينا جميعاً.
في الختام، فإننا نجدد الثقة بهذه الأمة وأصالتها، رغم محاولات الاستعمار والاحتلال لخنق إرادتها، فهي تثبت قدرتها على التجدد والفعل مرة بعد مرة، وإن المواجهة على هوية المسجد الأقصى تبدو حتمية وانفجارها ليس إلا مسألة وقت، وكل القوى العربية والإسلامية مدعوة للاستعداد ورص الصفوف والتسامي على الجراح والتوجه بالاهتمام والجهود إلى هذه المعركة، معركة الأمة المصيرية التي تصوغ مستقبلها.
بيروت في 12-10-2022