15 - 21 آذار/مارس 2023
الأربعاء 22 آذار 2023 - 6:24 م 1790 228 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعيّة في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات
15 - 21 آذار/مارس 2023
إعداد: علي إبراهيم
المنظمات المتطرفة تقدم جولاتٍ إرشادية للسياح في الأقصى، وتصعد استعداداتها للاعتداء على المسجد في رمضان
والقدس الدولية تطلق تقريرها السنوي "حال القدس 2022"
تستمر اقتحامات المسجد الأقصى بشكلٍ شبه يومي، وتشهد هذه الاقتحامات أداء المستوطنين للصلوات اليهوديّة العلنية في ساحات الأقصى الشرقية بحماية قوات الاحتلال. وشهد أسبوع الرصد تقديم المنظمات المتطرفة جولاتٍ إرشادية للسياح في المسجد الأقصى بالتنسيق مع شرطة الاحتلال. ومع اقتراب شهر رمضان أعلنت المنظمات المتطرفة أنها بصدد مضاعفة أعداد مقتحمي الأقصى، ودعت أنصارها إلى اقتحام الأقصى في اليوم الأول من رمضان. أما على الصعيد الديموغرافي تتابع سلطات الاحتلال هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم. وتتابع القدس في أسبوع حشد أذرع الاحتلال الأمنية المزيد من عناصرها تحسبًا للتصعيد المرتقب في رمضان. أما على صعيد التفاعل تسلط القراءة الأسبوعية الضوء على فتوى شرعية بأهمية الاعتكاف في الأقصى لصد اقتحامات المستوطنين، وعلى إطلاق مؤسسة القدس الدولية تقريرها السنوي حال القدس 2022 في العاصمة اللبنانية بيروت.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
تتابع أذرع الاحتلال اقتحاماتها شبه اليومية للمسجد الأقصى، ففي 15/3 اقتحم الأقصى 320 مستوطنًا بحماية قوات الاحتلال، أدت أعدادٌ منهم طقوسًا يهودية علنية في ساحات المسجد الشرقية. وفي 16/3 اقتحم الأقصى 211 مستوطنًا، تجولوا في أرجاء الأقصى بشكلٍ استفزازي وأدوا طقوسًا يهودية علنية بحماية قوات الاحتلال. وفي 19/3 اقتحم الأقصى 107 مستوطنين، تلقوا شروحاتٍ عن "المعبد" وتجولوا في ساحات الأقصى بشكلٍ استفزازي. وفي 20/3 اقتحم الأقصى 119 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهودية علنية قرب مصلى باب الرحمة. وفي 21/3 اقتحم الأقصى 207 مستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، وشارك في الاقتحام عددٌ من طلاب معاهد الاحتلال الدينيّة.
وفي سياق متصل بالاعتداء على الأقصى، سمحت شرطة الاحتلال في 16/3 للحاخام المتطرف يهودا غليك بتقديم إرشادات لمجموعة من "السياح" الأجانب، وقدم غليك شروحاتٍ حول "المعبد". وعلى أثر هذا التطور، أعلنت منظمة "بيدينو" في 18/3 عن إطلاق جولاتٍ تهويديّة "سياحيّة" في الأقصى باللغة الإنجليزية، في سياق الترويج "للمعبد"، وبحسب متخصصين في شؤون القدس وضعت شرطة الاحتلال مجموعات السياح الأجانب في الأقصى في عهدة كل من منظمة "سلام القدس" التي يقودها الحاخام يهودا غليك، ومنظمة "بيدينو" التي يقودها المتطرف تومي نيساني، ويقتحم سنويًا آلاف السياح الأجانب المسجد الأقصى، بحماية قوات الاحتلال، ويتلقون شروحاتٍ عن "المعبد".
مع اقتراب شهر رمضان، تصعدت "منظمات المعبد" من استعداداتها لاستهداف الأقصى، إذ أعلنت أنها ستضاعف أعداد مقتحمي الأقصى بالتزامن مع عيد "الفصح" العبري. وفي 19/3 دعا عددٌ من حاخامات "المنظمات المتطرفة" جمهور المستوطنين لتقديم "قرابين الفصح" داخل الأقصى. ولا تتوقف دعوات المنظمات المتطرفة عند الأعياد اليهودية القادمة، بل ستبدأ بالتصعيد مع بداية رمضان، ففي 21/3 دعت "منظمات المعبد" أنصارها إلى اقتحام مركزي للمسجد الأقصى بالتزامن مع اليوم الأول من شهر رمضان. في محاولة لإظهار قدرة المنظمات على اقتحام الأقصى بالتزامن مع المناسبات الإسلامية.
ولا تتوقف اعتداءات الاحتلال على المقدسات الإسلامية فقط، ففي 19/3 اقتحم مستوطنين الكنيسة الجثمانية، وحاولا تخريب محتوياتها، وبحسب متابعين لشؤون القدس، فهو الاعتداء الخامس الذي تتعرض له المقدسات المسيحيّة منذ بداية عام 2023.
التهويد الديموغرافي
تتابع أذرع الاحتلال استهدافها منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 15/3 علقت طواقم بلدية الاحتلال قرار هدم منزل الحاجة فاطمة سالم في حي الشيخ جراح. ويأتي القرار وسط محاولات من قبل المستوطنين للاستيلاء على منازل الحاجة، على أثر الاستيلاء على الأرض المحيطة بالمنزل. وفي سياق متصل بتهجير الفلسطينيين، ففي 20/3 كشف مصدر من حي بطن الهوى في القدس المحتلة، أن مخاطر تهجير العائلات من الحي ما زالت قائمة، وأن عددها يصل إلى نحو 87 عائلة.
قضايا
تتابع أذرع الاحتلال استعداداتها للتصعيد المرتقب في شهر رمضان، ففي 18/3 كشفت مواقع عبرية أن حيش الاحتلال سيعزز من قواته في الضفة الغربية والقدس المحتلتين بالتزامن مع شهر رمضان، وبحسب وسائل الإعلام العبرية عززت قوات الاحتلال عناصرها بنحو ألفي عنصر، وبحسب موقع "والّلا" العبري ستركز شرطة الاحتلال على أيام الجمع خلال شهر رمضان، وزعم الموقع، بأن قوات الاحتلال أحبطت 25 عملية في القدس المحتلة.
التفاعل مع القدس
في 18/3 افتتح الهلال الأحمر الكويتي 16 محلًا تجاريًا، في سوق اللحامين بالبلدة القديمة في مدينة القدس، على أثر ترميم هذه المحال، بدعمٍ من غرفة تجارة وصناعة الكويت وبإشراف جمعية الهلال الأحمر الكويتي. ويُعدّ سوق اللحامين من معالم البلدة القديمة، وأدت سياسات الاحتلال إلى إغلاق عدد كبير من المحال التجارية في السوق.
وفي 20/3 أطلقت مؤسسة القدس الدولية تقريرها السنوي حال القدس 2022، في مؤتمر تضامني حاشد عقدته في العاصمة اللبنانية بيروت، وتضمن اللقاء كلماتٍ لشخصياتٍ لبنانية وفلسطينية، وتخلل اللقاء استعراضًا لأبرز مضامين التقرير، التي أكدت أن الاحتلال واصل تسجيل أرقام قياسية في مجالات التهويد المختلفة، مدفوعًا بقوة من اليمين المتطرف، وشكل المسجد الأقصى أحد أبرز الميادين التي سعت المنظمات الإسرائيلية المتطرفة إلى تحقيق المكاسب فيها.
وفي سياق متصل بالأقصى. وتطرّق التقرير إلى قوة الفعل الفلسطيني الشعبي في عام 2022، فقد حقّقت العمليات الفلسطينية قفزة نوعية بنسبة 40%، وأسفرت عن مقتل 31 مستوطنًا، وإصابة 525 مستوطنًا.
وفي سياق متصل بالمسجد الأقصى، ففي 20/3 أصدرت هيئة علماء فلسطين فتوى شرعية حول الاعتكاف في المسجد الأقصى، وجاء فيها: "إنّ من المقرر شرعًا أنّ الاعتكاف وهو اللّبث في المسجد بنيّة التعبد لله تعالى، وهو يتأكد في شهر رمضان المبارك"، وبحسب الفتوى فإن الاعتكاف في الأقصى لصد الاقتحامات يجمع بين العبادات العظيمة، وهو رباط في سبيل الله، ودعت الهيئة الفلسطينيين القادرين على الوصول إلى المسجد الأقصى المبارك لشد الرحال إليه والسعي للرباط فيه.
وشهدت القدس المحتلة تفاعلًا مع الأقصى، ففي 21/3 شاركت طالبات مقدسيات في يوم تطوعي في الأقصى، وشملت الأنشطة التطوعية تنظيف مرافق المسجد، وترتيب المكتبة، وغيرها. وفي اليوم نفسه أطلق ناشطون مقدسيون حملة "سنُفطر في القدس" لحث الفلسطينيين على الإفطار في المسجد الأقصى.