07 - 13 شباط/فبراير 2024
الأربعاء 14 شباط 2024 - 4:31 م 1127 القراءة الأسبوعية |
قراءة أسبوعية في تطورات الأحداث والمواقف في مدينة القدس
تصدر عن قسم الأبحاث والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية
07 - 13 شباط/فبراير 2024
إعداد: علي إبراهيم
الاحتلال يقرّ عددًا من المشاريع الاستيطانية في القدس المحتلة والعدوان على غزة يدخل يومه الـ 131
وعدد الشهداء يتجاوز 28 ألفًا
استمرت في أسبوع الرصد الإجراءات المشددة التي تفرضها قوات الاحتلال أمام أبواب المسجد الأقصى وفي أزقة البلدة القديمة، فيما تفتح المجال أمام المستوطنين لاقتحام المسجد بشكلٍ شبه يوميّ، وشهد واحدٌ من اقتحامات الأقصى مشاركة عدد من المستوطنات من منظمة "نساء لأجل المعبد"، أقمن طقس "بات متزفاه"، احتفالًا ببلوغ إحدى بناتهن، وبلغ عدد المصلين في الأقصى في يوم الجمعة نحو 25 ألف فلسطينيّ الصلاة في الأقصى، وهو الرقم الأعلى منذ بداية العدوان على غزة. وشهد أسبوع الرصد اعتداء قوات الاحتلال على جنازة في مقبرة باب الرحمة قرب المسجد الأقصى.
أما على الصعيد الديموغرافي فقد شهد أسبوع الرصد استمرارًا لهدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ورصدت القراءة الأسبوعية الكشف عن عدد من المشاريع الاستيطانية في القدس المحتلة، الأول موافقة "لجنة التخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال على مخطط لبناء 1709 وحداتٍ استيطانية جديدة، في مستوطنة "كريات مناحيم"، أما الثاني فيقضي بتحويل أراضٍ من بلدة بيت حنينا وحزما إلى غابة استيطانية بمساحة ألف دونم، والثالث بناء حي استيطاني جديد يدعى "نوفي راحيل"، يضم أكثر من 650 وحدة استيطانية جديدة، يقع قرب منازل الفلسطينيين في قرية أم طوبا جنوب شرقي القدس المحتلة، وبحسب مصادر عبرية يأتي الحي الجديد ضمن أربعة أحياء استيطانية أخرى بإشراف من "حارس أملاك الغائبين". وفي قطاع غزة تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهداف المدنيين، وقد أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 28576 شهيدًا، وإصابة أكثر من 68 ألفا آخرين.
التهويد الديني والثقافي والعمراني
على وقع استمرار العدوان على قطاع، غزة تتابع أذرع الاحتلال حصارها على المسجد الأقصى المبارك، وتفرض القيود المشددة أمام وصول المصلين إلى المسجد، إذ تنتشر قوات الاحتلال أمام أبواب المسجد وفي أزقة البلدة القديمة، ولا تسمح عناصر الاحتلال الأمنية إلا لكبار السن القاطنين في البلدة القديمة من الوصول إلى الأقصى، وبالتزامن مع استمرار فرض هذه القيود، تحمي قوات الاحتلال مقتحمي المسجد الأقصى. ففي 7/2 اقتحم الأقصى 130 مستوطنًا بحماية عناصر الاحتلال، أدوا طقوسًا يهوديّة علنية في ساحات الأقصى الشرقية. وفي 8/2 اقتحم عددٌ كبيرٌ من قوات الاحتلال ساحات المسجد الأقصى، ودنسوا المصلى القلبي، بالتزامن مع إحياء الفلسطينيين لذكرى الإسراء والمعراج، وبحسب مصادر فلسطينية اعتقلت قوات الاحتلال 7 مصلين، وأخرجتهم من المسجد، وبحسب دائرة الأوقاف الإسلامية فقد عمر الأقصى في هذا اليوم نحو 15 ألف مصلٍ.
وتتابع قوات الاحتلال حصارها للأقصى في يوم الجمعة، فللأسبوع الـ 18 على التوالي يستمر منع قوات الاحتلال الشبان من أداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، إذ تعرقل عناصر الاحتلال الأمنية وصول المصلين من أحياء القدس المختلفة، وشهدت عددًا من أحياء القدس المحتلة إقامة صلاة الجمعة في الشوارع على أثر منع قوات الاحتلال للمصلين من الوصول إلى البلدة القديمة، وعلى الرغم من هذه القيود، فقد أدى نحو 25 ألف فلسطينيّ الصلاة في الأقصى، وهو الرقم الأعلى منذ بداية العدوان على غزة.
وفي 11/2 اقتحم الأقصى 194 مستوطنًا، بالتزامن مع بداية الشهر العبري، وشارك في الاقتحام المستشرق الصهيوني مردخاي كيدر، الذي رافق عددًا من المستوطنين خلال الاقتحام، وإلى جانب كيدر شارك في الاقتحام عدد من المستوطنات من منظمة "نساء لأجل المعبد"، اللواتي أقمن طقس "بات متزفاه"، احتفالًا ببلوغ إحدى بناتهن. وفي 12/2 اقتحم الأقصى 92 مستوطنًا، أدوا طقوسًا يهودية علنية بحماية عناصر الاحتلال الأمنية. وفي 13/2 اقتحم الأقصى 185 مستوطنًا، من بينهم 39 طالبًا يهوديّا رافقهم في الاقتحام مرشدون من منظمة "بيدينو" المتطرفة، وبحسب مصادر فلسطينية، فالاقتحام تم بموافقة من وزارة التربية والتعليم في حكومة الاحتلال، وهي الأولى منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، وتشكل جزءًا من الاقتحامات المدرسية للمسجد، على أثر إدراج المسجد ضمن الرحلات المدرسية لدى الاحتلال.
وعلى صعيدٍ متصل من الاعتداء، ففي 12/2 اقتحمت قوات الاحتلال مقبرة باب الرحمة، واعتدت على المشاركين في إحدى الجنائز، واعتقلت 5 فلسطينيين كانوا يشاركون في الجنازة، وكشف مصادر مقدسية بأن سلطات الاحتلال ومنذ بداية العدوان على القطاع تفرض قيودًا مشددة على أعداد المشاركين في الجنائز، وأشارت هذه المصادر إلى أن الاحتلال يسمح بمشاركة 10 أشخاصٍ كحدٍ أقصى في الجنائز التي تخرج من المسجد الأقصى، بمن فيهم من يرافق الجثمان ويجمل النعش، وتمنع الشبان من عائلة الفقيد من أداء الصلاة عليه في المسجد، في سياق منعها الشبان من الدخول إلى الأقصى.
التهويد الديموغرافي
تشهد القدس المحتلة استمرارًا لهدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، ففي 7/2 أجبرت بلدية الاحتلال مقدسيًا على هدم منشأة تجارية ومخازن قسريًا، في حي رأس العمود ببلدة سلوان، بذريعة البناء من دون ترخيص، وأشار صاحب المنشأة إلى أن سلطات الاحتلال هددته بفرض غرامات ضخمة تتجاوز مليون شيكل في حال نفذت آليات الاحتلال عملية الهدم. وفي 8/2 أجبرت سلطات الاحتلال عائلة شويكي بتفريغ بنايتهم السكنية الواقعة في حي الثوري في سلوان، تمهيدًا لهدمها، بذريعة البناء من دون ترخيص. وفي 9/2 أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله في بلدة الطور، ما أدى إلى تشريد 5 فلسطينيين من بينهم 3 أطفال.
ولا تقف اعتداءات الاحتلال عند حرمان المقدسيين من السكن فقط، بل تعمل على السيطرة على المزيد من أراضيهم في القدس المحتلة، ففي 7/2 أغلقت شرطة الاحتلال موقف السيارات المعروف باسم "سوق الجمعة"، ووضعت على مدخله مكعبات أسمنتية لمنع استخدامه. وتقع هذه الأرض بمحاذاة الجهة الشمالية الشرقية من سور القدس، وتُعدّ الأرض واحدة من الطرق المؤدية إلى المقبرة اليوسفية وباب الأسباط. وتدعي بلدية الاحتلال أن الأرض ملكية لدولة الاحتلال، وادعت البلدية و"سلطة الطبيعة" الإسرائيلية بأن الأرض جزءٌ من الحدائق الوطنية (التوراتية)، التي تحيط بالمدينة المحتلة. بينما يؤكد أصحابها ملكيتهم للأرض منذ العهد العثماني، ومنذ عام 2018 والقضية في محاكم الاحتلال. وفي 12/2 ردت المحكمة المركزية في القدس المحتلة طلب أصحاب الأرض، بوقف عمل أذرع الاحتلال داخل أرضهم، ما سيفتح المجال أمام "سلطة الطبيعة" و"تطوير القدس" للبدء بأعمال تهويديّة داخل الأرض. ولفت خلدون عويس أنهم بانتظار الرد على طلب " منع العمل الدائم" في الأرض
أما على صعيد المشاريع الاستيطانية، فقد شهد أسبوع الرصد الكشف عن عدد من المشاريع الاستيطانية الضخمة في القدس المحتلة، وفي النقاط الآتية أبرزها:
- في 10/2 كشفت مصادر عبرية بأن "لجنة التخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال وافقت على مخطط لبناء 1709 وحدات استيطانية جديدة، في مستوطنة "كريات مناحيم"، وقد وصفت المصادر العبرية المشروع الاستيطاني بأنه "عملاق"، وسيقام المخطط ضمن 4 مشاريع على أراضي قريتي المالحة وعين كارم المهجرتين جنوب غربي القدس المحتلة.
- في 11/2 كشفت مصادر فلسطينية عن توقيع بلدية الاحتلال في وقتٍ سابق من شهر شباط/فبراير اتفاقية مع "الصندوق القومي اليهودي"، وتقضي الاتفاقية بتحويل أراضٍ من بلدة بيت حنينا وحزما إلى غابة استيطانية بمساحة ألف دونم، ويأتي المشروع ضمن ما يُعرف بـ "الاستيطان الزراعي"، على أن تحول الغابة الجديدة إلى "غابة مجتمعية"، تنضم إلى نحو 24 غابة في أنحاء فلسطين المحتلة، تحت إدارة "الصندوق القومي اليهودي".
- في 12/2 أعلن ما يسمى "حارس أملاك الغائبين" بالشراكة مع شركة عقارية يملكها متطرفون، عن مشروع لبناء حي استيطاني يدعى "نوفي راحيل"، يضم أكثر من 650 وحدة استيطانية جديدة، يقع قرب منازل الفلسطينيين في قرية أم طوبا جنوب شرقي القدس المحتلة، وبحسب مصادر عبرية يأتي الحي الجديد ضمن أربعة أحياء استيطانية أخرى بإشراف من "حارس أملاك الغائبين"، وهي "جفعات شاكيد" في بيت صفافا، و"كيدمات تسيون" في رأس العمود، وحي استيطاني في أم ليسون، وأخيرًا "نوفي راحيل" في أم طوبا، تضم نحو 3 آلاف وحدة استيطانية. وأشارت معطيات صادرة عن جمعيتي "عير عميم" و "بماكوم" الإسرائيليتين إلى أنّ لجان التخطيط الإسرائيلية قدمت منذ بداية العدوان على غزة، نحو 17 خطة استيطانية في القدس المحتلة، تضم نحو 8434 وحدة استيطانية.
العدوان على غزة
تتابع آلة القتل الإسرائيلية استهدافها للمدنيين، فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة في 14/2 عن ارتفاع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 28576 شهيدًا، وإصابة أكثر من 68 ألفا آخرين، وبحسب الوزارة فإن غالبية الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء، وكشفت الوزارة بأن الاحتلال ارتكب في 24 ساعة الأخيرة 11 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 103 شهداء و145 إصابة. وتصعد قوات الاحتلال من عدوانها على مشافي القطاع، وآخر ضحاياها مشفى ناصر، فعلى أثر حصاره لعدة أيام، أجبرت قوات الاحتلال آلاف النازحين وعائلات الطواقم الطبية والمرضى على إخلاء المشفى، تحت مرمى نيران جنود الاحتلال وقناصته.